قدم وفد الصحراوي متكون من 11 مناضل حقوقيي ، شهادات حية حول عمليات تعذيب و اغتصاب تعرضوا لها خلال اعتقالهم في سجون المملكة المغربية. و تبرز هذه الشهادات اعتداءات جسدية و تعذيب و اغتصاب في حقهم من قبل أفراد الأمن و الجيش المغربي في السجون و الثكنات العسكرية المغربية.
وقائع مأساوية ومعاناة حقيقية عاشها هؤلاء المناضلين داخل السجون المغربية فكانوا نموذجا حقيقي لتاريخ المعاناة بداية من احتلال الصحراء الغربية منذ سنة 1975 إلى يومنا هذا.
وندد هذا الوفد خلال ندوة صحفية نظمت بمركز الدراسات الإستراتيجية ليومية ”
الشعب”، اليوم الأربعاء، بعمليات التعذيب التي يتعرض لها مناضلون صحراويون محبوسون في السجون المغربية اليوم. كما أكدوا أن الشعب الصحراوي مصر على المطالبة بحقه في تقرير المصير ووحدة صفه و الكشف عن واقع ممارسات القمعية للسلطات المغربية في حق المعتقلين السياسيين المتواجدين بالسجون المغربية .
و جاء إبراهيم صبار، ناشط ومناضل حقوقي بشاهدته الحية لظروف اختطافة من قبل السلطات المغربية عندما كان عمره 21 سنة ،أعتقل سنة 1981 ليعيش 10 سنوات من التعذيب والبطش وأطلق سراحه سنة 1991 .و تعرض منذ اندلاع انتفاضة الاستقلال إلى عدة اعتداءات جسدية ومتابعات حيث زج به في غياهب السجن في سنة 2006 ليخرج منه في سنة 2008.
و ذكر إبراهيم صبار في شهادته المعاناة التي تعرض لها في قلعة مقونة بالمغرب وكان برفقته 121 مختطف منهم 73 نساء مختطفات ، ورحلوا إلى ثكنات عسكرية منها التدخل السريع حيث مورست عليهم كل أنواع التعذيب والتنكيل من صدمات كهربائية “الشفون لحد الاختناق والتعليق كالدجاجة المشوية”والتعرض إلى الضرب المبرح يوميا وسوء المعاملة والإهانة الشديدة .
انخرط إبراهيم بالعمل الحقوقي بعد الإفراج عنه حاول زعزعة شبح الرعب الذي زرعه المغرب بجرائمه البشعة في حق الصحراويين.
أما إبراهيم سماعيلي فهو من بين المناضلين السياسيين الذين وقفوا في وجه الاحتلال المغربي وكلفهم ذلك معاناة كبيرة ،اختطف سنة 1987 مع مجيء بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية وبداية التفكير في وقف إطلاق النار ،حيث شارك في مظاهرة سلمية تم فيها اعتقال المئات من الصحراويين والصحراويات من قبل السلطات المغربية ،ليزج به في ثكنة عسكرية سرية تدعى ” البير “وثكنة أخرى بغرب مدينة العيون مكث بها 3 أشهر لينتقل إلى ثكنة التدخل السريع تعرض لأبشع التعذيب النفسي والجسدي . أسس إبراهيم سماعيلي عقب خروجه من السجن المركز الصحراوي لحفظ الذاكرة الصحراوية يهدف إلى تسجيل معاناة الصحراويين داخل المخابئ السرية والمعتقلات والسجون المغربية ، وتم تسجيل ازيد من 500 معتقل .و500 مختطف
و لم تكن المرأة الصحراوية غائبة عن المقاومة الصحراوية بل سجلت حضورها بقوة لكنها لم تسلم من بطش السلطات المغربية التي لم ترحمها وتعد أميدان ازانة إحدى النساء الصحراويات المناضلات التي تعرضت في ظرف سنتين ما بين 2008 -2009 لأكثر من اعتقال ولم يتوقف الأمر على الاعتقال والتعذيب فقط بل تعدى ذلك إلى محاولة اغتصابها بتجريدها من ملابسها وتصويرها عارية لترمى خارج مدينة العيون .
وأكدت أميدان أنه أثناء عملية تعذيبها داخل المراكز والثكنات المغربية تم تهديدها بنشر صورها عارية عبر شبكة الانترنيت في حال ما إذا أفصحت عن جرائهم لكنها مازالت رافعة راية التحدي ومصرة على مواصلة النضال والصمود .
ويعتبر هؤلاء جزء بسيط من واقع مؤلم عاشه المعتقلين الصحراويين داخل السجون المغربية الذين أبدوا إصرارهم على مواصلة مسيرة النضال رغم أنهم واعون بخطورة زيارتهم هذه للجزائر ولمخيمات اللاجئين مؤكدين أن وحدة الصف تبقى السلاح الحقيقي للمقاومة الصحراوية فلا السجون ولا الاعتقالات تثنيهم عن الوقوف في وجه الاحتلال المغربي .