احتلت السكتة القلبية المركز الأول في أسباب الوفيات في العالم كما تتوقع منظمة الصحة العالمية أن تبقى السكتة القلبية تحتل المركز الأول في أسباب الوفيات حتى في عام 2030 بناء على آخر الإحصائيات التي أجرتها المنظمة .
أما في البلدان العربية فإنه لا توجد دراسات حول نسبة مساهمة السكتة القلبية في مجمل الوفيات، ولكن تقديرات الخبراء تشير إلى أن السكتة القلبية تتقدم على أسباب الوفيات الأخرى في جل دول العالم.
ويعود هذا التقدير إلى أن تغير أنماط العيش وتحسن الأنظمة الصحية في معالجة الأمراض المعدية والحوادث يجعل من أمراض القلب والسكتة القلبية التحدي الصحي القادم. و في ذات السياق توصل فريق من الباحثين الدوليين برئاسة أستاذ ألماني متخصص في أبحاث علم الوراثة، إلى وجود عوامل جينية تزيد من خطر الإصابة بالموت المفاجئ لعضلة القلب.
إذ كشف فريق دولي من العلماء عن وجود عوامل موارثات (جينات) تزيد من خطر الإصابة بالتوقف المفاجئ لعضلة القلب.
ويأمل العلماء من وراء هذا الكشف الجديد إلى معالجة الأشخاص المهددين بهذا الموت قبل حدوثه، ذلك ما أعلن عنه مؤخرا في دراسة حديثة على القلب ، إذ تبين أن هذه الاضطرابات التي تحدث في عضلة القلب عادة ما تحدث في غضون ثوان معدودة، ويصبح بالتالي التدخل الطبي لإنقاذ المريض شبه مستحيل. وفي العديد من الدول يلقى سنويا آلاف من الأشخاص حتفهم جراء التوقف المفاجئ لعضلة القلب، بينهم الكثير من الرياضيين الشباب .
وكان سبب هذه الظاهرة مجهولا تماما، إلا أن الدراسة الجديدة توحي بأن هذه المشكلة متعلقة بالجينات الوراثية أكثر منها تعلقا بإتباع أسلوب حياة غير صحي.
وفي نفس الصدد لقد تمت دراسة دولية مشتركة قام بها الباحثون بتحليل للمخطط الكهربائي للقلب لأكثر من 15 ألف مريض فقد اكتشف فريق الباحثين الدوليين بقيادة البروفيسور الألماني أرنه بفافيفر، من معهد أبحاث علم الوراثة البشري في مركز هيلمهولتس، عشرة أنواع من الجينات تعرض صاحبها بشكل أكبر للإصابة باضطراب دقات القلب الذي يتسبب في الموت المفاجئ. وشاركت في هذه الدراسة الواسعة بعينات تقارب 5000 مريض ، كما قام العلماء بتحليل المخطط الكهربائي للقلب لمرضى من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، تأكدوا بعدها أن هذه المورثات (الجينات ) تؤثر على النشاط الكهربي لعضلة القلب .
وفي هذا الموضوع، أكد الأستاذة أن مثل هذه الأبحاث لا يمكن أن تتم إلا في إطار تعاون دولي ،لإيجاد حل مشترك و التخفيف منها .