تنظر محكمة مرسيليا، اليوم، في الدعوى التي رفعتها رابطة مكافحة العنصرية بخصوص الملصق العنصري المسيء للجزائر وللإسلام والمسلمين، الذي وضعه رئيس حزب الجبهة الوطنية جان ماري لوبان، والمتضمن تشكيل علم الجزائر في شكل خريطة لفرنسا، ويخرج منه سبعة مآذن مثل الصواريخ، وبجانبه امرأة ترتدي النقاب، ويترأس الملصق عبارة (لا للأسلمة)، وفى الأسفل عبارة (الشباب مع لوبان.
وكان لوبان قد مثل الجمعة الماضي أمام محكمة استئناف مرسيليا بسبب دعوى أقامتها ضده رابطة مكافحة العنصرية ومعاداة السامية بسبب اختياره لحملة الانتخابات المحلية المقبلة ملصقا أقل ما يقال عنه أنه عنصري، ولا يحترم حرية التدين وحقوق الإنسان.
وكانت الجزائر قدمت احتجاجا رسميا في باريس على ملصق الحملة الذي يربط بين علم الجزائري وبين (الأسلمة)، ودعت السلطات الفرنسية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على رموز دول أجنبية على أراضيها.
وقد أكد وزير الخارجية مراد مدلسي أنه “لسنا بحاجة اليوم إلى القول أن تصرفات من هذا النحو مدانة، سواء تعلق الأمر بفرنسا أو ببلد آخر.. يجب علينا احترام رموز بعضنا البعض الآخر.. فهذا موقف بلادنا، وسوف نعمل على أن يكون محترما”.
كما اعتبر عميد مسجد باريس دليل أبوبكر الملصق مسيئا للمسلمين وللجالية الجزائرية بفرنسا، وهو أمر غير مسؤول، ويثير السخط والتنديد الشديدين باستخدام رموز الإسلام والجزائر التي تمسنا قبل كل شيء فليس مقبولا استخدامها كأداة لتشويه ديننا وبلادنا، فالمآذن تمثل رمزا للإسلام وليس مقبولا أيضا استخدامه كوسيلة للترهيب والتخويف من الإسلام وتغذية نزعة الإسلاموفوبيا ومزجه – فضلا عن ذلك – بنوع من الجزائرفوبيا.
كما اعتبر المهاجرون الجزائريون والقاطنون في مدينة مرسيليا الساحلية أن استخدام العلم الجزائري بهذه الطريقة مع رسم صور مشوهة لرموز إسلامية تحريضا على العنصرية، ودعوى غير مباشرة للعنف، وخلق الاضطرابات، فقد كادت الحملة تتسبب في مناوشات بين مهاجرين من أصول مغاربية وناشطين من حزب لوبان في المدينة، لولا تدخل الشرطة لتفريقهم.