أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، هذا الجمعة، عن فوز الكتلة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق بالانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع مارس الجاري، وتزامنت النتائج مع جمعة دامية شهدت سقوط 107 ضحية بين قتيل وجريح في تفجيرين هزا محافظة ديالى شرق العراق.
وفي مؤتمر صحفي نشطه مكتب المفوضية، أظهرت النتائج النهائية شبه الرسمية، أنّ فوز كتلة علاوي أتى بفارق بسيط عن منافسها المباشرة ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، حيث تقدّمت قائمة علاوي على قائمة المالكي بفارق مقعدين، حيث حصلت الأولى على 91 مقعدا من أصل 325 في البرلمان المقبل.
وأفيد أنّ قائمة “العراقية” تفوقت في محافظات نينوى (20 مقعدا) والأنبار (11 مقعدا) وديالى (8 مقاعد)، بينما هيمن ائتلاف دولة القانون على محافظات الجنوب البصرة (14 مقعدا) والنجف (7 مقاعد) وبابل (8 مقاعد) وكربلاء (6 مقاعد) وواسط (5 مقاعد)، في حين بدت سيطرة الأحزاب الكردية واضحة في إقليم كردستان.
واحتدم جدل كبير خلال الأسبوع الأخير، غداة مطالبة قائمة المالكي بإعادة فرز الأصوات بعد حصولها على ما قالت إنّها “معلومات مؤكدة” تشير إلى حصول تلاعب لصالح جهة سياسية معينة، على حد ما نُقل على لسان الناطق باسم الائتلاف، وهو مطلب استجابت له المفوضية بعد رفض أولي، حيث شدّد عضو مجلس المفوضية قاسم العبودي أنّه استجابة لمطالب الرئيس العراقي جلال الطالباني وكذا رئيس الوزراء نوري المالكي، جرى إعادة فرز وعد الأصوات يدويا وبصريا بنسبة مائة بالمائة ضمانا للشفافية، على حد قوله.
ونفت مفوضية الانتخابات على لسان “قاسم العبودي”، المزاعم التي تحدثت عن حصول “تلاعب وتزوير في نتائج الاقتراع، مُعربة عن استعدادها التام للتعامل مع أي أدلة لدراستها.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أعلنت قبل أيام، عن فوز قائمة “ائتلاف دولة القانون” التي يتزعمها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بغالبية الأصوات، وذلك بعد فرز نحو 90 بالمائة من بطاقات الاقتراع، كما ذهبت آنذاك إلى أنّ الكتلة العراقية بزعامة علاوي حلت ثانية، متبوعة بالائتلاف الوطني العراقي الذي يضم أغلب القوى الشيعية، بيد أنّ النتائج النهائية قلبت الأمور رأسا على عقب.
للإشارة فان العاصمة بغداد هي التي تحدد الفائز في الانتخابات بشكل عام لأن عدد المقاعد المخصصة لها في البرلمان تبلغ 68 مقعدا من أصل 325 مقعدا في عموم البلاد، وعلى هذا الأساس فإنّ القائمة التي أحرزت الأغلبية في العاصمة بغداد هي صاحبة الأغلبية في البرلمان المقبل.
إلى ذلك، وصل الرئيس العراقي جلال طالباني هذا الجمعة إلى طهران في زيارة إلى إيران بدعوة رسمية من نظيره الإيراني أحمدي نجاد، ويجري طالباني محادثات مع نجاد ستتناول العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة.
107 قتيل وجريح في انفجارين شرق بغداد
في الأثناء، سقط 107 شخصا بين قتيل وجريح في انفجارين شرق بغداد، وأشارت مصادر أمنية عراقية إلى أنّ سيارة مفخخة وقنبلة انفجرتا، هذا الجمعة، بفارق زمني قصير أمام مطعم شعبي وأحد المقاهي بمدينة الخالص، علما أنّ المسافة بين مكان الانفجارين لم تتجاوز الـ20 مترا، بما أدى إلى مصرع 42 شخصا مصرعهم بينهم طفل وأصيب 65 آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال.
وقال متحدث باسم الشرطة العراقية، إنّ الانفجاران استهدفا السوق الشعبية لمدينة الخالص (20 كم) شمال شرق بعقوبة، كانا قويان جدا ولا يزال مصدرهما مجهولا، فيما توقعت مصادر محلية أن ترتفع حصيلة الضحايا.
وحسب الشرطة العراقية، يعكف خبراء المتفجرات حاليا على فحص آثار التفجيرين لتحديد طبيعتهما، علما أنّ أضرارا مادية جسيمة خلّفها التفجيران بعدد من المحال التجارية في الضاحية الشمالية الشرقية لبعقوبة.