تتواصل اليوم الأحد العملية العسكرية الضخمة التي تشنها القوات الدولية والقوات الأفغانية جنوبي أفغانستان ضد مقاتلي طالبان لليوم الثاني على التوالي بعد مقتل 27 مسلحا وخمسة جنود.
ونقلت الأنباء عن قائد القوات الأفغانية المشاركة في عملية “مشترك” الجنرال شير محمد زازاي قوله” لقد قتلنا حتى الآن 20 مقاتلا من المعارضة المسلحة خلال عدة اشتباكات منفصلة، واعتقلنا 11 عنصرا آخر”.
ويشارك 15 ألف جندي من قوات التحالف والقوات الأفغانية في العملية التي أطلق عليها اسم “مشترك” ، فيما أبطأت العبوات المتفجرة والقنابل من تقدم القوات في البلدة التي يقطنها حوالي ثمانين ألف نسمة.
ونفت حركة طالبان ما تردد بشان سيطرة قوات الناتو على بلدة مرجة في مقاطعة هلمند بعد يوم على شن أكبر في جنوب أفغانستان.
وكانت قوات الناتو أعلنت السيطرة على مرجة مؤكدة أنها أصبحت مركزا للقتال العنيف ضد عناصر طالبان ، مشيرة إلى مقتل عشرات وجرح عشرات من عناصر طالبان في معارك عنيفة ببلدة المرجة إلى جانب كشف مستودعات ذخيرة فيها متفجرات خارقة للدروع وقذائف مدفعية من العيار الثقيل.
ويتوقع الحلف أن تواجه قواته ما يصل إلى 1000 مقاتل من عناصر طالبان، في حين تتوقع من المقاتلين الأجانب إلى جانب طالبان أن يستميتوا في القتال.
وقتل جنديان أجنبيان أمس في جنوب أفغانستان إضافة إلى ثلاثة أمريكيين سقطوا صباحا في انفجار قنبلة، كما أعلنت قوة إيساف التابعة لحلف الأطلسي من دون أن تحدد إذا كان حصل ذلك خلال الهجوم على مرجه.
وقال بيان للحلف: إن ثلاثة جنود أمريكيين في قوة إيساف (التابعة لحلف الأطلسي) قتلوا في انفجار عبوة يدوية الصنع في جنوب” البلاد.
وبمقتل الجنود الثلاثة يصل عدد العسكريين الأجانب الذين سقطوا في أفغانستان منذ مطلع السنة إلى 69 .
ن جانبه، حذر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس من احتمال سقوط خسائر مدنية خلال الهجوم الذي بدأت القوات الأفغانية والدولية تشنه قبل ساعات على مرجه أحد معاقل طالبان في جنوب أفغانستان.
وأوصى الرئيس كرزاي في بيان ”القوات الأفغانية والدولية بتوخي أكبر قدر من الحذر لتفادي إصابة مدنيين”. وطلب كرزاي مجددا من حركة طالبان في أفغانستان إلقاء السلاح، ودعا كرزاي مقاتلي طالبان إلى الاستفادة من هذه الفرصة (الهجوم) لنبذ العنف والعودة للحياة المدنية إلى جانب مواطنيهم الأفغان لما فيه مصلحة البلاد ،حسبما أورد بيان للرئاسة الأفغانية.
كان التخطيط للهجوم بدأ منذ أسابيع عدة ، حيث قامت طائرات الناتو بإلقاء آلاف المنشورات على قرى المنطقة وذلك لتحذير السكان المحليين من هجوم وشيك بغرض الحد من وقوع ضحايا أو إصابات بين المدنيين.
وقال مسئولون محليون إن حوالي 35 ألفا من سكان مرجة نزحوا عن ديارهم وقد توجهوا إلى مناطق أخرى أكثر أمانا في هلمند ، إلا أن تقارير صحفية تحدثت عن بقاء العديد من المدنيين في مناطقهم ، فيما قالت حركة طالبان إن مسلحيها مستعدون لمواجهة الهجوم ومقاومته.
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تجد القوات الأفغانية نفسها في الطليعة سواء كان ذلك في مرحلة التخطيط للهجوم أو المشاركة في الأعمال القتالية.