يستضيف وفاق سطيف، سهرة اليوم، الرجاء البيضاوي في إيّاب الدور نصف النهائي من كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة في موعد مغاربي يعد بالكثير. وعلى الرغم من أن الوفاق كان قد وضع قدما أولى في المباراة النهائية بعد أن فرض التعادل الإيجابي على الرجاويين في لقاء الذهاب بالدار البيضاء الشهر الماضي (1-1)، إلا أن الجميع في »الكحلة« يرفض الوقوع في فخ التساهل وهو ما تؤكده تصريحات المدرب، اللاعبين والمسيرين.
ولعل الذي يزيد في إصرار الجزائريين على التأهل إلى النهائي، أن موعد اليوم يجري في ظروف خاصة تميز الكرة الجزائرية، حيث أن التأهل التاريخي للمنتخب الوطني إلى مونديال 2010 ألقى بظلاله على كافة المدن الجزائرية، ولم تشذ بالطبع مدينة سطيف عن القاعدة، بل ان استقبالا مميزا حظي به، أمس الأول، اللاعبون الدوليون الأربعة للوفاق من طرف سكان الولاية ومسؤولها الأول... كل ذلك يدفع أشبال المدرب علي مشيش لفعل كل شيء من أجل تجنب أية مفاجأة غير سارة من شأنها أن تنغّص أفراح الجزائريين.
على صعيد التشكيلة، فإن مشيش بمقدوره الاعتماد على كافة اللاعبين باستثناء محرك الفريق حاج عيسى المصاب والذي تبدو حظوظ اشتراكه في مباراة اليوم جد ضئيلة... أما بخصوص الهداف زياية والمدافع بن شادي اللذين غابا عن حصة أمس الأول، فإنهما - حسب المدرب مشيش نفسه - سيكونان حاضرين سهرة اليوم، حيث أرجع غيابهما عن تلك الحصة إلى عطب أصاب السيارة التي كانت تقلهما نحو سطيف ما يبرر وصولهما المتأخر إلى مدينة عين الفوارة.
علي مشيش (مدرب الوفاق):
أدعو أنصار البرج والعلمة للحضور وفتح صفحة جديدة مع أنصارنا
قال المدرب علي مشيش بأنه من الخطإ اعتبار الوفاق قد تأهل إلى الدور النهائي من كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة على الرغم من النتيجة الطيبة التي كان قد أحرزها في مباراة الذهاب في الدار البيضاء. »صحيح أننا عدنا بتعادل إيجابي من المغرب لكن ذلك لا يعني شيئا في كرة القدم لأن تلك النتيجة أعتبرها شخصيا مفخخة ما يعني بأننا مطالبون بتوخي الحذر، خاصة وأن المنافس يملك مؤهلات معتبرة وبإمكانه قلب الموازين في أي وقت«، قال المشرف التقني الأول على "الكحلة".
وبالنظر إلى المخاوف التي يبديها مشيش في هذا الشأن، فإنه لا يمل من دعوة لاعبيه إلى توخي الحذر سهرة اليوم "لا أتردد في كل مرة دعوة عناصري لتجنب الإفراط في الثقة في النفس... يجب أن ندخل المقابلة بنفس الإرادة التي خضنا بها لقاء الذهاب"، استرسل يقول مشيش الذي لا يريد بأي حال من الأحوال تضييع الفرصة الذهبية التي تتاح لفريقه لتنشيط نهائي كأس شمال إفريقيا ولِمَ لا نيل التاج لأول مرة في تاريخ النادي السطايفي.
ولعل الذي يزيد في أهمية المباراة، برأي مشيش دائما، أن الظرف الذي ستقام فيه مميز جدا بالنسبة للكرة الجزائرية، حيث يوضح في هذا الشأن »تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال يزيد في حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الوفاق، سيما وأننا نملك ما لا يقل عن أربعة لاعبين في التشكيلة الوطنية. الجميع في أنحاء الجزائر لايزال يعيش على نشوة التأهل التاريخي للخضر وعليه من غير اللائق أن ننغّص على الجزائريين فرحتهم هذه«.
ولأن التأهل التاريخي لأشبال سعدان إلى المونديال قد أعاد اللحمة إلى أنصار مختلف الأندية، خصوصا والشعب الجزائري بصفة عامة، فإن مشيش يراهن على نبذ الجميع لخلافاته والوقوف رجلا واحدا مع فريقه، حيث لا يتردد في هذا الصدد في توجيه الدعوة إلى أنصار مولودية العلمة وأهلي البرج لمساندة الوفاق وجعل موعد اليوم مناسبة لفتح صفحة جديدة بين جميع هؤلاء الأنصار الذين فرقتهم الحساسية المفرطة بين الأندية التي يناصرونها.