تأهل "الخضر" للمونديال وحد الأنصار وجدد الأمل
الوفاق يبلغ نهائي شمال افريقيا ويلاقي الترجي التونسي في مباراة ثأرية
بلغ وفاق سطيف نهائي كأس شمال افريقيا للأندية البطلة عقب تغلبه أول أمس بهدفين لصفر على الرجاء المغربي في مباراة العودة بعد ما انتهت مباراة الذهاب بهدف لمثله.
ويلتقي الوفاق نادي الترجي التونسي الذي حجز تأشيرة النهائي الثانية بعد تعادله في مباراة العودة أمام الاتحاد الليبي بهدفين في كل شبكة في وقت انتهت مباراة الذهاب بتقدم الترجي بهدفين لواحد وستكون مباراة الذهاب في 11 أو 12 ديسمبر بالمنزه، فيما ستقام مباراة العودة في 22 أو 23 من الشهر ذاته بسطيف، وهو ما يمنح أفضلية للنسر الأسود الساعي للثأر من خسارته للتاج العربي أمام الترجي.
ولعب الوفاق واحدة من أجمل مبارياته أمتع فيها جمهوره الغفير الذي غصت به مدرجات ملعب الثامن ماي45، وكانت الانطلاقة سريعة جدا من الوفاق الذي سيطر على مجريات المرحلة الأولى، وكاد زياية أن يمنح تقدما مبكرا لفريقه في الدقيقة الثانية بعد انفراده بالحارس يونس عتبة ورد عليه المهاجم العلودي في الدقيقة الـ12 بقذفة ارتمى عليها الحارس شاوشي بنجاح، مبعدا إياها للركنية، وتواصل الضغط السطايفي على الرجاء الذي كاد أن تتلقى شباكه هدفا لولا العودة السريعة لزروالي الذي سارع لإبعاد كرة زياية للركنية، وبدا أشبال مشيش أكثر رغبة في الوصول للنهائي من خلال الانتشار الجيد في الميدان وهو ما تجسد بأول إصابة في الدقيقة الـ33 من الهداف المتميز عبد المالك زياية الذي استغل توزيعة لموشية ومن عمل فردي يتوغل بقوة وينجح في إيداع قذفته القوية شباك الحارس عتبة، وكان لهذا الهدف مفعول قوي على الوفاق الذي دخل المرحلة الثانية بمعنويات عالية مكنته من إضافة هدف ثان بعد خمس دقائق من العودة من نفس اللاعب زياية الذي رفع رصيده بهدف جديد من رأسية جميلة ارتقى لها وسط المدافعين، وكان بإمكان الوفاق مضاعفة النتيجة لو تم تجسيد الكم الهائل من الفرص السانحة للتسجيل والتي أضاعها زياية على مناسبتين في الدقيقتين 65 و68 ومن البديل زبيري في الخمس دقائق الأخيرة لتنتهي المواجهة بانتصار مهم للوفاق الذي سيخوض معترك أهم الأحد المقبل بمواجهته للملعب المالي في نهائي كأس الاتحاد الإفريقي.
اتحاد بين أنصار الوفاق، العلمة والبرج
جمعت مباراة الوفاق والرجاء أنصار النسر الأسود، الأهلي البرايجي، إتحاد عنابة والبابية، حيث اصطف الجميع في المدرجات مرددين شعارات أخوية ضد العنف وهي ضربة قوية للجانب المصري الذي كان يتمنى أن تستمر الأزمة بين أنصار النوادي الجزائرية وقبل ذلك نزل حارس العلمة مويات وحارس الأهلى كيال لمصافحة اللاعبين وهو ما أعطى للمبادرة صدى قويا سيمتد على سنوات.
لما بدأ المنتخب الوطني يقترب من اقتطاع تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، عاد الحديث عن الفوائد التي يمكن للكرة الجزائرية أن تجنيها من تأهل "الخضر" للمونديال بعد أربع وعشرين سنة من الإنتظار.
بطاقة المونديال بألوان كل الأندية
التأهل المستحق الذي حققه المنتخب الوطني على حساب نظيره المصري أحدث هزة ايجابية حقيقية في الوسط الكروي الجزائري. وقد سمح التفوق الكبير الذي أبان عنه رفقاء مجيد بوقرة بتوحيد صفوف الأنصار من مختلف الأندية الجزائرية لاسيما الذين اشتهروا بعدائهم التقليدي في الملاعب. وإذا كانت البطولة الوطنية قد تراجعت إلى الدرجة الثانية في إهتمام الأنصار طيلة المرحلة التي تنافس فيها الخضر على بطاقة التأهل، فإن التنافس بين أنصار الأندية الجزائرية قد اختفى تماما وفسح المجال لتقارب غير مسبوق وهو ما لفت انتباه كل المتتبعين للبطولة الوطنية الجزائرية. ومن الواضح أن البطولة الوطنية وأنديتها هي أول من جنى ثمار التأهل إلى كأس العالم وكأس أمم إفريقيا.
اعتداء المصريين على "الخضر" وحد الأنصار
بدون أدنى شك أن مباراة الجزائر ومصر كانت مباراة خاصة بالنسبة لأنصار المنتخب الوطني. وقد تمكنت المواجهة الأولى التي جرت في البليدة في السابع من جوان الماضي في جمع أعداد كبيرة من المناصرين موحدين تحت علم واحد، حتى وإن كان مشجعو الخضر قد جاءوا إلى البليدة لتشجيع منتخبهم، إلا أنهم لم يتجردوا لحظة واحدة من انتمائهم إلى أندية شجعوها لعدة مواسم مضت. وقد زاد الإعتداء الجبان الذي تعرض له المنتخب الوطني بالقاهرة في الثاني عشر من هذا الشهر من تلاحم الجماهير التي رفضت ما حدث، وكان لسان حالها أن المنتخب الوطني فوق كل اعتبار. وقد جاء التنقل إلى الخرطوم بالآلاف ليبين مرة أخرى أن المشجعين الجزائريين نسوا خلافاتهم، بل قرروا طي صفحة الماضي والسير مع "الخضر" والوقوف إلى جانبهم.
وفاق سطيف، أهلي البرج.. والصلح خير
كان الصراع والتنافس بين وفاق سطيف وجاره أهلي برج بوعريريج محل امتعاض كل المتتبعين لشأن الكرة الجزائرية، وهو الصراع الذي بلغ ذروته الموسم الماضي لما ألغيت مباراة الفريقين بسب ما حدث لحظة وصول فريق الأهلي إلى ملعب سطيف. ولم يكن أحد يتوقع حينها أن كل ذلك الجفاء سينتهي بمجرد تأهل المنتخب الوطني وما حدث له في مصر. لقد كان مسؤولو وفاق سطيف في المستوى المطلوب وبينوا بأنهم رياضيون لما اغتنموا فرصة مباراة فريقهم مع الرجاء البيضاوي يوم الثلاثاء الماضي واستقبلوا حارس البرج مروان كيال واستضافوا العديد من ممثلي الأندية الأخرى، كما سمحوا لجمعية "لاراديوز" بتكريم أربعة لاعبين دوليين من الوفاق، وهي خطوة طيبة ستسجل لمسيري الوفاق الذين يريدون الإستمرار في جمع أنصار الأندية الجزائرية وتشجيعهم على تجاوز خلافاتهم.
الجميع مع الخضر.. اليوم، غدا وإلى الأبد
ومما لا شك فيه أن تأهل "الخضر" للمونديال سيفتح آفاقا جديدة للكرة الجزائرية وأنديتها في الأمدين القريب والمتوسط. وستبين الأسابيع القادمة أن مباريات البطولة ستتأثر ايجابا بتأهل المنتخب الوطني ووقفة الجمهور الرياضي في مواجهة الإعتداءات المصرية على الجزائر وشعبها ورموزها. كما أن المرحلة الجديدة التي يعيشها المنتخب الوطني الذي عاد إلى الواجهة الإفريقية والعالمية، ستعطي لمباريات البطولة طابعا خاصا وروحا جديدة. وكما حدث في سنوات 1982 و1986 لما تأهل "الخضر" للمونديال، فإن اهتمام المشجعين سيتجه بالدرجة الأولى صوب الوقوف إلى جانب المنتخب الوطني واعتبار كل لاعب مهما كان النادي الذي يلعب له لاعبا يجب تشجيعه ومساندته مهما كانت أهمية مباريات البطولة، ليبقى الفريق الوطني هو صاحب الإمتياز الأول والأخير.