لماذا عاد زياية إلى أرض الوطن؟ وهل سيتكرر سيناريو حاج عيسى؟ أسئلة طفت على السطح، خاصة بعد القرار المفاجئ لزياية بمغادرة فندق إسهام بمدينة جدة السعودية التي لم يقض فيها عبد المالك سوى ثلاثة أيام فقط، من أجل التوقيع على العقد النهائي للإلتحاق بصفوف فريق اتحاد جدة السعودي لمدة موسمين حسب الإتفاق المبدئي الذي تم في 30 ديسمبر الماضي بين رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار وكذا اللاعب ورئيس نادي اتحاد جدة خالد المرزوقي وكذا بحضور رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة.
عودة عبد المالك زياية ليلة أول أمس إلى الجزائر لم تكن بسبب مرض والدته كما تم الإعلان عن ذلك من طرف مختلف وسائل الإعلام الجزائرية والسعودية على حد سواء، بل بسبب تسوية بعض الأمور الإدارية التي ظلت عالقة بينه وبين إدارة وفاق سطيف، خاصة ما يتعلق منها بمستحقات الشطر الأول من منحة الإمضاء للوفاق، والتي لم يتحصل منها زياية سوى على مبلغ 400 مليون سنتيم فقط من جملة المبلغ المتفق عليه والمقدرة بنحو مليار سنتيم من جهة، وكذا قضية إخلال إدارة جدة ببعض الشروط المتفق عليها في العقد المبدئي، خاصة ما يتعلق منها بمدة العقد الذي يربط اللاعب بفريقه الجديد .
السعودي عبد الله الدوسري كمناجير للتفاوض مع اتحاد جدة
"الشروق اليومي" اتصلت بمناجيره الخاص شقيقه الأكبر محمد، الذي صرح أن والدته والحمد لله في صحة جيدة وهي متواجدة بمسكن العائلة الكائن بحي 19 جوان بوسط مدينة قالمة، مرجعا سبب عودة مهاجم الخضر بهذه السرعة إلى الجزائر إلى عدة إشكالات في بنود العقد الذي عرضته عليه إدارة اتحاد جدة السعودي، يوم الجمعة الماضي، حيث تفاجأ عبد المالك بأن العقد تم تمديده بستة أشهر إضافية وأصبح لمدة سنتين ونصف بدل السنتين المتفق عليهما من قبل وهو ما دفع به إلى عدم التوقيع على أية وثيقة، واستغلال فترة ركون الدوري السعودي إلى الراحة والعودة سريعا إلى الجزائر لتوضيح الأمور مع رئيس الوفاق وكذا مع رئيس الفاف محمد روراوة بأمر من شقيقه محمد الذي أضاف في تصريحه للشروق اليومي أن رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار تحدث مع عبد المالك أول أمس الأحد وألح عليه بضرورة البقاء في السعودية، في وقت استجاب فيه اللاعب لأمر شقيقه وغادر مدينة جدة باتجاه تونس، ثم عاد معه برا إلى الجزائر وبالتحديد إلى مدينة قالمة، بعد أن كلٌف اللاعب السعودي السابق المناجير عبد الله الدوسري للتفاوض مع إدارة إتحاد جدة بشأن بنود العقد، في حين يتولى اللاعب بنفسه مهمة تسوية أموره الإدارية والمالية التي لازالت عالقة لدى إدارة وفاق سطيف .
زياية رفض التوقيع على العقد وطالب باحترام الإتفاق المبدئي
في خضم أحداث تنقل اللاعب إلى السعودية حاولت إدارة فريق إتحاد جدة مغالطته وقدمت له عقدا ببنود جديدة لم يتم الإتفاق عليها من قبل، خاصة برفع مدة العقد إلى ثلاثين شهرا بدل 24 شهرا، وكذا فيما يخص ظروف إقامته بالسعودية، حيث أكد خالد المرزوقي للاعب عند وصوله فجر الجمعة الماضي إلى السعودية أنه اتفق مع رئيس الوفاق على تعديل بند مدة العقد وهو ما لم يستسغه عبد المالك، وعاود الإتصال مجددا بسرار الذي طلب منه البقاء بجدة، لكن اللاعب أصرٌ على ضرورة عدم وضع نفسه في أي مأزق وطلب من مدربه السماح له للإلتحاق بالجزائر لتسوية بعض الأمور الخاصة به . ومنه تحديد مصير مستقبله مع اتحاد جدة، أو مع أي فريق آخر، خاصة بعد استحالة عودة زياية إلى وفاق سطيف .
إدارة الوفاق تستغل جزءا من صفقة تحويل زياية لتسوية وضعية لاعبيها
على صعيد آخر، فقد أقدمت إدارة فريق وفاق سطيف مساء أول أمس الأحد على منح لاعبيها الجزء المتبقي من شطر علاوات الإمضاء المتأخرة، بعد استغلالها لمستحقاتها من صفقة تحويل زياية إلى إتحاد جدة وتدعيم خزينتها بمبلغ 5 ملايير سنتيم كاملة كانت كافية لإدارة سرار لتسوية أمور لاعبيها العالقة، ولا يعتبر هذا المبلغ نهائي، لأنه وفي حال إتمام صفقة اللاعب فإن إدراة الوفاق ستتلقى جزءا آخر يقدر بنحو أربعة ملايير سنتيم كاملة .
زياية لازال محل اهتمام العديد من الأندية بالخليج
أصبحت عودة اللاعب عبد المالك زياية إلى السعودية مرهونة بجملة من الشروط أهمها تقليص مدة العقد إلى سنتين فقط، كما تم الإتفاق عليه بين الطرفين من قبل، إضافة إلى عدم الإكتفاء بغرفة إقامة في فندق إسهام التي حجزتها إدارة النادي ومعاملته كلاعب محترف، وتوفير مكان إقامة لائق به كتوفير شقة له على انفراد على غرار باقي اللاعبين المحترفين في الدوري السعودي من دولتي تونس والمغرب، مع توفير دعوات إقامة لأربعة من أفراد عائلته في السعودية، خاصة وأن عبد المالك كان ينوي أخذ والديه للإقامة معه في السعودية، وهي الشروط التي وضعها عبد المالك للإلتحاق بتشكيلة نادي اتحاد جدة. وغير ذلك، فإن عبد المالك الذي لازال محط أنظار العديد من النوادي والفرق الخليجية الأخرى في السعودية أو قطر، مجبر على أخذ تسريح رسمي من رئيس الفاف يسمح له بالتعاقد مع أي فريق آخر يستجيب لشروط اللاعب الذي يوجد في أوٌج عطائه .
في وقت يبقى فيه عبد المالك زياية مطالب بضرورة الإلتحاق بنادي اتحاد جدة يوم غد الأربعاء فإن كل المؤشرات تفيد انه دخل في سباق مع الزمن لتسوية كل الأمور العالقة بين الجانبين، بعد أن تكفل هو شخصيا بتوضيح الرؤية مع سرار في حين تكفل المناجير السعودي عبد الله الدوسري بقيادة المفاوضات مع مسؤولي اتحاد جدة، للتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، خاصة وأن مصلحة اللاعب في هذه الفترة هو سرعة تحقيق ذلك من أجل الحفاظ على لياقته والإستعداد لمواصلة مسيرته ضمن تشكيلة المنتخب الوطني التي ستلعب مباراتها الودية التي من المقرر أن تجمعها في الثالث من شهر مارس المقبل بمنتخب صربيا على أرضية ميدان 05 جويلية بالجزائر العاصمة .