قال إدريس الجزائري السفير والممثل الدائم للجزائر بمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف، هذا الأربعاء، إنّ المجموعة الدولية باركت إنجازات حقوق الإنسان في الجزائر، وتساند بكل قوة المبادرة الجزائرية الخاصة بتجديد هياكل مجلس حقوق الإنسان.
وفي تصريحات خصّ بها “موقع الإذاعة الجزائرية”، وصف إدريس الجزائري، الخطاب الذي ألقاه مدلسي في اجتماع مجلس حقوق الإنسان الأممي بـ”الرفيع”، وعبّر من خلاله مجددا عن استعداد الجزائر ونيتها الصادقة للتعاون مع مختلف أجهزة حقوق الإنسان على مستوى هيئة الأمم المتحدة بغرض إبراز مآلات الوضع في الجزائر والالتزامات التي وعد بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تجاه المواطنين، وقال إدريس الجزائري إنّ هناك إصرار على مسألة تطوير حقوق الإنسان، ورأى أنّ الأخيرة تشكّل نقطة تلاقي بين انشغالات المواطنين الجزائريين والحكومة.
وبشأن تقييمه لعرض الجزائر لملف حقوق الإنسان في الجزائر، ذكر إدريس الجزائري:” نحن نملك علاقات ثابتة مع المقررين الخاصين في ميادين شتى، علما أنّ الجزائر صادقت على المعاهدات الدولية الخاصة بالحقوق السياسية والمدنية، وكذا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتزام الجزائر بجميع اتفاقيات المجلس الأممي لحقوق الإنسان.
ورحبت الجزائر في وقت سابق بقدوم المقررين الأمميين لحقوق الإنسان الذين زاروا الجزائر، وأبدى وزير الخارجية “مراد مدلسي” استعداد الجزائر لاستقبال سبعة مقررين خلال العام الحالي للوقوف على الإحرازات المسجلة في ميادين حرية التعبير وكذا المشاركة السياسية والتمثيل النسوي في المجالس المنتخبة، وما يتصل بسائر الحقوق الاجتماعية والثقافية العاكسة للانفتاح الحاصل في الجزائر منذ فترة ليست بالقصيرة.
وذكر إدريس الجزائري أنّ مختلف ممثلي البلدان المشاركة في اجتماع جنيف، رحبوا بسمة “التفتح” التي تطبع الوضع الحقوقي في الجزائر، كما صنّفوا دور الجزائر في خانة ريادية، ثمنها العدد الضخم للسفراء المعتمدين لدى هيئة الأمم المتحدة الذين زروا الجزائر تباعا، وآخرهم الوفد الحقوقي الأممي الذي ناقش الأسبوع الماضي بالجزائر، مستقبل مجلس حقوق الإنسان في ضوء الخمس سنوات الأولى من نشوئه.
ورأى إدريس الجزائري إنّ اجتماع الجزائر يعدّ بين أهم الاجتماعات الحقوقية التي عٌُقدت خارج جنيف، وهو ما اعتبره خير مؤشر على تقدير المجتمع الدولي للمساعي التي تقوم بها الجزائر من أجل النهوض بحقوق الإنساني كأنبل مسعى إنساني، واستدل سفير الجزائر في واشنطن باستلام الجزائر للعديد من رسائل السفراء الذين حضروا هذا الاجتماع من القارات الخمس.
وعلّق إدريس الجزائري على مطلب الجزائر الخاص بتجديد هياكل مجلس حقوق الإنسان، قائلا:” من المعلوم أنّ الجزائر كان لها دور رائد في إنشاء مجلس حقوق الإنسان والنصوص الأساسية لهيكلة هذا المجلس قبل خمس سنوات، كما كنا في البداية ناطقين باسم المجموعة الإفريقية بالكامل”، وبعد انقضاء هذه المدة فإنّه يتوجب على المجلس اليوم أن يقوم بتقييم خبرة المجلس خلال هذه المدة من أجل تصحيح ما يمكن أن يحتاج إلى تحسين الأداء، وذاك ما تتطلع إليه المبادرة الجزائرية.
وكان حضور كبار المسؤولين من 130 دولة، بينهم المفوض السامي لحقوق الإنسان وعديد الأخصائيين، فرصة لفتح الحوار بطريقة غير رسمية حول كل المواضيع التي يمكن النظر فيها من أجل ضمان تحسين الأداء في المرحلة المقبلة من مستقبل عمل مجلس حقوق الإنسان.
وأبدى ممثلو المجموعة الدولية في جنيف مباركتهم “روح الجزائر” وتموقعها كمثال يحتذى به في “روح الحوار والتفتح”، وكذا الجهد المبذول من طرف الجزائر في ” التوفيق بين المواقف المختلفة ” العاكسة لروح إنسانية وأخلاقية تلتزم بها الدولة الجزائرية شعبا وحكومة، وتسعى من أجل تصديرها إلى المجتمع الدولي من أجل تحسين الفكر الحقوقي وتطبيقه على مستوى أداء المجلس الأممي.
ساندرسون تعاطفت مع موقف الجزائر
بخصوص القرار الأمريكي التمييزي الذي تضمن اسم الجزائر في قائمة الدول التي يشكل رعاياها خطر على الأمن الأميركي، قال إدريس الجزائري إنّ هذا الموضوع يستوجب بدء محادثات ثنائية بين البلدين، وأضاف:”كانت لي فرصة الحديث إلى “جانيت ساندرسون مساعدة كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، وأشرت إلى ما يحتوي موقف واشنطن من تمييز.
وكشف السفير والممثل الدائم للجزائر بجنيف، إنّه أبدى في اجتماعه مع المسؤولة الأمريكية استغرابه للتمييز الحاصل الذي مس بعض الدول العربية والإسلامية، بالتزامن مع مناداة مجلس حقوق الإنسان بالتغلب على كل أنواع التمييز، لكن ساندرسون حسب إدريس الجزائري لم تقدم أي ضمانات حول إمكانية سحب الولايات المتحدة لخطوتها التمييزية.
لا تنمية بدون إشراك المرأة
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس، أفاد إدريس الجزائري:”عبرنا في مجلس حقوق الإنسان عن الإصلاحات العميقة والمتواصلة التي باشرتها الجزائر من اجل النهوض بتحصيل هذه الأخيرة حقوقها كاملة تطبيقا لمبادرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة .
وأضاف يقول:”إنّ الجزائر لا يمكنها استدراك مسيرة التنمية إلا باستغلال كافة طاقاتها من خلال إطلاق الآمال في كل الطاقات الخلاقة للشعب الجزائري بما في ذلك المرأة”.
تشجيع كبير للخضر
وفي رده على سؤال بخصوص مناصرته للمنتخب الوطني رد سفير الجزائر السابق في الولايات المتحدة:” من ذا الذي لا يتتبع ويناصر أخبار الخضر ؟ كما تمنى إدريس الجزائري أن يحقق الخضر انتصارات جديدة في نهائيات كاس العالم بجنوب إفريقيا، مستطردا:”ليس منا من لا يعتبر الخضر مصدر افتخار”.