يبدو أن العلاقات المصرية الإسرائيلية التاريخية توطدت بشكل مفضوح بعد حيازة الفراعنة لكأس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، لدرجة أن المنتخبين المصري والإسرائيلي سيتقابلان وديا بطلب من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، بحسب ما أوردته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ونشرته بعض الصحف المصرية الحاقدة، التي تسعى إلى بناء مجد "للفراعنة" الجدد على أنقاض فلسطين وكل ما تبقى من قيم عربية وإسلامية.
والغريب في الأمر أن الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر يتدارس حاليا هذه الفكرة، ويبحث لها عن تخريجة لا تحدث قلقلة في الأوساط الشعبية المصرية المطحونة، التي من المؤكد لن ترضى بهذا "الفعل المخل بالحياء" في حق قضية العرب والمسلمين الأولى، خاصة وأن المعارضة المصرية تترصد أية هفوة للنظام المصري بعد التراجع الذي عرفته بسبب ازدياد شعبية جمال وعلاء مبارك، وما سيفرزه ذلك على صعيد قضية التوريث.
ويأتي هذا الطلب بعد الفرحة العارمة التي ميزت الشارع الإسرائيلي، احتفالا بفوز الفراعنة بكأس إفريقيا، والتي شاهدها العالم على شاشات الفضائيات وقرأها على صفحات الجرائد، والتي تعكس حقيقة العلاقات "الودية" بين نظام مبارك ونظام "المجرمين"، كما تعكس حقد إسرائيل والنظام المصري على الجزائر، التي ظلت شوكة في حلق "التطبيع" الذي تدعو إليه مصر.
ففي الوقت الذي يتنعم فيه السفير الإسرائيلي على أرض الفراعنة، يرفرف فيه علم السفارة الإسرائيلية في سمائها، على مرآى المتبجحين من أبناء الحزب الحاكم، الذين يلعقون أحذية آل مبارك ليحافظوا على مجدهم العفن ومجد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، والذي كان آخره تشييد الجدار الفولاذي الذي يهدف إلى خنق الشعب الفلسطيني.
وفي انتظار السيناريو الذي سيعده "زاهر" ومن ورائه الحزب الحاكم وينفذه أشباه البائس "كوفي كوجيا" للعب هذه المباراة الودية "الحقيرة" في ملعب غير محايد بطبيعة الحال، يبقى الشعب المصري البسيط في غفلة من أمره مغتبطا بنشوة الانتصار الوهمي الذي تفنن في رسمه "أبناء فيفي عبده" المنتمين للحزب الحاكم في مصر، لكن الأكيد أن هذا الشعب البسيط الذي لا يبحث إلا عن رغيف سيستفيق على وقع صدمة المباراة الودية.