قد يبدو الأمر مفزعا غير أنه أثبت حديثا أن الديدان فعالة إلى حد كبير في تنظيف الجرح الملوث، فالديدان تتجه مباشرة لأكل الأنسجة الميتة، وتقضي على بكتريا التعفن، وبالتالي تترك الجرح نظيفا.
والعلاج بالديدان قديم جدا، فقد عرف قبل مائتي عام، إذ استخدمت في الحرب الأهلية الأمريكية، وفي الخنادق، وأثناء الحرب العالمية الأولى. ولكن مع اكتشاف المضادات الحيوية الحديثة في الأربعينات توقف العلاج بالديدان.
وفي محاولة لإثبات فعالية الديدان استعان الأطباء والمتخصصون في علاج الجروح في جميع أنحاء العالم بست مائة متطوع في أكبر تجربة للعلاج بالديدان، وقد استغرقت ثلاث سنوات، وتمت الدراسة بمراقبة واهتمام، فقد عولج ثلث المرضى بديدان طليقة حصرت في مكانها، والثلث الثاني بديدان موضوعة في شاش، والثلث الأخير عولج بدواء يستخدم عادة في تنظيف الجروح. وقد قاد هذا إلى التحول من علاج بديل إلى أسلوب تقليدي، حيث أصبحت الديدان ضمن أساليب العلاج الأساسية.
وفي ذات الإطار تستخدم الكائنات الحية لمكافحة الأمراض مثل لسع النحل لعلاج الروماتيزم، والعلق للتخلص من الدماء المحتقنة بعد جراحة التجميل، ويوجد حاليا نحو ألفي متخصص يمارسون العلاج بالديدان، وأن أكثر من عشرين ألفا عولجوا منذ منتصف التسعينات في بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة ودول أخرى بصفة نهائية. كما قد ظهرت تجارة جديدة تعتمد على تربية يرقات الديدان الجراحية التي تستخرج من بيض معقم، ومجموعة الديدان اللازمة لعلاج جرح واحد مكلفة، وقد شهدت زيادة كبيرة في الطلب في السنوات الأخيرة