أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس أن ذكرى يوم الشهيد لها ميزة ووقع خاص في نفوس الجزائريين، وخاصة المجاهدين والمناضلين الذين أدوا واجبهم اتجاه الثورة التحريرية ويتذكرون الشهداء في هذه المناسبة، وذلك خلال إشرافه اليوم على انطلاق الفعاليات الرسمية لإحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد بولاية خنشلة.
وصرح محمد الشريف عباس للإذاعة الوطنية أن القانون الجديد للمجاهد والشهيد الذي تزامن صدوره مع هذه الذكرى الخالدة يتضمن عدة جوانب اجتماعية واقتصادية وثقافية تاريخية وكذا جوانب تنظيمية، مؤكدا أنه هناك تواصل لتحقيق التوجيهات التاريخية وكل ما يتعلق بالمقاومة والثورة التحريرية من خلال المواد التي تضمنها هذا القانون.
و أضاف وزير المجاهدين في ذات السياق أن عائلات الشهداء قد حظيت من خلال قانون المجاهد الجديد بمميزات أكثر من عائلات المجاهدين معتبرا آن هذا الأمر طبيعي وواجب
فالمواد والنصوص توصي بالعناية والاهتمام بأرامل وأبناء الشهداء ونقس الشيء بالنسبة لأسر المجاهدين لكن ليس بنفس المستوى.
وبخصوص مشروع قانون تجريم الاستعمار، أشار الوزير إلى أن المطالبة من الدولة الفرنسية الاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها فرنسا إبان الثورة التحريرية أصبح مطلب مؤكد من قبل كل الجزائريين عبر التراب الوطني وسيظل قائم إلى أن يتحقق.
في ذكرى يوم الشهيد: “أبناء الجزائر أوفياء لشهدائهم “
تحت شعار ” أبناء الجزائر أوفياء لشهدائهم “.. تحتضن ولاية خنشلة هذه السنة الاحتفالات الرسمية الخاصة بيوم الشهيد، كما تعم المناسبة جميع القطر الجزائري.
وقد اتخذ يوم 18 فيفري من كل سنة يوما للاحتفال بذكرى الشهيد عرفانا لما قدمه الشهداء من نفس و نفيس ويمثل هذا اليوم وقفة لمراجعة مرحلة الإستدمار التي عاشها الشعب الجزائري من بؤس ومعاناة .
نشير إلى أن التاريخ سجل الأمم وتحتفل الجزائر بهذا اليوم منذ 18 فيفري 1991 بمبادرة من أبناء الشهداء وتكريما لما قدمه الآباء حتى لا ننسى مغزى الذكرى واستشهاد مليون ونصف المليون من الشهداء لاسترجاع استقلال الجزائر.
لقد اقترحت الفكرة سنة 1989و رسمها المجلس الشعبي الوطني سنة 1991 .محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد و أكثر توضيحا للإذاعة الوطنية :
إن الجزائر أمة مقاومة للاحتلال منذ فجر التاريخ خاصة لطرد المستدمر الفرنسي الاستيطاني الشرس، حيث قدمت قوافل من الشهداء عبر مسيرة التحرر التي قادها رجال المقاومات الشعبية منذ الاحتلال سنة 1830 مرورا بكل الانتفاضات والثورات التي قادها الأمير عبد القادر والمقراني والشيخ بوعمامة وغيره من أبناء الجزائر البررة .
في هذا الإطار كانت التضحيات جساما مع تفجير الثورة المباركة في أول نوفمبر 1954 حيث التف الشعب مع جيش وجبهة التحرير الوطني فكانت تلك المقاومة والثورة العارمة محطات للتضحية من أجل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة.
تحل الذكرى و لا يكفيها يوم واحد بل كل أيام السنة لأنها تأخذنا إلى ما قام به الشهداء العظام طيلة حرب التحرير من أعمال مجيدة ، وبطولات مشهودة .
عاش الشهداء جاهدين متحلين بإرادتهم وشجاعتهم لتخليص الوطن من الإستدمار فكان نضالهم المخلص الطويل في مواجهة العدو الغاشم المغتصب لأرض الأحرار الجزائر .
في هذا السياق فإن التاريخ يشهد، لما شكله الجزائريون من كابوس حقيقي للسلطات الفرنسية حيث كان التواجد للثوار في كل ربوع الوطن المفدى و كانت التضحيات والهجمات الانتحارية المفاجئة التي مست الكيان الفرنسي في كل مجالاته.
إذ كانت في أرض الوطن كما انتقلت جذوتها إلى فرنسا لتضربها في عقر دارها، فكان شباب الجزائر ذو عزيمة و يتصفون بالبطولة للرد على مسلسل الرعب الذي كان العدو يرهب به الشعب الجزائري.
في هذا الشأن دافع الشعب بشرف النضال، وباستماتة عن قيم الكرامة والتحرر، وأمن كيانه ، وحصن هويته بصمود ضد كافة أشكال التمييز و الحرمان و سلب للحريات، مقدما خير أبنائه إلى مذبح الحرية.
إن شباب الثورة كانت له تحديات رغم العراقيل التي كانت تواجهه وتجاوز المشاكل التي كانت تقف عثرة أمام طموحاته و تشبث بالصبر وبالتضحية ، في سبيل الوطن العزيز، فهم أحياء عند ربهم يرزقون.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية