بات مستقبل مدرب الزمالك تاسع الدوري المصري لكرة القدم الفرنسي هنري ميشال مع فريقه على المحك بسبب سلسلة النتائج المخيبة التي يحققها الفريق بإشرافه منذ استلامه المهمة خلفا للسويسري ميشال دي كاستيل المقال من منصبه.
ويعقد مجلس إدارة الزمالك برئاسة ممدوح عباس اجتماعاً مهماً الثلاثاء المقبل للحسم في إقالة ميشال الذي قاده في ست مباريات حتى الآن فخسر ثلاث مباريات وتعادل في واحدة وحقق الفوز مرتين بشق النفس على الإنتاج الحربي 3-2 والاتحاد السكندري 1-صفر.
وانقسم مجلس إدارة النادي على بقاء ميشال من عدمه إثر تدهور مستوي الفريق وتصريحات المدير الفني عقب الهزيمة أمام غزل المحلة صفر-1 حيث أكد بان الفريق يحتاج إلى مجهود كبير ويفتقد الخبرة وعجزه عن إدراك العيب الرئيسي في عدم استيعاب الفريق طريقة اللعب 4-4-2 أو 3-5-2 وعدم القدرة على السيطرة على نجوم الفريق والتعامل الصارم معهم.
احتمالات مختلفة
ويفكر المجلس في طرح بعض الأسماء لتولي مهمة قيادة الفريق منها إتاحة الفرصة للمدرب العام عبد الرحيم محمد أو احمد عبد الحليم أو طه بصري وربما التوأم حسام وإبراهيم حسن الذي يلقى تـأييداً كبيراً من جماهير الزمالك لكن المعارضة الداخلية من مدربي النادي تقف بشدة ضد التعاقد مع التوأم بحجة أنهما ليسا من أبناء النادي.
وكان الزمالك تعاقد مع ميشال لمدة عام قابل للتجديد بموافقة الطرفين بمرتب شهري بقيمة 35 ألف يورو، رغم اعتراض بعض أعضاء المجلس على شخصيته بعد هروبه من قيادة الفريق دون سابق إنذار إبان قيادة الفريق في معسكره في فرنسا في آب/أغسطس 2007 مستنداً إلى عدم وجود شرط جزائي في عقده.
وكان من المفترض أن يعود ميشال مع بعثة الزمالك إلى القاهرة، لكنه قرر التخلي عن مهامه التي كان من المفترض ان تستمر حتى حزيران/يونيو 2009، وبالتالي وافق على تدريب المنتخب المغربي حيث قاده في نهائيات كأس أمم أفريقيا في غانا وأقيل مباشرة بعدها بسبب خروج اسود الأطلسي من الدور الأول.
وكان الزمالك تعاقد مع هنري ميشال بعدما أقيل من منصبه مدربا للعربي القطري في 18 تشرين الأول/أكتوبر الماضي 2006 بسبب النتائج السيئة التي حققها الفريق علماً بأنه تعاقد معه في آب/أغسطس بعدما أنهى تعاقده مع منتخب كوت ديفوار عقب مونديال ألمانيا.
تاريخ حافل لميشال
يذكر أن ميشال خاض رابع مونديال في ألمانيا إذ سبق له الإشراف على منتخبات بلاده في مونديال 1986، والكاميرون عام 1994، والمغرب عام 1998.
ويحتل ميشال المركز الثاني من حيث عدد المشاركات، وراء المدرب الصربي الشهير بورا ميلوتينوفيتش الذي أشرف على تدريب المكسيك (1986) وكوستاريكا (1990) والولايات المتحدة (1994) ونيجيريا (1998) والصين (2002)، والبرازيلي كارلوس البرتو باريرا الذي يشارك بدوره للمرة الخامسة أيضاً.
وكان ميشال قد قاد المنتخب الفرنسي الشهير في منتصف الثمانينات الذي ضم في صفوفه ميشال بلاتيني وآلان جيريس وجان تيغانا ولويس فرنانديز إلى نصف نهائي مونديال مكسيكو عام 1986 وتخطى البرازيل في ربع نهائي تاريخي قبل أن يسقط أمام ألمانيا الغربية في نصف النهائي صفر-2 ثم أقيل من منصبه اثر التعادل مع قبرص 1-1 في تصفيات مونديال 1990.
وعمل ميشال في الإدارة الفنية للاتحاد الفرنسي من 1988 إلى 1990 ثم في إدارة باريس سان جرمان عام 1991.
ويتمتع ميشال المولود في 28 تشرين الأول/أكتوبر 1947 بخبرة طويلة لاعبا ومدربا حيث لعب في صفوف نانت الفرنسي ابتداء من العام 1967 وأحرز معه بطولة فرنسا ثلاث مرات وكأس فرنسا مرة واحدة، ثم تسلم تدريب المنتخب الفرنسي وقاده إلى المركز الثالث في مونديال مكسيكو 86، ثم درب باريس سان جرمان وفريق النصر السعودي من دون أن يصيب نجاحاً.
وتوجه ميشال إلى القارة السمراء، وكان الكاميروني أول المنتخبات التي استنجدت به عام 1994 في مونديال الولايات المتحدة، بيد أن نتائجه كانت كارثية فأقيل من منصبه.
وتعاقد الاتحاد المغربي مع ميشال وساهم في تشكيل جيل ذهبي للكرة المغربية بقيادة نور الدين النيبت ومصطفى حجي والطاهر لخلج وصلاح الدين بصير وقاده إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا عام 1998 والى نهائيات أمم أفريقيا في العام ذاته قبل ان يخرج من ربع النهائي على يد جنوب أفريقيا.
وقاد ميشال المغرب إلى نهائيات أمم أفريقيا عام 2000 بيد أن النتائج لم تكن جيدة وخرج أسود الأطلس من الدور الأول فتمت إقالته.
وبحكم خبرته الكبيرة في مجال التدريب وتألقه مع المغرب، لم يتأخر ميشال في تدريب منتخب جديد فكان التعاقد مع تونس التي كانت مؤهلة إلى مونديال كوريا الجنوبية واليابان معا، بيد أن ميشال فشل في أول اختبار مع "نسور قرطاج" حيث خرجوا من الدور الأول لبطولة امم افريقيا 2002 في مالي دون أن يسجلوا أي هدف (تعادلان سلبيان وخسارة واحدة)، فأقيل من منصبه قبل المونديال.
وانتقل الفرنسي إلى تدريب الرجاء البيضاوي المغربي وقاده إلى لقب الدوري المحلي وكأس الاتحاد الأفريقي، قبل أن يتعاقد معه الاتحاد العاجي ويقوده إلى المونديال الألماني 2006 بعد أن قاده مطلع العام ذاته إلى المباراة النهائية للبطولة القارية في مصر حيث خسر أمام منتخب الدولة المضيفة بركلات الترجيح.