تعهد نجم فريق "أبو ظبي بي بي فورد العالمي للرالي" الفنلندي ميكو هيرفونن اليوم بانهاء هيمنة السائق الفرنسي سيباستيان لوب على بطولة العالم للراليات والتي استمرت ست سنوات متتالية، وتوعد غريمه بمنافسة شديدة قل نظيرها في رالي الأردن الشهر المقبل.
وبعد انتصاره الحاسم في منتصف الشهر الجاري في رالي السويد الثلجي، فاتحة جولات بطولة العالم للراليات (WRC) لعام 2010، شرع هيرفونن وطاقم السائقين والملاحين بشد الرحال إلى المكسيك للمشاركة في الجولة الثانية في الأسبوع المقبل، قبل انتقالهم إلى الاردن لخوض غمار الجولة الثالثة من البطولة العالمية.
ومع اقتراب موعد اقامة رالي الاردن خلال الفترة الواقعة بين 1 ـ 3 نيسان/أبريل المقبل، بدأت روح التحدي تدب مجدداً في عروق أكبر حشد من السائقين من الشرق الأوسط والعالم استعداداً للمنافسة في أروع مغامرة رياضية تشهدها المنطقة، وفي جولة تعد بجدارة واحدة من أفضل جولات بطولة العالم للراليات وأكثرها تميزاً بتضاريسها الفريدة الواقعة في أخفض بقعة في العالم.
ويحتل رالي الاردن مكانة خاصة في ذاكرة الفنلندي الطائر البالغ من العمر 29 عاماً، حيث اغتنم هنا في الاردن في عام 2008 فرصة تعرض سيارة لوب لاصطدام، ليشن هجوماً جريئاً ويتوّج بطلاً للرالي، لكن ذلك لم يكن كافياً في نهاية الموسم للتغلب على لوب الذي فاز بلقب بطولة العالم في ذلك العام متقدماً 18 نقطة على هيرفونن. وأظهر لوب معدنه الصلب كبطل حقيقي في العام التالي 2009 وفاز بلقب بطولة العالم للسائقين للعام السادس على التوالي وبفارق نقطة واحدة فقط على هيرفونن. وبهذه النتيجة المتقاربة، يثق الكثيرون أن 2010 سيكون عام هيرفونن.
وعلق ميكو هيرفونن على فوزه بلقب رالي السويد أخيراً، وطموحاته الكبيرة بالفوز بلقب بطولة العالم هذا العام قائلاً: "نعم، سيكون باستطاعتنا الفوز باللقب هذا العام. ان خسارتي أمام لوب العام الماضي جعلتني أكثر تصميماً للفوز بلقب بطولة عام 2010. اننا نبذل جهوداً إضافية لتحقيق انتصارات وليس المركز الثاني. وفي الواقع، لم أكن جريئاً بما فيه الكفاية في بعض اللحظات الحرجة لاتخاذ القرارات الحاسمة فيما يتعلق بتجهيزات سيارتي، أو المغامرة بالقيادة بأسلوب هجومي".
وأوضح هيرفونن قائلاً: "لقد تعلمت الكثير من تجربتي في الاعوام الماضية، ولن نركز على المركز الثاني هذا العام. ان الفارق بيني وبين لوب في العام الماضي نقطة واحدة فقط. ويمكن ترجمة ذلك باخفاقي في اتخاذ القرارات الصغيرة في المكان واللحظة المناسبة خلال المراحل، إنها حقاً تلك الأشياء الصغيرة التي تحدث الفرق بيني وبين لوب وبين الفوز والمركز الثاني، وعندما تتمتع بالشجاعة بقدر كاف لانتهاز الفرص، فانك ستشعر بالفرق بكل تأكيد".
وأضاف: "إذا ما جرت الرياح كما تشتهي السفن، وسارت الأمور وفق المخطط، عندئذ نعم يمكنني التفوق عليه هذا العام. وستكون معركة حامية ومتقاربة مع لوب، فهو بطل العالم ست مرات.
ومع هذه الكلمات القليلة، فلا مكان للشك في نوايا السائق الفنلندي وخصوصاً بعد فوزه بلقب فاتحة جولات الموسم في السويد مؤخراً. ولكن هيرفوننن يدرك جيداً أن إحباط طموحات لوب وإفشال مخططاته في الأردن قبل عامين لن تمر مرور الكرام، وسيضاعف الفرنسي جهوده للانتقام والفوز بلقب أي جولة من جولات بطولة العالم للراليات التي أستعصت عليه سابقاً، مما يهيىء المسرح في وادي الأردن لمعركة جبارة لا هوادة فيها بين البطلين.
واختتم هيرفونن: "اني أحمل ذكريات جميلة لن أنساها في الاردن، ومن أجمل هذه الذكريات فوزي هنا قبل عامين. وفي الواقع، فان هذا الرالي كان أصعب مما تخيلنا عندما قمنا بالتدريبات المسبقة فيما يتعلق بملاحظات السرعة والاطارات. إلا أنني ما زلت أتذكر أن تنظيمه كان من الطراز الأول. وبالرغم من المنافسة لأول مرة في الأردن، إلا أنني تمتعت بالقيادة عبر تضاريس مختلفة كلياً عن أي مكان آخر في العالم، وكانت المراحل جيدة وسريعة".
وستبلغ حدة الإثارة أوجها عندما يلتقي هيرفونن، ولوب وبطل العالم للفورمولا وان سابقاً كيمي رايكونن، وصفوة السائقين المحليين والاقليميين على ساحل البحر الميت بأزيائهم وسياراتهم الملونة الزاهية لخوض غمار المغامرة الرياضية العالمية القادمة. وفي الوقت نفسه، بدأ آلاف المشجعين وعشاق رياضة السيارات يترقبون بفارغ الصبر موعد انطلاق الرالي لقضاء أوقات مشوقة بمشاهدة أعنف التحديات بين الانسان والآلة والطبيعة.