تتفوق كل من سوني وأبل في تطوير وابتكار منتجات تجمع بين التصميم الراقي والمزايا المتطورة، لكن أبل نجحت في هزيمة سوني، لكن نجاح أبل مهدد بتكرار خطأ تاريخي ناتج عن قيود تفرضها أبل.
تربعت سوني طويلا ملكا في عالم منتجات المستهلك إلى أن دخلت أبل إلى الساحة. لم تشفع لسوني طائفة هائلة من المنتجات العديدة والمعقدة التي تعد بتقديم كل شيء لجميع شرائح المستهلكين. لكن تلك الأيام انتهت مع وجود منافسين من عيار أبل التي اتخذت استراتيجية واضحة واستجابة سريعة لأذواق المستهلك. نعم، دخل قبل عقود جهاز سوني وولكمان التاريخ كأفضل جهاز للموسيقى المحمولة، لكن سوني لم تترك ذلك للتاريخ بل فشلت في تقديم منتجات الموسيقى الرقمية بطريقة ناجحة بسبب نسق الملفات الفاشل والخاص بها وبرامج الكمبيوتر المعقدة المرتبطة به، وهكذا تسممت منتجات مشغلات الموسيقى MP3 من سوني من البداية.
كذلك لم تشفع لسوني بطاقة الذاكرة الخاصة بها وهي ميموري ستيك Memory Stick فحين تعمل كل الأجهزة الرقمية لديك من كاميرا وحتى أجهزة الموسيقى المحمولة والهواتف الجوالة وغيرها بنوع واحد من بطاقات الذاكرة ستضطر مع منتجات سوني أن تشتري بطاقات ميموري ستيك. حسنا، اختبرت مؤخرا واحدة من هذه البطاقات من نوع ميكرو ميموري ستيك وهي مصممة للجوال سوني إيركسون وهي بسعة 16 غيغابايت، لكنها لن تعمل في أي كمبيوتر.
وسبب ذلك أنها ستحتاج "لارتداء" محولين اثنين Adapter، الأول يجعلها بحجم بطاقة ميموري ستيك الاعتيادي والثاني محول لقراءة البطاقات. وكانت النتيجة صفر عند كل محاولات نسخ الملفات إلى الكمبيوتر. وتدرك سوني أن معيار بطاقات الذاكرة هو بطاقات من نوعي SD أو CF، ولذلك تقدم في كاميراتها الاحترافية هذه البطاقات لكن كاميرات المستهلك لا تقدم إلا بذاكرة ميموري ستيك. ورغم أن بطاقات ميموري ستيك تقدم أرباحا لسوني إلا أن هذه الأرباح لا تأتي على المدى الطويل خاصة مع انزعاج المستهلك من هذه التقنية الخاصة.
أما فوز أبل أمام سوني في عالم الموسيقى المحمولة فهو نتيجة تطويرها وتحسينها المتواصل لمنتجاتها التي تراعي رغبات المستهلك، لنأخذ آي بود مثالا، فقد طرح عام 2004 تلاه في ذات العام منتجين آخرين هما أيبود سعة 4 غيغابايت وآخر للصور. وفي العام 2005 طرحت أبل منتج شفل shuffle لأول مرة وتحديث لسعة أيبود ميني، ثم قامت في ذات العام بطرح أيبود ملون وأيبود نانو، وفي العام الذي يليه واصلت تحسن أفراد عائلة أيبود فردا فردا في الأعوام التالية وحتى العام الحالي.
في المقابل، ماذا فعلت سوني مع جهازها المحمول الرائع بلايستيشن بي إس بي PSP بعد طرحه عام 2004؟ لاشيء، عدا عن تحسينات شكلية بسيطة والمزيد من قيود عند محاولة تشغيل موسيقى وفيديو لا تحمل تقنيات حماية منالنسخ. فقد أهدرت سوني إمكانيات هائلة يقدمها هذا الجهاز الذي يتحمل الصدمات والخدوش مع شاشة ذات ألوان رائعة ومجموعة مزايا فريدة مثل واي فاي ومكالمات هاتفية عبر سكايب وملحقات عديدة مثل الكاميرا.
لكن أبل أيضا توشك بدروها على إهدار فرصة ذهبية أخرى بعد أن غزت أجهزتها مثل أي فون كل العالم. ويعرف البعض كيف امتنعت أبل عن منح ترخيص نظام تشغيلها لشركات الكمبيوتر بينما قامت مايكروسوفت بذلك. وحاليا توشك أبل على تقييد نظام هاتفها الجوال بين يتاح أمام أي مبرمج تصميم أي تطبيق أو خدمة لهاتف أندرويد الذي أطلقته غوغل.