طالب عباس زكي عضو اللجنة المركزية و مسؤول العلاقات الخارجية لحركة التحرير الفلسطينية “فتح”، حركة المقاومة الإسلامية حماس بالتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، معتبرا على أن حركة حماس جزء من النسيج الفلسطيني وليست عدوا لفتح.
ووجه زكي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء بمقر السفارة الفلسطينية الجزائر إلى حركة حماس داعيا إياها بالتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، وعدم إعطاء إسرائيل المزيد من “الهدايا” والبدء بمرحلة مواجهة التحدي الكبير، مشيرا إلى الوضع الصعب الذي تعيشه فلسطين في الوقت الراهن والذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي لكل “عنف”.
وقال زكي أن “فتح” مستعدة للانهزام لحماس إذا أصرت على عدم التوقيع على ورقة المصالحة، مستبعدا أن تقوم بعدم التوقيع لأن ذلك –حسبه- ليس في صالحها، مؤكدا في نفس الوقت أن “الانهزام لحماس هو “انتصار”.
و أكد عباس زكي أن الجانبين “فتح” و”حماس” وافقتا على المصالحة، إنما المعرقل الحقيقي لها هي أمريكا التي طالبت وهددت بعدم التوقيع على الورقة المصرية، وأوضح في سياق حديثه عن الحوار الوطني الفلسطيني الذي استمر أكثر من سنة ونصف أن “فتح” تخطت جراحها عندما ذهبت للتوقيع على ورقة للمصالحة رغم ملاحظاتها عليها من أجل تجاوز القسمة “المدمرة” بين الضفة والقطاع.
واعتبر زكي الذي يحل بالجزائر منذ أمس بدعوة من جبهة التحرير الوطني الجزائري، أن الانتصار الحقيقي ليس الانتصار على حماس أو انتصار حماس على أي فصيل فلسطيني وإنما الانتصار الحقيقي هو الوحدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي التي تستمر في سياستها الاستيطانية وتهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري وأسر الفلسطينيين وقمعهم بشتى الوسائل.
وفي هذا الإطار أكد زكي أنه تم اتخذا القرار بوقف المفاوضات مع إسرائيل لن يستأنف ما لم توقف هذه الأخيرة عملية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وأن تكون مرجعة دولية مسؤولة عن جدولة زمنية لإنهائه، معتبرا أن إسرائيل ليست ناضجة لعملية السلام.
وقال عضو اللجنة المركزية بحركة”فتح”، بأن هذه الأخيرة تسعى دوليا لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ عقوبات بحق إسرائيل بشأن تقرير غولدستون بعدما ارتكبت إسرائيل العام الماضي بمذبحة في غزة يندى لها الجبين، بالإضافة إلى متابعة لموضوع جدار الفصل العنصري.
ومن جهة ثانية، أكد زكي على أن حركة “فتح” تسعى إلى رفع مستوى التضامن العربي والتنسيق بهدف أن تكون قمة طرابلس المقبلة “قمة صمود حقيقية لأمة ما عرفت الهزيمة إذا ما تمسكت بالقوة والمبادئ ومرتكزات القوة وهي التضامن”.
وقال زكي أن “فتح” تعمل على تكريس مبدأ القيادة الجماعية داخلها، وأن تم خلال مؤتمرها السادس على تأكيد البرنامج السياسي الذي يتضمن استخدام كل أشكال النضال بما فيها العمل المسلح، موضحا أن المقاومة حق مشروع ويؤكده قرار الشرعية الدولية 3236 الذي يعطي دلك الحق بما فيها العمل المسلح.
وأكد أن الحركة لن تتخلى عن مبادئها رغم كل المتغيرات الداخلية والخارجية، معتبرا أن كل من تخلى عن ثابت تمسك به الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “ليس فلسطينيا”.
وفي رده حول سؤال تناول الموضوع الذي تناقلته بعض الصحف الدولية عن رفض محمود عباس حضور قمة طرابلس في حالة ما إذا حضرها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أجاب زكي بأن هذا الأمر غير مطروح لأن القمة هي للقادة والشرعيات وليس للمعارضات، وحضور مشعل مستبعد جدا، موضحا أن رئيس السلطة الفلسطينية لا يخرج عن قرارات القادة العرب في كل الأحوال.
إشادة بالموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية
وأشاد عباس زكي بالموقف الجزائري التاريخي الداعم والثابت للقضية الفلسطينية العادلة، وقال انه من خلال الجولة التي قام بها إلى الجزائر تأكد أن هذه الأخيرة أصبحت حاضنة أكثر مما كانت عليه القضية الفلسطينية.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الجزائر كانت دائما في خضم المعركة وتنأى بنفسها عندما يكون الفلسطينيون في بحبوحة أو في راحة، لأنها -كما قال- “لا تأمن إلا أن تكون فلسطين هي القضية المركزية دون أن يكون لها أية مطالب أو امتدادات أو رأى متجانبة مع ما هو مطلوب وطنيا”.
وعن البروتوكول الذي تم توقيعه مع جبهة التحرير الوطني الجزائري، قال زكي بأنه يتضمن تشكيل خلية اتصال ليكون هناك اتصال مباشر للتبادل الرأي والمشورة ن بالإضافة إلى العمل على تطوير العلاقات بين الطرفين على كل المستويات.
وأوضح عباس زكي أنه قام والوفد المرافق له خلال تواجده بالجزائر بزيارة بعض الأحزاب الوطنية والقوى السياسية، واعتذر لعدم تمكنه من زيارة الأحزاب والقوى السياسية الأخرى لضيق الوقت –كما قال-.