يبدو أن العنف السائد في إيران اليوم، متمثلاً بالمظاهرات المطالبة بإعادة فرز الأصوات في انتخابات الرئاسة الأخيرة، انتقل إلى الشبكة الافتراضية، لتشتعل خطابات كلامية بين مستخدميها في أغلب المواقع، لعل من أبرزها، الموقع الاجتماعي twitter.
ففي twitter، تم ابتكار مجموعة أطلق عليها اسم IranElection من قبل المؤيدين للمرشح مير حسين موسوي، زعيم المعارضة في إيران، حيث يناقش أعضاؤها عدداً من الموضوعات المتعلقة بالانتخابات الإيرانية، وإرسال معلومات إلى المجموعة حول أبرز المستجدات في إيران.
والمطلع على هذه المجموعة، سيجد موضوعات ومعلومات مثيرة للاهتمام، قد يكون بعضها صحيحا، وقد يكون بعضها الآخر من اختلاق المستخدمين، حيث لا يمكن التأكد من صحة هذه المعلومات، نظرا لأنها مقدمة من أشخاص مجهولين متواجدين على الشبكة الافتراضية.
ولعل الدخول إلى هذه المجموعة صباح الأربعاء 17 يونيو/ حزيران الجاري، كان أشبه بالدخول في معركة عصيبة، حيث أن المستخدم ما يلبث أن يقرأ مشاركتين على الصفحة، حتى يرتفع عدد المشاركات غير المقروءة إلى مائة أو مائتي مشاركة.
وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على مدى القوة الموجودة في هذا الموقع البسيط، حيث لم تعد المعارك في زمن التكنولوجيا مقتصرة على التلفاز، والإذاعة، وغيرها، بل أصبح الوضع أكثر توسعا عبر شبكة الإنترنت، كما أنه قد يكون أكثر أمنا لمن أراد الإدلاء برأيه غير المرغوب به من قبل جهة أو أخرى.
وبالعودة إلى مشاركات أعضاء مجموعة IranElection، لوحظ تقديم الكثير من المعلومات، التي لم يتم التأكد من صحتها كما ذكر سابقا، ولكنها معلومات وأخبار جديرة بالاهتمام.
فمثلاً، أعلن موقع Twitter أنه ينوي إجراء صيانة لمدة ساعة واحدة لتحسين أداء الموقع، إلا أن أنباء وردت من خلال أعضاء المجموعة تقول إن وزارة الخارجية الأمريكية طلبت من المشرفين على هذا الموقع تأجيل الصيانة حتى يتسنى للمعارضة الإيرانية التعبير عن رأيها عبر الموقع الاجتماعي.
وعلى صعيد آخر، قال عدد من أعضاء هذه المجموعة إنه إن تم تعطيل العمل في موقع twitter، فيمكن للمشاركين الانتقال إلى موقع آخر لاستكمال الحديث حول ما يجري على الساحة الإيرانية.
وعلى نفس المجموعة، انتشرت شائعات تقول إن موقع Youtube يمنع نشر أي مقاطع فيديو للقتلى في المظاهرات الإيرانية، مما أثار سخطا واسعا بين جموع المشاركين عبر موقع Twitter.
من جهة أخرى، طالب عدد آخر من الأعضاء مواقع مشهورة، مثل غوغل، ومحطة "بي بي سي" البريطانية، بتغيير ألوانها إلى اللون الأخضر لمساندة مناصري موسوي في الانتخابات الإيرانية.
وكانت هناك إشاعات عبر هذه المجموعة تقول إن "بي بي سي" قامت بالفعل بتغيير ألوانها إلى الأخضر، وعند مراجعة الموقع الإلكتروني للمحطة البريطانية تم التأكد من عدم قيامها بذلك.
ويبدو أن المحاولات تعدت الحديث عبر المواقع الإلكترونية لتمتد وتصل حتى المدونة الخاصة بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد، حيث قال الكثير من أعضاء مجموعة IranElection إن الموقع تم تعطيله، ومهاجمته عبر استعمال الفيروسات، وهو ما حدث بالفعل عند زيارة الموقع.
وتستشهد مجموعة أخرى من الأعضاء على موقع twitter بمحطات تلفزة عالمية، من بينها CNN، بشأن الأخطاء الفادحة التي ترتكبها السلطات الإيرانية حاليا، حيث يقول ن. دريسكل: "لقد قال مذيع CNN وولف بليتزر إنه من المستحيل فرز 36 مليون صوت خلال 24 ساعة، لا بد من وجود أخطاء انتخابية."
وحذرت مجموعة أخرى من المشاركين في النقاش من وجود مواقع إلكترونية تزيف شخصية المرشح موسوي، لذا يجب الابتعاد عن استخدامها، ويقدمون مثلا على ذلك موقع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ولا يخلو النقاش من دون إضافة روابط مع موقع Youtube وFacebook لعرض صور أو مقاطع فيديو تم تصويرها من قبل الناس لما يحدث في إيران.
إذا، فالعملية لم تعد مقتصرة على وسائل الإعلام، بل امتدت اليوم إلى الناس عامة، والمثل الإيراني هو الأفضل في التعبير عن ذلك، خصوصا وأن السلطات الإيرانية تمنع الصحفيين من تغطية الأحداث في إيران لأسباب مجهولة.
ولعل شبكة الإنترنت ساعدت سكان العالم أجمع على التعرف إلى كل ما يجري على أرض الواقع، برغم محاولات السلطات الإيرانية لحجب المواقع الاجتماعية وغيرها.
ولعل السؤال هنا: هل قرار قائد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي بإعادة فرز الأصوات جاء نتيجة لضغط الشارع الإيراني على الأرض؟ أم عبر الضغط "الافتراضي" على شبكة الإنترنت؟ أم كلاهما معاً؟