في إطار إنعاش علاقتها مع القارة السمراء وطي صفحتها مع ماضيها الاستعماري، تسعى فرنسا إلى إيجاد قاعدة صلبة في الغابون ورواندا، وذلك من خلال جولة افريقية التي شرع فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والتي وصفت بـ ” الأهم ” .
وأفاد مراسل إذاعة الجزائر الدولية من باريس أن هذه الجولة المكوكية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي “تعد الأهم منذ قدومه إلى قصر الاليزيه في مبادرة تسعى من خلالها باريس إلى إنعاش و تمتين علاقاتها مع مستعمرتيها السابقتين وإيجاد مكانة لها في القارة السمراء والتي تشهد في العشرية الأخيرة تنافسا استثماريا أجنبيا متعاظما”.
وبناء على المعطيات والمتغيرات الاقتصادية الجديدة التي تشهدها القارة تسعى فرنسا إلى إعادة بناء قاعدة صلبة لها في هاذين البلدين من خلال دعم الاستثمارات والحصول بالمقابل على امتيازات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية في الغابون على وجه الخصوص .
وتحاول فرنسا استغلال العلاقة الطيبة وعلاقة الصداقة بين كل من ساركوزي والرئيس الغابوني بانغوا الابن بعد الحليف الأب والذي ترى فيه -هذه الأخيرة – حليفا استراتيجيا لفرنسا على شاكلة أبيه .
كما ترغب فرنسا إلى تقديم مزيد من الدعم لبانغو الذي يشكوا نظامه وحكمه من عدة صعوبات خاصة مع استقواء المعارضة ضده منذ اعتلائه السلطة .
أما عن التوجه الجديد لساركوزي تجاه رواندا فيصب في خانة إعادة ترميم العلاقات التي كانت عرضة للقطيعة شبه التامة بداية من تسعينيات القرن الماضي بسبب الاتهامات المتبادلة بين الطرفين في تغذية الحرب الأهلية بين قبائل الهوتو والتوتسي اثر حادثة اغتيال الرئيس الراحل السابق جوفينان ابيرييمانا والتي أدت إلى إشعال الحرب الأهلية في رواندا ما أدى إلى مقتل 80 ألف شخص .
واتهمت يومها رواندا الجنود الفرنسيين لعملية تصفية واغتصاب نساء روانديات، في حين اتهمت فرنسا الرئيس فولكا غامي بالإبادة الجماعية.
هذا الملف الذي لم يعد يقدم خبزا للفرنسيين تسعى اليوم تحت رئاسة ساركوزي طيه وتصنيفه في خانة الماضي الذي طالما عكر صفو العلاقة بين البلدين المتناقضين في كل شيئ.