على كل المسلمين وسط أفراد عائلة لوناس بمدينة ذراع بن خدة الواقعة على بعد حوالي 10 كلم غرب مدينة تيزي وزو.
على الرغم من أن عائلته محافظة جدا، إلا أنها وافقت، بل رحبت ببعثة الشروق اليومي، وقد فضلنا الانتقال باكرا إلى ذراع بن خدة حتى نتابع عن قرب جميع خطوات وتحركات نجم الخضر، والذي وجدناه رفقة إخوانه ووالده يستعدون لنحر الأضحية.. لوناس بابتسامته المعهودة رحب بالشروق اليومي والتي يعشقها حتى النخاع قائلا: "صحافييها يمتازون باحترافية يشهد لها الجميع باعتبارها الجريدة الصاروخ التي قصفت كل الفضائيات المصرية، في وقت تمكن فيه الخضر من القضاء على أحلام الفراعنة في التأهل إلى المونديال"، وعاد بنا مضيفنا إلى ما حدث للفريق الوطني بالقاهرة قائلا "في الحقيقة لا أدري ما أقول في الذي قام به أحفاد الفراعنة قبل مباراة 14 نوفمبر، والله صدقوني ما وقع لنا بأرض الفراعنة لم يقع لنا حتى في بلاد الأدغال، إنها الهمجية بعينها، فإلى أية حضارة ينتمون؟"، فعلا يضيف لوناس "مثل سمير زاهر وغيره من المصريين ينتمون فعلا لحضارة الكهوف، أما أسيادهم الشجعان وأصحاب الشهامة والرجولة الجزائريون فسيظلون وإلى الأبد أصحاب المواقف الشجاعة". وقبل أن يختم ما كان يريد قوله تدخلت والدته خالتي "الجوهر" قائلة "الجزائريون فتحوا بلادهم للمصريين ليسترزقوا فيها ومنها وذلك تحديدا بعد الاستقلال وإلى يومنا هذا، لكن وللأسف فعلوا بنا ما أرادوا وأهانونا وشتمونا، عيب عليهم نحن شعب متخلق".
وأضافت هذه الأخيرة والتي ماتزال تحتفل بفوز محاربي الصحراء أنها شخصيا لم تعش في حياتها هذه الفرحة، لقد عاشت فعلا إحساسا غريبا مباشرة بعد أن صفر الحكم معلنا نهاية المقابلة فاندفعت إلى الشارع رفقة المئات من الأنصار، وفي وقت كانت هذه الأخيرة تسترجع فرحتها كان أبناء لوناس (محمد أمين صاحب العامين وميليسا) يداعبان الكبش لآخر مرة قبل أن ينحر على يد والدهما والذي تبين في الأخير أنه لا يتفنن فقط في كرة القدم، بل هو أيضا جزار ماهر، أب وابن مثالي، جار وصديق يتباهى به كل سكان مدينة ذراع بن خدة، وقال لوناس أنه صام يوم عرفة رفقة أفراد أسرته وصلى صلاة العيد مع والده بمسجد التقوى بالمدينة، وبعد انتهائه من عملية نحر الأضحية شرعت النسوة في عملية غسل أحشاء الخروف، فيما قامت والدته بتحضير وجبة الغداء، وقد اجتمعت الأسرة في هذا اليوم السعيد على مائدة الغداء والتي شاركت فيها بعثة الشروق.
"تأثرت كثيرا لعدم تمكني من لعب المباراة الفاصلة مع الفراعنة"
أكد حارس المنتخب الوطني لوناس قاواوي للشروق اليومي أنه تأثر كثيرا لعدم تمكنه من لعب المباراة الفاصلة مع المنتخب المصري بالخرطوم بعد أن تلقى بطاقة صفراء لم يكن ينتظرها بملعب القاهرة، وأضاف محدثنا أنه على الرغم من أنه لم يشارك في صناعة التأهل بالخرطوم، إلا أنه كان جد سعيد بنتيجة المباراة و بالمجهود الجبار الذي بذله زميله فوزي شاوشي "الذي قام بواجبه على أحسن وجه وتصدى لغرور الفراعنة ومكننا من العودة بتأشيرة المونديال".
"ما فعله المصريون المتعصبون بنا كان دافعا قويا للإطاحة بهم في السودان"
اعتبر حارس الفريق الوطني لوناس قاواوي الأحداث المأسوية التي طالت عناصر النخبة الوطنية بعد خروجهم من مطار القاهرة والتي تسبب فيها بعض المصريين المتعصبين في إسالة دماء بعض عناصر النخبة الوطنية، بمثابة الحافز الرئيسي الذي شحن هممهم من أجل افتكاك الفوز في الخرطوم، وعلى الرغم من بشاعة الصور التي تناقلتها العديد من وسائل الإعلام الأجنبية للرأي العام العالمي، إلا أن ابن ذراع بن خدة رأى فيها خيرا كبيرا، لأنها شحنت أيضا نفوس عشرات الآلاف من المواطنين الجزائريين لغزو السودان من أجل الوقوف إلى جانب فريقهم في ملعب القلعة الحمراء بمدينة أم درمان.
"حفاوة الاستقبال بالسودان جعلتنا نشعر أننا بمطار هواري بومدين وأننا سنلعب بملعب مصطفى تشاكر"
أكد لوناس قاواوي أنه أحس بحرارة لا مثيل لها عندما وطئت قدماه أرض السودان المباركة وأنه لم يفكر ولو للحظة واحدة بأنه بعيد عن وطنه الأم الجزائر، وأضاف قاواوي قائلا أن الاستقبال الحار الذي حظي به عناصر النخبة الوطنية بمطار الخرطوم الدولي من طرف الأشقاء السودانيين جعلهم يشعرون أنهم في مطار هواري بومدين الدولي، هذه الأجواء الحميمية جعلت منتخبنا الوطني يحس بأنه بدياره، وكانت نفسها على مستوى ملعب المريخ السوداني، فقد ساهم الشعب السوداني الذي وقف في صف واحد مع الجزائريين في شحن نفوس لاعبي الفريق الوطني الذين أحسوا بأنهم يلعبون في الديار وبالتحديد في ملعب البليدة.
"أشكر جميع من ساهم في نقل الأنصار للسودان وأتمنى أن تتكرر في كأسي إفريقيا والمونديال"
قدم لوناس قاواوي جزيل شكره لجميع المصالح والهيئات ورجال الأعمال الجزائريين وكل من ساهم في مبادرة نقل مناصري الفريق الوطني للسودان، معبرا عن أمله الكبير في أن تتضافر جميع الجهود من جديد لإعادة العملية لنقل المناصرين لكل من كأسي إفريقيا والعالم من أجل مساندة الفريق الوطني والوقوف معه في استحقاقاته القادمة، كما أصر محدثنا على شكره للشعب الجزائري والأنصار على الوقفة التاريخية التي وقفوها بجانبهم في لقائهم المصيري مع الفراعنة.
"الشعب الجزائري وأنصار المنتخب الوطني محوا من ذاكرتي كل ما يتعلق بالمصريين"
ومن خلال إجابته على سؤال حول الذكريات التي مازالت راسخة في ذهنه حول اللقاءات التي جمعته بالمنتخب المصري، أكد لوناس قاواوي أنه لم يعد يتذكر أي شيء عن المصريين على الرغم مما فعلوه فيهم، وأعقب محدثنا مؤكدا أن الذكريات التي ماتزال راسخة في ذهنه من خلال تلك المباريات والتي أكد على أنها لن تمحى من مخيلته، هي الوقفة الأسطورية التي وقفها الشعب الجزائري مع عناصر النخبة الوطنية لاسيما في كل من القاهرة والسودان، والتي كانت بمثابة دفع معنوي للنتيجة التي تمكنوا من تحقيقها في ملعب أم درمان السودانية.
"الشروق اليومي دافعت بضراوة عن الجزائر وكانت شوكة في حلق الفضائيات المصرية"
شكر لوناس قاواوي طاقم الشروق اليومي على المجهودات والتضحيات الجبارة التي بذلها في سبيل تغطية كل كبيرة وصغيرة عن الفريق الوطني، معبرا عن الدور الفعال الذي قامت به الشروق في سبيل الرد على سيل التهم والإساءات التي أمطر بها المصريون بقنواتهم الفضائية تاريخ الشعب الجزائري وعناصر النخبة الوطنية، هذا وقد اعتبر لوناس قاواوي جريدة الشروق اليومي بمثابة شوكة في حلق "البلطاجية" المصريين الذين أرادوا تشويه سمعة وتاريخ شعب المليون ونصف المليون شهيد.
رابح قاواوي، والد حارس الجزائريين: "إهانة شهدائنا قمة الانحطاط"
عبر السيد "رابح قاواوي" والد لوناس عن استيائه الشديد حيال الانحطاط والمستوى الذي تدنى إليه الإعلام المصري في تعامله مع مباراة رياضية أخذت أبعادا خطيرة، حيث أكد محدثنا بكونه ابن شهيد أنه لن يتسامح وتدنيس كرامة شهداء الثورة الجزائرية المباركة عقب مجرد مباراة في الكرة جمعت بين فريقين شقيقين، واغتم "الدا رابح" فرصة لقائه بالشروق اليومي ليعبر عن امتنانه للشعب السوداني والسلطات الجزائرية والمناصرين الذين مثلوا دعما معنويا قويا للمنتخب الوطني، هذا الأخير الذي استوعب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، إذ استحال حرمان أزيد من 35 مليون جزائري من الفرحة التي وجدت طريقها إليهم منذ عهد الاستقلال. وعن ابنه لوناس الذي وصفه أحد المناصرين المهووسين بالخضر على أنه "حارس الجزائريين"، أكد عمي رابح أن تألقه غير مفاجئ، كونه شخص متخلق ورياضي مفعم بالروح الوطنية، والرياضة تسري في جسده مسرى الدم في عروقه، وولعه بكرة القدم كان منذ نعومة أظافره، وإتقان العمل من الإيمان، فبفضل لوناس وأمثاله استطاع أشبال سعدان أن يثبتوا للعالم من خلال كرة القدم أننا شعب مسالم يتمتع بالروح الرياضية والوطنية معا، رافضا للظلم و"الحڤرة"، ومنتفضا لدى ممارستها ضده.
والدة صانع أفراح الجزائريين نانة "الجوهر" ارتفع ضغطها وهي تعيش التجاوزات الممارسة ضد الخضر
أول شيء لفت انتباهنا في نانة "الجوهر" هو التغيير الجذري الذي طرأ عليها مقارنة بأول مرة التقيناها خلال زيارتنا للعائلة بمناسبة فوز المنتخب الوطني على نظيره الزامبي، إذ تحولت من ربة عائلة هادئة، خجولة، مطيعة لوالد أبنائها إلى مناصرة من الطراز الأول، وأكدت لنا قائلة أن الحڤرة والتجاوزات التي مارسها المصريون ضد المنتخب الوطني والمناصرين رفعت من ضغطها وجعلتها عاجزة عن التحكم في تصرفاتها، حيث صدمت من موقف المصريين شعبا وحكومة، ولم تتوقف عن الدعاء والتضرع لله لنصرة الخضر، خاصة وأن الجزائريين جميعهم التفوا حولهم وبوادر التأهل تجلت في الاحتفالات التي تواصلت ليلة إخفاق المنتخب الوطني بالقاهرة. وبلغ حماس والدة لوناس ذروته القصوى لدى التسهيلات التي استفاد منها الأنصار الذين تنقلوا للسودان، حيث أكدت أن الشيء الوحيد الذي منعها من التواجد بقرب الفريق بأكمله وليس ابنها فقط هو اختفاء بطاقة تعريفها، وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أن هذه المرأة الطيبة والدة أحد محاربي الصحراء حرك الخضر قريحتها وجادت بما بداخلها فنظمت شعرا تتغنى فيه بابنها ورفقائه في الميدان مركزة على قاواوي، شاوشي وسعدان، وفي مكان كل الجزائريين قبلت الأم يد ابنها كعضو أساسي شارك في صنع أفراح الجزائر بعد شوق طال أمده وحققه أشبال سعدان، وفرحة العيد جمعها نوفمبر واستبقها الخضر.
أصـــــــداء
- خلال تواجدنا بمسكن لوناس قاواوي بذراع بن خدة، استقبل هذا الأخير سيلا من المكالمات الهاتفية والمئات من الرسائل القصيرة يباركونه بقدوم العيد، أهمها صديقه براهيم زافور، دريوش، مدان حكيم، حسان حوادي... والآخرين، لكن قاواوي فضل مباشرة بعد أداء صلاة العيد مكالمة شيخ المدربين "رابح سعدان" والذي قال له مازحا أنه لم يكن يظن بأن لوناس يحسن ركوب الخيل ورمي البارود.
- شكر قاواوي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عندما استقبلهم مباشرة بعد عودتهم من السودان قائلا له "نشكركم سيدي الرئيس على المجهودات التي بذلتها الدولة الجزائرية لمساعدة الفريق الوطني"، فرد عليه بوتفليقة بدبلوماسيته المعهودة قائلا "لا تشكروني، لأنني لم أقم بشيء واشكروا الشعب".
قالت السيدة "قاواوي الجوهر" والدة لوناس، أن أجمل يوم في حياتها هو اليوم الذي فاز فيه الفريق الوطني على الفراعنة، واعتبرت فرحة ذلك اليوم كفرحة قدوم الاستقلال.
اعترف لوناس قاواوي للشروق اليومي أن المئات من سكان ذراع بن خدة والعديد من المسؤولين ورئيس الدائرة ورئيس أمن الدائرة هنأوه مباشرة بعد عودته من السودان إلا "المير".
- علمت الشروق من مصادر حسنة الاطلاع أن والي تيزي وزو السيد حسين معزوز سيعكف على تكريم حارس مرمى الفريق الوطني مباشرة بعد عودته من البقاع المقدسة، وهذا في حفل فني ساهر يحضره كبار فناني المنطقة.
- أثناء تناولنا قهوة صباح العيد رفقة عائلة قاواوي لاحظنا أن لوناس يتناول وبإفراط حلوى "المقروط"، ولما استفسرناه، رد علينا أن هذا النوع من الحلوى من صنع أنامل والدته، وهي الحلوى التقليدية التي تصاحبه يوميا مع فطور الصباح.