عندما يتسلم أولي هونيس غدا الجمعة منصب رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم سيكون ذلك مؤشرا على نهاية عصر وبداية آخر في النادي البافاري الشهير وذلك بعد ثلاثة عقود كاملة من الزمان شغل فيها هونيس منصب مدير عام النادي.
ويخلف هونيس الجناح السابق لبايرن ميونيخ مواطنه فرانز بيكنباور أسطورة كرة القدم الألماني في رئاسة النادي بعد موافقة الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للنادي.
ومع تقسيم مهام هونيس السابقة كمدير للنادي على شخصين يظهر للجميع قيمة وقدرات هذا النجم الكبير الذي تألق في مجال الإدارة أكثر منه في ملاعب الكرة.
وتقرر أن يتولى كريستيان نيرلينجر الشئون الرياضية التي كانت موكلة لهونيس بينما ستسند الشئون التسويقية لشخص آخر سيختاره النادي في العام المقبل.
وتولى هونيس /57 عاما/ منصب مدير عام النادي في ربيع 1979 عندما كان بايرن ميونيخ يعاني من أزمة مالية وكان فيلهيلم نيوديكر رئيس النادي بحاجة إلى شخص لديه خبرة ليقف أمام التحقيقات المقررة بشأن الضرائب المفروضة على النادي.
ونجحت مهارات هونيس وتزايد القوة الاقتصادية لكرة القدم في العبور بالنادي إلى بر الأمان بشكل مثير خاصة بعد أن اتخذت عائدات النادي أبعادا جديدة للغاية فتحولت من 12 مليون يورو في عام 1979 إلى 300 مليون يورو عام 2008 .
وكانت مبيعات تذاكر مباريات الفريق تمثل 85 بالمئة من عائدات النادي عندما بدأ هونيس عمله مديرا للنادي ولكنها وصلت الآن إلى 18 بالمئة فقط من عائدات النادي حيث أصبحت حقوق البث التلفزيوني والأنشطة التجارية للنادي مصادر مهمة للدخل في بايرن ميونيخ.
وعلى مدار مسيرته في منصب مدير النادي كان هونيس هو الناجي الوحيد من حادث طائرة في عام 1982 كما لعب هونيس دورا فعالا في عدم إسناد تدريب المنتخب الألماني للمدرب كريستوف داوم بسبب فضيحة الكوكايين التي كشفها هونيس مؤكدا تورط داوم فيها.
وكان لهونيس صراعات ونزاعات كلامية عديدة مع منافسيه مثل ناديي فيردر بريمن وبوروسيا دورتموند.
ولكنه ساعد زميله المهاجم السابق جيرد مولر على الخضوع لفترة نقاهة والتخلص من إدمان الكحوليات قبل أن يسند إليه إحدى المهام في النادي البافاري.
كما وقف هونيس إلى جوار اللاعب السابق سيباستيان دايسلر عندما عانى دايسلر من الاكتئاب.
وفاز هونيس بثلاثة ألقاب أوروبية عندما كان لاعبا في صفوف بايرن وذلك في الفترة من 1974 إلى 1976 كما فاز مع منتخب ألمانيا الغربية بلقبي كأس الأمم الأوروبية عام 1972 وكأس العالم 1974 قبل أن تبدأ معاناته مع الإصابة في الركبة عام 1975 لينهي مسيرته الكروية مبكرا في عام 1979 وهو في السابعة والعشرين من عمره.
وذكرت مجلة "سوديوتشه تسايتونج" يوم الجممعة الماضي إن مسيرته الكروية القصيرة كلاعب أبرزت نجاحه في مسيرته الإدارية.
وأوضحت المجلة "يجب أن تضع هذا الجرح وهذا الإحباط دائما في رأسك عندما تتحدث عن المشاعر الفياضة والمندفعة لأولي هونيس.. وتنبع هذه المشاعر من جراحه الناتجة عن عدم قدرته على استكمال مسيرته كلاعب ومن ثم فإنه حرص على مدار 30 عاما في منصبه كمدير للنادي على البقاء قريبا من الفريق يرقص ويحتفل معه بالانتصارات ويصاب معه بالكآبة والحزن في الاخفاقات".
وحقق هونيس نجاحا باهرا في منصب مدير عام النادي حيث فاز الفريق في عهده بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2001 ولقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996 بالإضافة إلى 16 لقبا في الدوري الألماني (بوندسليجا) كما أحرز الفريق في عهده ثنائية الدوري والكأس بألمانيا في موسمين متتاليين للمرة الأولى في تاريخ البوندسليجا.
ولعب هونيس دورا فعالا في التعاقد مع لاعب خط الوسط الفرنسي الشهير فرانك ريبيري والمهاجم الهولندي آريين روبن والعديد من النجوم البارزين ولكنه تعرض لخيبة أمل أيضا بعدما أخفق المدربان أوتو ريهاجل ويورجن كلينسمان في تحقيق طموحات الفريق على عكس المتوقع منهما.
وأوضح كارل هاينز رومينيجه نائب رئيس النادي أن هونيس أصبح من "معالم" النادي وأن التغيير الذي سيحدث غدا الجمعة يمثل "انتقالا كبيرا بالنسبة للنادي ومجلس إدارته".
ووصف يوب هاينكس المدير الفني السابق لبايرن ميونيخ هونيس بأنه "روح ميونيخ" بينما ربط المحرر الكروي الألماني الشهير مارسيل رايف مصير بايرن بمصير هونيس.
وتساءل رايف "هل تسبح هذه هي نهاية عصر أولي هونيس الذي منح النادي أجوائه المتميزة... وهل تنهي أيضا عصر بايرن ميونيخ ؟".
وانتقل هونيس من مكانه على مقاعد الجهاز الفني إلى المدرجات هذا الموسم ولكن انتقاله لمنصب رئيس النادي غدا الجمعة لا يعني انه سيختفي عن أنظار جماهير الفريق.
وقال هونيس "سأظل على عملي النشيط من أجل النادي.. سأفعل ما يناسب بايرن. فعلت ذلك على مدار حياتي وسأفعله في المستقبل أيضا".