قال المدرب الوطني رابح سعدان بأن حصيلة مشوار المنتخب الجزائري خلال كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها أنغولا ما بين 10 جانفي إلى غاية اليوم إيجابية، ولكنها لا تخلو من بضع النقاط السلبية التي يريد الاتعاظ بها وعدم تكرارها مستقبلا.
وأوضح سعدان بأنه من بين النقاط الإيجابية هي طول تربص المنتخب الوطني الذي دام أكثر من شهر، والذي سمح للاعبين بالاقتراب من بعضهم بعض ومن الطاقم الفني أكثر، وهو ما خلق جوا عائليا وزرع اللاعبين روح الفريق وزادهم تعلقا بالمنتخب الوطني:» منذ قرابة عامين لم يدخل المنتخب الوطني في تربص طويل مثل هذه المرة، وكان ذلك في صالح المنتخب الوطني، فاللاعبون اقتربوا من بعضهم البعض وأصبحوا أصدقاء أكثر من ذي قبل، وعندما تكون العلاقات طيبة بينهم فإنهم يصبحون أكثر انسجاما خارج وداخل الملعب، وقد حصدنا ثمار التربص الطويل خلال كأس إفريقيا بأنغولا، إذ بالرغم من بعض النقائص إلا أن التفاهم بين اللاعبين كان كبيرا فوق أرضية الميدان، وهذا دليل على أن الفريق يسير في الطريق الصحيح والعمل الذي نقوم به منذ مدة يأتي أكله مع مرور الوقت."
" فريقنا لا يخلو من النقائص "
ولئن عدّد الناخب الوطني بعض من النقاط الإيجابية بخصوص الخضر إلا أنه أبى إلا أن يتحدث عن بعض السلبيات التي لاحظناها واكتشفها في الفريق خلال كأس إفريقيا:»مثلما لدينا إيجابيات، توجد بعض النقاط السلبية في الفريق، فبعض اللاعبين لا يمتلكون الخبرة الكافية ولا يحسنون التصرف في المواقف الحرجة مثلما حدث معنا في لقاء مصر، فبالرغم من ابتزازات التحكيم وأخطائه الكارثية إلا أنه كان على لاعبينا التحكم في أعصابهم والحفاظ على برودة دمهم، وعلى كل حال أعتقد بأن الجميع حفظ الدرس وما حدث لنا يزيدنا خبرة وصلابة وفي المستقبل سنكون أفضل والنتائج تتحسن . "
هذا وأوضح سعدان إلى أنه كان يتوّقع من بعض اللاعبين تقديم مستوى أفضل مما قدموه في كأس إفريقيا للأمم، ولكنه برر عدم تألقهم بنقص الخبرة والمواقف الحرجة التي عاشها الفريق، على غرار ما حدث في مباراة نصف النهائي:»العيفاوي مثلا اعتمدت عليه في بعض اللقاءات
وكان عند حسن ضني وأدى واجبه على أكمل وجه ولكن مباراة نصف النهائي بملعب لم يجد ضالته فوق أرضية الميدان لأنه في البداية كانت معنوياته منحطة ومتأثرا بما فعله الحكم معنا ".
يجب تدعيم الفريق
وعن ضرورة تدعيم التشكيلة بلاعب وسط ممتاز كلحسن الناشط في صفوف نادي راسينغ سانتاندير الإسباني أشار الناخب الوطني ضمنيا إلى ضرورة تواجد لاعب مثل لحسن ليعطي الدعم اللازم لخط وسط الميدان، خاصة وأن المنتخب الوطني مقبل على المشاركة في كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا:»لا يمكنني الحديث عن أي لاعب حاليا، ولكن الإصابات الكثيرة التي تعرض لها لاعبونا قبل وخلال كأس إفريقيا يفرض علينا الاحتياط، فالمنافسة في كأس إفريقيا مثلا لا ترحم فنحن نتقابل مع منتخبات كبيرة وغياب لاعبين ممتازين في الفريق بسبب الإصابة أو الإرهاق يخلق لنا مشاكل، وخاصة وأن الوقت غير كاف في بعض الأحيان للاسترجاع أو إراحة بعض لاعبي وسط الميدان، الذين يركضون أكثر من بقية اللاعبين، إذ يفترض أن يكون لاعبينا أربعة من لاعبي الوسط في مستوى عال حتى نخلق التوازن أكثر في التشكيلة." واسترسل سعدان:
"أن وجدنا لاعبين ممتازين فسينظمون إلى المنتخب الوطني . "
يبده منح الاستقرار لوسط الميدان
أشاد المدرب الوطني رابح سعدان بإمكانيات بعض اللاعبين الذين قدموا مع نهاية الدور التصفوي الأخير لكأس إفريقيا والعالم، والذين منحوا الإضافة للمنتخب الجزائري على غرار حسن يبده لاعب نادي بورستموث الانجليزي، مشيرا إلى خط وسط ميدان الخضر يعرف استقرارا كبيرا وهو ما ساعد في تحقيق نتائج طيبة في كأس إفريقيا "على سبيل المثال حسن يبده يقدم مردودا طيبا منذ التحاقه بالمنتخب الوطني وقد منح الاستقرار لخط وسط الميدان، إنه لاعب ممتاز ومجتهد في عمله . "
والجدير بالذكر بأنه خلال كأس إفريقيا للأمم لفت يبده بتألقه أنظار أقوى الأندية الناشطة في إيطاليا على غرار أنتر ميلان ولازيو اللذان أرسلا مبعوثان لمعاينته والحديث معه ولكنه فضل التريث وعدم اتخاذ أي قرار إلى غاية نهاية الموسم للحديث حول مستقبله مع نادي بنفيكا البرتغالي الذي أعاره إلى بورستموث الإنجليزي .
"مغني ممتاز والحظ خانه "
ودائما فيما يخص التشكيلة تأسف سعدان للاعب نادي لازيو روما الإيطالي مراد مغني الذي يعاني دائما من الإصابة على مستوى الركبة منذ التحاقه بتربص المنتخب الوطني التحضيري في فرنسا، وبقيت تلاحقه حتى في كأس إفريقيا بأنغولا:» مغني لاعب ممتاز يقدم الكثير في الوسط وفي الهجوم ولسوء حظه فإن الإصابة لم تفارقه، ولكنه شجاع بحيث يتحامل دائما على نفسه وقد شارك في عدة مواجهات وكان آداءه كبيرا فوق أرضية الميدان، إنه مكسب لنا، وأتمنى أن لا تعاوده الإصابة مرة أخرى ليواصل اللعب بانتظام."
"لست قلقا بشأن غزال "
وفي سياق ذي صلة كشف سعدان بأنه غير قلق على المهاجم عبد القادر غزال الذي لم يسجل ولا هدفا واحدا خلال الخمس مواجهات الأولى التي لعبها الخضر في أنغولا بداية مع مالاوي إلى مالي وأنغولا وبعدهم كوت ديفوار ثم مصر أي خلال 480 دقيقة كاملة:»لست قلقا أبدا بشأن غزال على الرغم من أنه لم يسجل في الخمس المواجهات السابقة، إلا أنني أعرف جيدا قدراته، إنه يقدم الكثير فوق أرضية الميدان سواء بالكرة أو من دونها، وحتى في فريقه سيينا بإيطاليا يقوم بعمل كبيرا ولذلك أنا مرتاح تماما من جانب هذا اللاعب."