الاحتفاء بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية لون الواجهة الثقافية 2009

شكلت “تظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية ” الحدث الأبرز لعام 2009 ، حيث كانت القدس وعلى مدار عام 2009 عاصمة للثقافة العربية وهو الحدث الذي احتفلت به سائر الدول العربية وكعادتهم لم يفوت الجزائريون حكومة وشعبا فرصة تظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية للتعبير عن تضامنهم مع أشقائهم الفلسطينيين الذين يجابهون آلة الدمار، فبالإضافة إلى الموقف الرسمي المشرف للدولة الجزائرية تجاه القضية الفلسطينية حملت جل النشاطات الثقافية والفنية شعار القدس عاصمة للثقافة العربية فكان من الطبيعي أن تغرد قصائد الشعراء إلى القدس العربية، ومن البديهي أن تصدح حناجر الفنانين العرب الذين شاركوا في المهرجانات الفنية بأجمل الأغاني لفلسطين الجريحة، كل يعبر بطريقته عن رفضه للهمجية والعدوان المسلط على الأشقاء في فلسطين، كل يعبر عن حزنه العميق وتأثره الشديد لما يحدث لأطفال أبرياء استيقظوا ذات وجع على كابوس النهب والتدمير وعمليات الاغتصاب الممنهج لبراءتهم
عاصمة أبدية للثقافة العربية
خصصت جل النشاطات التي احتضنتها الجزائر للعام2009لفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية، وفي هذا الصدد نظم المنتدى الوطني للإبداع الأدبي عدة تظاهرات ثقافية حيث شكل موضوع القضية الفلسطينية محورها الرئيسي، وفي هذا الصدد نظم المنتدى بمعهد الأدب العربي بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة جلسة شعرية نشطّها نخبة من الشباب الذين أرادوا أن يحتفلوا بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية من خلال الكلمة الشعرية المعبرة؛ فكانت البداية مع الشاعر ناصر الدين باكرية الحائزعلى جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب حيث قرأ بعض قصائده التي جاءت على شكل رسائل، فيما أمتعت الشاعرة حنين عمر الحضور بقصائدها التي تناولت من خلالها معاناة الشعبين في فلسطين والعراق، وسجل الشاعر اليمني عصام واصل حضوره في هذا اللقاء حيث قرأ قصائد من مجموعته:« وجع الرصيف » ومما جاء في قصيدة « قبل بزوغ الجرح »

وتشظت جميع المآذن/تاهت جميع الدروب/وأنت تجمع
أشلاءك البائسات وتهذي/على ورق متعب وتغني:/إذا الشعب
يوما…/… ولا يستجيب القدر !!
ومن جهتها نظمت الرابطة الوطنية للأدب الشعبي أمسية شعرية بقاعة سينما الثقافة بالعاصمة ، وقد حملت الأمسية شعار ” القدس في قلب مزغنة ” وشارك فيها نخبة من شعراء الذين جاءوا من مختلف ولايات الجزائر، واعتبر رئيس الرابطة الوطنية للأدب الشعبي توفيق ومان في كلمته:أن اختيار شعار القدس عاصمة للثقافة العربية في معظم النشاطات الثقافية التي احتضنتها الجزائر انتصارا كبيرا للقضية الفلسطينية ودليل على انشغال الجزائريين بمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، وأكد ومان أن دور النخبة العربية بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى لنصرة القضية الفلسطينية،الرابطة ومن خلال الأمسية تستضيف » :
وأضاف ومان قائلا
القدس العربية رمزيا عبر الكلمة التي لها دورها فيما يخص التحسيس بأهمية القضية الفلسطينية، ونوه ممثل السفارة الفلسطينية بالجزائر محمد حماد بالأمسية الشعرية التي نظمتها الرابطة وبكل التظاهرات الثقافية التي احتضنتها الجزائر ضمن فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية، و قال حماد إن الجزائر أعطت المثل لبقية الشعوب في مساندة ونصرة الفلسطينيين الذين اغتصبت أرضهم بالقوة، وكل هذه النشاطات تعكس الاهتمام الكبير للجزائر بالقضية الفلسطينية وتأكيد على أن الجزائر تعافت مما أصابها قبل سنوات وعادت كما كانت قبلة لإفريقيا وللعرب والقدس،وتألق في الأمسية التي نشطها الشاعر والإعلامي عبد الرزاق بوكبة شعراء القصيدة الشعبية على غرار أحمد بوزيان، فوزية لارادي، عبد الحميد عيواش،الذين حلقوا متجاوزين الجغرافيا ليعبر كل شاعر عن مساندته للقضية الفلسطينية وعن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه بشجاعة آلة الإستدمار الصهيونية
القدس في ضمير الشعر العربي

جاءت قصائد الشعراء العرب المشاركين في عكاظية الشعر العربي التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام شهر ماي الفارط مؤيدة ومناصرة للقضية الفلسطينية، و قد شارك في هذا الموعد الثقافي الذي حمل شعارالقدس في ضمير الشعر العربي ٧٠ شاعرا وباحثا عربيا من خلال برنامج مكثف تراوح بين أمسيات شعرية وندوات، حيث تم التطرق إلى العديد من المواضيع والمحاور من ضمنها،« الخطاب الإعلامي من خلال نظرة لشباب العربي،« الفلسطينية في الخطاب الشعري والروائي والمسرحي العربي،ومن ضمن الأسماء التي شاركت في العكاظية الشاعر الجزائري سليمان جوادي، الشاعرة العراقية سارة طالب السهيل، الشاعر الفلسطيني عبد السلام العطاري و الشاعر مراد السوادني، ومن العربية السعودية ميسون أبو بكر و الشاعر المصري جمال بخيت الذي أكد في مداخلة له أن دور الشعر العربي لا ينحصرفي الدعاية فقط، وإنما يتمثل دوره أيضا في إعادة بناء روح الإنسان العربي واسترجاع الثقة بقدرته على تغيير وضعه،فيما أكد الدكتور أحمد منور في محاضرته عن رواية سوناطة من أجل القدس لواسيني الأعرج، ونص مسرحي آخر بعنوان إدوارد سعيد، أن الرواية والمسرح ظلا وفيين للقدس، لكن الإنتاج ظل متفاوتا بين دولة عربية وأخرى.
جميلة ..تيمقاد ..ومواعيد أخرى للاحتفاء بالتظاهرة
شكلت المهرجانات الفنية موعدا آخر للاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية فكان للكلمة الممزوجة باللحن الشجي وقعها في النفوس، وهو ما برز في مهرجان تيمقاد الذي احتضنته مدينة باتنة خلال الأسبوع الأخير من شهر جويلية،حيث صدحت حناجر الفنانين العرب المشاركين في المهرجان على غرار الفنانة اللبنانية نجوى كرم والفنان التونسي صابر الرباعي والفنانة السعودية وعد بالإضافة إلى نخبة من الفنانين الجزائريين بأجمل الأغاني ،وقد ارتأى الديوان الوطني للثقافة والإعلام أن يحمل مهرجان تيمقاد ومهرجان جميلة شعار القدس عاصمة للثقافة العربية
كما احتفى المهرجان العربي للمسرح المحترف ،« للثقافة العربية بفعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية ببرنامج ثري حافل بالعروض المسرحية والندوات الفكرية، المهرجان الذي احتضنته الجزائر في غضون شهر جوان الفارط خصص لمحور القدس وقد شاركت فيه مختلف المسارح الجهوية الوطنية وفرق من الدول العربية، حيث تميز الحفل الافتتاحي بعرض استعراضي كبير يحكي يوميات الوجع الفلسطيني والشتات وصراع مدينة القدس المستميتة بجدرانها وصخرتها أمام سياسة التهويد والتهديم التي يعتمدها الاحتلال الإسرائيلي.
وكان آخر نشاط احتضنته الجزائر في إطار فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية الأسبوع الفلسطيني بالجزائر الذي أشرفت عليه كل من وزيرة الثقافة خليدة تومي ونظيرتها الفلسطينية سهام البرغوثي التي أشادت بالجهود التي بذلتها الدول العربية لإنجاح التظاهرة