عاد الدولي الجزائري مجيد بوقرة ليحكي يومياته التي جعلت منه نجما في فريق رينجرس الاسكتلندي والمنتخب الجزائري بعدما كان لاعبا مغمورا في فرنسا، متحدثا في موضوع مطول لصحيفة الدايلي ريكور البريطانية عن معاناته في فرنسا.
وقص بوقرة يومياته الطفولية بفرنسا بأسى كبير، وهو يشير إلى أن اختياره للعب في اسكتلندا يعود بالأساس للراحة والطمأنينة التي يشعر بهما في هذا البلد، بالإضافة إلى ممارسة شعائره الدينية دون أن يلحق به أذى.
لم يمنحوني الفرصة في ديجون
وتحدث بوقرة أولا عن الجانب الرياضي، مؤكدا بأنه لم يمنحوه الفرصة حتى للعب في فريق ديجون، حيث مسقط رأسه، مؤكدا بأنه فر بجلده من فرنسا لإنقاذ مشواره الرياضي. وقال بوقرة في حديثه "لو كان اسمك محمد أو مجيد أو ممادو فإنك ستعاني الكثير، وعليك أن تبذل مجهودا مضاعفا لكي يحترمك الآخرون".
ووصف مجيد نفسه بالمحظوظ حينما انتقل إلى اسكتلندا وتخلص من العنصرية التي لاحقته في فرنسا، وأضاف "الأندية الفرنسية لا تعتمد على اللاعبين المسلمين لأسباب تافهة وحمقاء، وهي تدفع ثمن ذلك حاليا"، وتابع "حاليا أنا ألعب لفريق كبير وشارك في دوري أبطال أوروبا وكأس العالم، ولم يكن هذا ليتحقق في فرنسا، إذ لم تمنح لي الفرصة في ديجون أبدا".
في غونيون طلبوا مني الإفطار في رمضان..
وأكد اللاعب أنه حينما تحوّل إلى غونيون في الدرجة الثانية بفرنسا عانى الكثير، خاصة وأن مدربه زفنكا فيكتور طلب منه الإفطار في رمضان دون أن يحترم مشاعره ومعتقداته.
واستطرد "لقد صدمني الأمر، كان يطلب مني الإفطار دون أدنى احترام لمعتقداتي.. يوم الجمعة، وحينما كنا نحضر بالقميص تأهبا لصلاة الجمعة كانوا يحتقروننا ويصفوننا بعبارات خادشة".."كانوا لا يحترمون ديننا الإسلامي، والمسلمون ليس لهم مكان في الفريق حتى ولو كانوا الأفضل" تابع صخرة المنتخب الوطني، وقال صاحب 27 ربيعا إنه لا يمكنه العيش في فرنسا في ظل هذه الظروف، "عكس ما أعيشه هنا في اسكتلندا".
الحجاب أو البرقع ممنوع..هذا تدخل في الحياة الشخصية
وواصل بوقرة رواية معاناته في فرنسا، مؤكدا بأن منع ارتداء الحجاب أو البرقع هو تدخل في الحياة الشخصية "فكل حر في اختياراته وحياته."وتابع "تربيت في بيت صغير جدا لايلبي الحاجيات، خاصة وأننا كنا في أسرة من خمسة أبناء، لقد كانت معيشتنا ظنك بسبب الفقر".."والدي كان يشتغل في الدهان والتزيين، لكنه توقف عن العمل لأسباب صحية فعاش في البطالة، ووالدتي كانت ماكثة في البيت لقد عشنا أوضاعا مأساوية".
متفوّق في الإعلام الآلي ..والكرة أوقفتني
وقال بوقرة إنه كان متفوّقا في دراسته وأن مشواره الكروي أوقف حياته الدراسية قبل أن يحصل على دبلوم في البرمجة في الإعلام الآلي، مؤكدا بأنه كان جد متفوق في مادة الرياضيات. وأوضح "كنت صارما ومتفوّقا في دراساتي، خاصة في مادة الرياضيات، وكما تعلمون فإن العرب هم من اخترعوا الجبر".