مع حلول فصل الربيع يعاني بعض الناس من أعراض الحساسية تتمثل في حكة واحمرار في الأنف والعين، وزيادة إفراز الدمع مع العطس، حرقة وحكة في الحنجرة، وكذا انعدام القدرة على الشم أحيانا يليها صداع وسعال مستمر، وقد يرافقها ضيق في التنفس.
تصيب حساسية الربيع أو التهاب الأنف التحسسي الموسمي ملايين الناس، ومن أهم الأسباب التي تؤدي لانتشارها وجود حبوب الطلع في الجو، والتي تنطلق من أزهار مختلف النباتات العشبية والشجرية، وتكون الإصابة على حسب المكان الذي يتواجد فيه الفرد والوقت الذي تنتشر فيه، ولا توجد أي طريقة لتحديد كمية حبوب الطلع التي ستخرج خلال السنة، إلا أن هناك عدة عوامل تتحكم في عدد الأفراد الذين يصابون بحساسية الربيع، بحسب ما أفادته كليات الحساسية والربو والمناعة في بعض جامعات العالم .
ويشار أن الجو الدافئ والمعتدل يساعد في استمرار الحساسية، وعلى انتشار حبوب الطلع. كما أن برودة الجو تساعد على نمو حبات الطلع، وبالتالي تقلل من عدد المصابين بالحساسية.وتفسيرها العلمي هو أن الأزهار تتفتح في فصل الربيع،بينما في فصل الشتاء تكون على شكل براعم.
والنشاط النباتي يكون في فصل الربيع وبداية الصيف، وبالتالي يزداد انتشار الطلع، وهبوب الرياح عامل مساعد في انتشار هذه الحبوب في الهواء، وبالتالي زيادة نسبة الحساسية بين الأفراد.
وتعتبر الأشجار أكثر النباتات احتواء على حبوب الطلع. ويبدأ ظهور الطلع مع بداية شهر أفريل عادة، إلا أن بعض الأشجار في مناطق معينة تبدأ باحتواء الطلع منذ شهر جانفي، ويليها بعد ذلك الحشيش حيث ينشر الطلع في آخر الربيع وبداية الصيف.
ومن النصائح التي قدمها الباحثين للتجنب الحساسية هي أنه على الأفراد تجنب التعرض لغبار الطلع، وذلك بالبقاء داخل المنزل أثناء فترات انتشار حبات الطلع، وإبقاء النوافذ مغلقة، وتشغيل المكيفات، وارتداء النظارات عند الخروج من المنزل، وغسل اليدين والعينين بعد الدخول للمنزل، لإزالة أية حبات طلع عالقة، وكذلك غسل الشعر قبل النوم بعد قضاء وقت طويل خارج المنزل، مع استخدام القطرات الطبية للسيطرة على الأعراض ومعالجتها، وكذا تحفيز الجهاز المناعي بأخذ لقاح الحساسية لتخفيفها تدريجيا تجاه العوامل المسببة لها.
تجدر الإشارة أن الحساسية أنواع، منها ما يتعلق بفصل الربيع. وأول شيء يجب عمله هو القيام بالتحاليل الطبية لمعرفة نوع المادة التي تسبب الحساسية حتى يسهل العلاج، ولكنه ليس نهائيا بل نوع من المسكنات .والمهم هو التعايش مع الحساسية،ومحاولة التخفيف من الأعراض، والابتعاد قدر الإمكان مما يسببها ويهيجها.