بمناسبة اليوم الأفريقي لمكافحة الملاريا، دعت اليونيسيف إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة أحد أشد الأمراض فتكاً بالأطفال في أفريقيا. وفي بيان صحفي لها، نشر في موقعها على شبكة الإنترنت، أشارت اليونيسيف إلى أن أفريقيا تستأثر بنسبة تزيد عن 80 بالمائة من حالات الوفيات الناجمة عن الملاريا، والتي تربو على مليون حالة سنويا. ويؤدي هذا ـ حسب البيان دائما ـ إلى وفاة 18 بالمائة من الأطفال تحت سن الخامسة، على نطاق القارة.
أما الأطفال الذين تُكتب لهم النجاة من الموت فإنهم غالباً ما يصابون بحالات من الضعف تحد من قدرتهم على التعلم في المدارس وعلى العمل لاحقا.
وأضاف البيان نقلا عن المديرة التنفيذية لليونيسف السيدة ‘آن م فينمان’ أنه في أفريقيا يموت طفل واحد كل 30 ثانية بسبب الملاريا، بالرغم من أن المرض يمكن معالجته والوقاية منه وذلك بالاستخدام السليم للناموسيات، والذي لا يكلف ـ حسب المديرة ـ أكثر من عشر دولارات، ويؤدي إلى خفض معدلات وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، مضيفة ”إنه بمقدورنا أن نساعد على مكافحة الملاريا من خلال اعتماد برامج صحية مجتمعية متكاملة، ومن الضروري مكافحة الملاريا من أجل مساعدة البلدان الأفريقية على بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية“.
هذا وأضاف البيان إلى عدد من البلدان الأفريقية احتل الصدارة في مجال محاربة الوباء، ففي هذا الصدد أحرزت كل من توغو وزامبيا ورواندا والسنغال وملاوي تقدماً واضحا، يظهر في بلوغ نسبة 60 في المائة في تعميم الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، وذلك عملا بتوصيات مؤتمر القمة الأفريقي لمحاربة الملاريا، المنعقد في نيجيريا، عام 2000.
وفي السياق ذاته أضاف البيان أنه على مدى العشر سنوات الماضية، طرأت زيادة هامة على التمويل المخصص للناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات وعمليات الفحوص والعلاج المتعلقة بالملاريا، ويعزى الفضل في ذلك إلى الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ومبادرة رئيس الولايات المتحدة بشأن الملاريا، والبنك الدولي، ومؤسسة بيل ومليندا غيتس وجهات أخرى.
للإشارة فإن ‘آن م. فينمان’ هي أحد أعضاء مجلس إدارة حركة ”لا ملاريا بعد اليوم“، والتي تستقطب أفرادا ومنظمات وشركات من القطاع الخاص لكي توفر الناموسيات وغيرها من التدخلات الحاسمة للأسر التي هي في حاجة إليها. وحركة ”لا ملاريا بعد اليوم“، التي تولى تأسيسها في عام 2006 عدد من المؤسسات غير الحكومية الرائدة، تعمل ضمن شراكة تضم مبادرة الرئيس بشأن الملاريا، واليونيسف، ومنظمة الصليب الأحمر الأمريكية،
والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ومنظمة ”وعد الألفية“، ومنظمة ”طريق أمريكا الموحد“، ومؤسسة الأمم المتحدة، وتحالف المؤسسات التجارية العالمي، وغيرها.
واليونيسف هي أكبر جهة عالمية لشراء وتوزيع الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، وقامت في عام 2006 بشراء ما يربو على 24 مليون من هذه الناموسيات، وأكثر من 90 في المائة من هذه الناموسيات هي من النوع ذي المعالجة الطويلة الأجل التي لا تحتاج إلى إعادة معالجتها، ويتم توزيع هذه الناموسيات على النساء الحوامل وصغار الأطفال كجزء من البرامج المتكاملة لصحة الأم والطفل، من قبيل برامج الرعاية قبل الولادة وبرامج التحصين.
وتعمل منظمة الأمم المتحدة للطفولة ‘اليونيسف’ في الميدان في أكثر من 150 بلداً وإقليماً من أجل مساعدة الأطفال على البقاء على قيد الحياة والنماء، من الطفولة المبكرة حتى نهاية فترة المراهقة، وتوفر الدعم للبلدان النامية في مجال صحة الأطفال وتغذيتهم، والمياه النقية والصرف الصحي، والتعليم الأساسي الجيد لجميع الأطفال، من بنين وبنات، وحماية الأطفال من العنف والاستغلال ومرض الإيدز. وتمول اليونيسف بالكامل من تبرعات الحكومات والشركات والمؤسسات والأفراد.