أطلقت منظمة الصحة العالمية، هذا السبت، أكبر حملة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال الأفارقة، وتستهدف الحملة الضخمة 85 مليون طفل في 19 دولة في وسط وغرب القارة السمراء، في إجراء يهدف إلى مكافحة مرض بدأ ينتشر منذ العام الأخير.
في هذا الصدد، قال “رود كورتيس” المتحدث باسم مبادرة منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال:”إنّ بعض الدول تفتقد إلى المهارات والخبرة اللازمتين للاستجابة على نحو ملائم للمرض الذي تفشى بعد سنوات من اختفائه فيها”.
وأضاف كورتيس أنّ حملات التطعيم هذه تأتي استجابة لتفشي المرض الذي خرج أولا من نيجيريا عام 2008، مشيرا إلى تفشي داء شلل الأطفال في موجتين مميزتين: الأولى تراجعت، بحكم عدم ظهور أي حالات جديدة في الدول القريبة من نيجيريا خلال الستة أشهر المنقضية، أما الثانية فانتشرت غربا حتى موريتانيا، وتتركز عليها أغلب الجهود المكثفة حاليا، وأكثر الدول التي تنتشر بها إلى جانب موريتانيا، كل من السنغال، وليبريا وغينيا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تسع دول في غرب أفريقيا بينها بوركينا فاسو والكاميرون وتشاد وغينيا وليبريا ومالي وموريتانيا والسنغال وسيراليون شهدت انتشارا للمرض خلال الأشهر الستة الماضية.
وكانت حملات التطعيم السابقة ضد المرض لم تنجح في الحد من انتشار شلل الأطفال، إذ لم يحصل عدد كاف من الأطفال على التطعيم بالشكل الذي يحول دون انتشار الداء الفتاك.
ويشارك في حملة التطعيم الجديدة أكثر من أربعمائة ألف متطوع وعامل في المجال الصحي، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويعتبر شلل الأطفال مرضا شديد العدوى، ويتسبب به فيروس يصيب الجهاز العصبي، كما يؤدي إلى الإصابة بالشلل في غضون ساعات من الإصابة، ورغم عدم وجود علاج للمرض، إلا أنه يمكن الوقاية منه عن طريق التطعيم.
ويصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى، وتؤدي حالة من أصل مائتي حالة إلى الإصابة بشلل دائم (عادة في الساقين)، ويلقى 5 إلى 10 في المائة من المصابين بالشلل حتفهم عندما تتوقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.
ومنذ عام 2008 صار شلل الأطفال يتركز في أربعة بلدان عبر العالم هي: أفغانستان والهند ونيجيريا وباكستان، بعدما كان ينتشر عبر أكثر من 125 بلدا في عام 1988.