لم تقتصر مصائب عام2009على الحروب و الكوارث الطبيعية التي أودت بحياة الآلاف من سكان المعمورة، لأن جائحة قديمة متجددة جاءت لتزيد من عدد هؤلاء وتصنع خوفا من موت آخر.
أنفلونزا الخنازير أدى إلى وفاة أكثرمن11500شخص عبر العالم، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية قبل أيام، وباء اجتاح العالم قادما من المكسيك بداية شهر أفريل لينتشر عبر القارات الخمس في غضون أقل من أربعة أشهر، مصحوبا بموجة من الذعر والقلق سواء بالنسبة للأشخاص خوفا من الإصابة أو للأجهزة الصحية المسؤولة، الدولية منها والمحلية التي وجدت نفسها في سباق مع الزمن لإيجاد اللقاح المضاد للفيروس الذي سمي فيما بعد “أتش1أن1″.
في بداية تفشي الوباء لم يكن هناك أيّ لقاح يحتوي على فيروس أنفلونزا الخنازير الذي يصيب البشر، لذا كان على منظمة الصحة العالمية الحصول على أكبر عدد ممكن من الفيروسات للتمكّن من اختيار أنسب فيروس لاستحداث اللقاح.
وحتى بعد إيجاده كان لا بد من العمل أيضا على الحد من الإشاعات التي تروج لفكرة أن اللقاح المنتج مؤخرا”تاميفلو” يهدد صحة الأشخاص أكثر مما يفيدها، مما أسفر عن رفض عدد كبير أخذ اللقاح في الدول المتطورة كما في النامية.
ما هو أنفلونزا الخنازير؟
مرض معد جدا يسبب علة تنفسية لدى الخنازير، ومعظم حالات تفشي المرض تحدث بالمزارع نهاية الخريف والشتاء، ويسبب الفيروس مرض الإنفلونزا من النوع”A”.
وتنتمي السلالة الجديدة إلى أكثر الأنواع الثانوية شيوعا المسماة (إتش1 إن1). ويتركز اهتمام الخبراء في فيروسات الأنفلونزا التي تنتشر من الخنازير للبشر، لأن الحيوانات يمكنها أن تستضيف عدة فيروسات أنفلونزا في وقت واحد، الأمر الذي يمكن من تبادل الجينات فيما بينها وتصير أخبث.
ويصف مكي يحيى، البروفيسور في علم الفيروسات بجامعة هارفار الفرنسية، هذا الفيروس بـ”الخطير جدا لأنه يتكاثر بسرعة رهيبة ويهاجم خلايا الجهاز التنفسي من أبواب متفرقة فتدمره في ظرف أقصاه48ساعة”، مضيفا” أن جهاز المناعة لدى الأشخاص غير قادر على الدفاع عن الجسم كونه يصيبهم للمرة الأولى و هو غالبا ما يصيب الفئة ما بين10و40سنة”.
ماهي أعراض أنفلونزا الخنازير؟
لا تختلف أعراض أنفلونزا الخنازير وسلالتها الجديدة التي أصبحت تنتقل بسرعة وسهولة بين الأشخاص، عن الأنفلونزا الموسمية العادية إلا في حدة بعض الأعراض الأخرى، و غالبا ما يتعلق الأمر ب:
* الارتفاع المفاجئ لدرجة حرارة الجسم*السعال*آلام العضلات*الإعياء الشديد*الإسهال*القيء.
لدى الفئة مابين 03 و 12 سنة تتمثل الأعراض غالبا في:
*صعوبة في التنفس*القيء المتواصل*التشوش الذهني *الدوار.
أما بالنسبة للرضع الأقل من سنتين فيلاحظ عليهم:
*التنفس السريع*عدم التفاعل الطبيعي مع الوالدين*انعدام الشهية*الإنزعاج الشديد*الحرارة العالية*ازرقاق الشفاين*النعاس المتواصل*طفح الجلدي.
الفرق بين أنفلونزا الخنازير والأنفلونزا الموسمية
الأعراض
الأنفلونزا العادية
أنفلونزا الخنازير
الحرارة
تكون نادرة
تعتبر من أساسيات
الأعراض لهذا المرض وقد تستمر في بعض الحالات إلى 3 أو 4 أيام
السعال
يكون مصحوب بالبلغم
يكون حاد وبدون بلغم (كحه جافه)
الآم الجسم والصداع
خفيفة ونادرة الحدوث
حادة جدا وتعتبر من أساسيات الأعراض
انسداد الأنف
تعتبر من الأساسيات ويتلاشى في أسبوع
لاتوجد عوارض انسداد أو رشح الأنف
القشعريرة
نادرة الحدوث
تعتبر من أساسيات الأعراض لهذا المرض حيث ثبت آن 60 بالمئة من الحالات عانت منه
التعب والإرهاق
خفيفة إلي حد ما
تكون حادة وقوية التأثير وتعتبر ايضآ من العوارض الأساسية للمرض
العطس
من الأعراض الأساسية
نادر جدا
مفاجئة المرض لجسم الإنسان
تتطور الأعراض بشكل بطيء مع مرور الأيام
تتطور الأعراض بشكل مفاجئ وسريع في خلال
زمن من 3 إلي 6 ساعات فقط، فهذه الأنفلونزا تضرب الجسم بعنف وتسبب الصداع والآلام
والحرارة العالية
الصداع
بسيط ونادر الحدوث
قوي ومتلازم مع أعراض هذا المرض
التهاب الحلق
من أساسيات المرض
غير موجود ونادر الحدوث
الآم الصدر أو ثقل الصدر
خفيف وفي بعض الحالات متوسط
حآد وشديد
كيف يلتقط البشر هذا الفيروس؟
تنتقل أنفلونزا الخنازير إلى البشر بطريقتين:
*بعد الاحتكاك بخنازير مصابة أو مناطق كان فيها خنازير أو يلتقطوها من شخص مصاب.
* من خلال الكحة والعطس أو بلمس سطح ملوث ومن ثم مس الأنف أو الفم كماهو الأمر بالنسبة للأنفلونزا الموسمية.
كيف نقي أنفسنا؟
بخطوات بسيطة وسهلة قد تبدو تافهة لدى البعض لكنها تبقى من أهم الطرق الوقائية من انتقال الفيروس بين الأشخاص:
*غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم.
*تجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض خاصة عند المرأة الحامل لاحتمال انتقال المرض إلى الجنين
*ضرورة تغطية الأنف والفم بمناديل ورق عند السعال.
*أهمية استخدام كمامات على الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس.
*تجنب لمس العين أو الأنف إلا أن تكون متأكدا من نظافة يديك وذلك منعا لانتشار الجراثيم.
*إذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، أبلغ الطبيب المعالج وتجنب مخالطة الآخرين، فقد تكون مصاباً بالأنفلونزا.
*غسل اليدين بعد ملامسة الأسطح بشكل مستمر.
*البعد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة.
*غسل الأسطح بالمحاليل المطهرة بشكل روتيني.
*يجب تشخيص الإصابة سريعًا بأخذ عينة من الأنف أو الحلق لتحديد ما إذا كنت مصاباً بفيروس أنفلونزا الخنازير.
39 ضحية في الجزائر
اشتد الجدل حول لقاح أنفلونزا الخنازير في كل من الدول المتطورة و الفقيرة على حد سواء ، خوفا من أعراضه الجانبية التي رددت شائعات كثيرة احتواءه على مواد ضارة تؤذي صحة الإنسان أكثر مما تنفعها ومنها ما أشاع حدوث إجهاض لدى النساء الحوامل كما حذرت وسائل إعلامية كثيرة من أخذ اللقاح خاصة بالنسبة للأطفال المتمدرسين.
وفي الجزائر اتخذت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات كل الإجراءات اللازمة لاحتواء الوباء. كما وصلت أول دفعة من لقاحات “أريبانريكس” المضادة للوباء و التي وصل عددها إلى أكثر من مليون و300 ألف جرعة.
و قد تقرر بدء عملية التلقيح قبل نهاية العام2009 ، وذلك حال الحصول على الضوء الأخضر من معهد باستور بالعاصمة.
وتشير آخر الإحصائيات إلى بلوغ عدد الحالات المؤكدة في الجزائر إلى 607 بينها 39 حالة وفاة.
هل نأخذ اللقاحات أم لا ؟
أكد البروفيسور في علم الفيروسات بجامعة هارفار الفرنسية، مكي يحيى، أن الجزائر ليست متأخرة فيما يخص فترة التلقيح حيث أن المرحلة التي تحدد فيها بدأ التلقيح تتزامن مع فترة انتشار العدوى.
كما شدد على ضرورة أخد اللقاح وعدم التأثر بالإشاعات التي يرددها أشخاص لا صلة لهم بهذا المجال.
و أكد على نجاعة اللقاح الذي اقتنته الجزائر بدليل التحاليل التي أجراها شخصيا بمخبر”ليون” بفرنسا والتي أكدت أن جهاز المناعة لدى الأشخاص يتجاوب بعد تلقي اللقاح منتجا المناعة الحيوية اللازمة لمكافحته.
و لطمأنة الفئة العريضة المتخوفة من تلقي العلاج أكد البروفيسور أن أجهزة المراقبة في اللجنة الجزائرية المختصة المكلفة بمتابعة التحاليل تقوم بدورها على أكمل وجه كما أن المسائل الحساسة كهاته لا يمكن التساهل فيها حيث أن كل مخبر يقدم ضمانات على نجاعة أي منتج طبي قبل تسويقه.
وأوصت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها باستخدام لقاح انفلونزا الخنازير للوقاية من الوباء.
وأكد التقرير سلامة اللقاح الذي تلقاه خلال الأسابيع الماضية ملايين البشر في بلدان مختلفة.
وبناءً على هذه التجربة ترى المنظمة أن اللقاح مأمون تماماً ويُماثل مستوى الأعراض الناجمة عن استخدامه الأعراض الناجمة عن لقاح الأنفلونزا الموسمية مثل الألم والاحمرار وتورم الذراع.