لم تجد الصحافة المصرية وفضائيات "النايل سات" طريقا للإحتفال بنشوة إنتصار مزيّف ومهدى من طرف الحكم كوجيا، سوى العودة إلى السبّ والسباب، والإستناد إلى "صديقاتها" و"شقيقاتها" في الصحافة الإسرائيلية، التي باركت لمنتخب الفراعنة على "قهر" الخضر، ولم تتردّد صحافة "أمّ الدنيا" في إستخدام عبارات مسيئة وساقطة وأخرى غير أخلاقية للتشفي في الجزائريين.
ويشهد الجميع أن الجزائريين لم يتشفوا إطلاقا بعد ملحمة أمّ درمان في المصريين، ولم يتحرّكوا إلاّ دفاعا عن الكرامة وشرف الشهداء ورموز الدولة، عندما فضل الجانب المصري تجاوز المقابلة الرياضية ومعها كل الخطوط الحمراء وإغتصاب الأخلاق والأعراف الدولية والتعامل معها كقضية "حياة أو موت" أو معركة حربية، لكن لأن لفوز الفراعنة حسابات أخرى، لا علاقة لها بالرياضة، فقد غيّر المصريون خطاباتهم مثلما يغيّرون جواربهم، وإتضح أن نداء التعقل المزعوم، ما هو إلاّ شاهد على تفكير الجبناء الذين يفكرون بأرجلهم حين يحلّ الخطر!.
علاء مبارك: ألليّ ما يحبناش ما يلزمناش!
ولم تنم فضائيات العار بعد مهزلة كابينغا، فقد إستيقظ دعاة التهدئة قبل يومين، على نزعة الفتنة والحقد، وعاد أمثال خالد الغندور عبر قناة "دريم" وإبراهيم حجازي في قناة "نيل سبور"، إلى التشفّي والمسخرة و"لعب العيّال"، مع التركيز على عبارات إستفزازية من شاكلة: "وان تو تري فور فيفا ليجيبت"، "وان تو تري زيرو لا لجيري"، "غابت المطاوي والبلطاجية فخسرت الجزائر"، "الآن ظهر الحق وزهق الباطل، وإتضح من الأقوى والأجدر بكأس العالم"، "مصر هي الأقوى وأم الدنيا"!.
ولم يتأخر الغندور عن إجراء مكالمة هاتفية مع "المواطن" علاء مبارك، حيث أعاد ذاكرته إلى "مذبحة" أم درمان، وقال نجل الرئيس المصري في تصريحاته التي أعقبت مباراة الجزائر مصر: "أللّي ما يحبناش ما يلزمناش.. والآن إتضح الأقوى والأجدر"، مشيرا إلى قوة وفنيات المنتخب الجزائري أمام فريق كوت ديفوار.
وبلغته الحقيقية المعهودة، إعتمد "كابتن" قناة "دريم" التي سبّت الجزائريين على المباشر بعد فوز الخضر بأم درمان، الإستفزاز والتحامل والمكر وقال: "الآن حنشوف الشروق والجرائد الجزائرية حتعمل إيه؟".
"معاريف": الفراعنة حولوا محاربى الصحراء لـ"قطط"!
وصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية فوز المنتخب المصري على نظيره الجزائري، بأنه "إنتصار عظيم للفراعنة بعد أن حولوا فريق محاربى الصحراء إلى قطط فى الملعب"(..)، ولم تتأخر الصحافة المصرية في نقل ما كتبته "زميلتها" الإسرائيلية، لأن الأمر يتعلق طبعا ضد الجزائر التي مازالت ترفض أيّ تطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقالت "معاريف" أن "الفراعنة ثأروا لأنفسهم بعد الهزيمة التى تلقوها فى المباراة الفاصلة التى جمعتهم بالفريق الجزائري بأم درمان السودانية، وأحداث الشغب التى أعقبتها من جانب الجماهير الجزائرية فى حق المصريين"، مضيفة بنفس اللهجة والأكاذيب الإعلامية المصرية: "فكان الإنتقام والرد شديد اللهجة، وأن إنتقام الفراعنة كان مريرا للجزائريين بعد أن منعوهم من الوصول لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا".
"اليوم السابع": بعد فض بكارة شباك شاوشى.. فعل فاضح فى استاد بنجيلا!
وقال موقع "اليوم السابع" في مقال إستفزازي: "..تلاشى حلم الوصول لكأس العالم وطعم الهزيمة التى مررت حلق المصريين وأشعرتهم بالإهانة والمهانة معاً، ورغم مرور 70 يوماً على موقعة أم درمان العصيبة وعندما شد شحاتة ورجاله الرحال إلى أنجولا للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية.. لم يتخيل عاقل أم مجنون أن الأقدار سوف تقذف بالفريق الجزائري ليقف مرة أخرى أمام المنتخب المصري"، وأضاف: ولكن لأنها السماء وعدالتها، ولأنه أيضا الشعب المصري الذى دوماً يتحمل الصبر بكافة ألوانه وأشكاله والذي بات تكوينه مصمماً لتحمل الأزمات كلها، فقد كتم المصريون غيظهم وعادوا وتمسكوا بعادتهم الأصلية وهى الصبر عند البلاء.. وتحملت الجماهير المصرية الإهانة وكل المهانة التى أهدرها مشجعو الجزائر فى أم درمان.. وظهر الانكسار واضحاً منذ موقعة أم درمان وبات الكل يبحث ويتساءل نريد أن نثأر ونأخذ حقوقنا وبات الجميع ينتظر لحظة الهيبة التى يعود بها المصريون إلى حالتهم النفسية وتعود إليهم كرامتهم التى تاهت فى شوارع أم درمان".
وبنغمة التشفي والسقوط في مستنقع الرداءة قالت "اليوم السابع": وجاء يوم 28 يناير ليكون "الفعل الفاضح ورد الإعتبار الكبير عندما حقق الفراعنة فوزاً كبيراً أو قل فوزاً غير مسبوق وأحرزوا 4 أهداف نظيفة وكان يمكنهم زيادة هذا الرصيد التهديفى إلى الضعف لولا الرأفة والرحمة والرفق بالشقيق الجزائري، الذى ظهر على حقيقته وتعرت وجوهه أمام الفيفا وظهرت أخلاق لاعبيه.. وحالة رفض الهزيمة وظهرت ملامح شخصيته برفض اللعب النظيف بعد ما لقنهم المصريون درساً جديداً فى فنون الكرة وقدموا نموذجاً للسهل الممتنع".
مرض التشفي والإنحراف والشذوذ الإعلامي والرياضي، دفع الصحافة المصرية إلى القول: "نعم، قالها شحاتة لرابح سعدان إنتهى الدرس يا رابح.. نعم يبحث بلاتر ورجال الاتحاد الدولي كيف يعاقبون المنتخب المصري على الفعل الفاضح الذى قاموا به فى استاد بانجيلا، وبعد أن تخيل شاوشى أن شباكه ستظل بكراً، ولكن هل هناك عقابا لفعل فاضح برغبة ومزاج الطرف الجزائري، أم كان اغتصابا مستحقا بالأربعة".
شحاتة: ذكريات أم درمان وراء إنتقامنا من الجزائر!
وأكد حسن شحاتة مدرب الفراعنة، بلغة الكره والحقد، أن "أحداث مُباراة مصر والجزائر فى أم درمان بالسودان لم تغب عنه قبل إنطلاق مباراة نصف نهائي كأس أفريقيا، وقال شحاتة، إنه رفض تذكير اللاعبين بهذه "المُباراة وما تلاها من أحداث، حتى لا يشتت انتباههم"، وأشاد المعلم بالتزام لاعبى المنتخب المصرى بتعليماته، وقال إنهم أدوا المطلوب منهم خلال اللقاء".
ومن جهته، لم يتردد سمير زاهر، رئيس الإتحاد المصري، الذي أبرم صفقة سرية مع حكم المباراة للإنتقام من فضيحة أمّ درمان: في القول: "طوفان الفراعنة أغرق الجزائريين".
خبراء مصريون: الفراعنة لقنوا ثعالب الصحراء "علقة كروية ساخنة" ونصبوا السيرك فى بانغيلا!
أرجع خبراء الكرة المصرية مضحكة "الفوز الغالي والثمين" الذى حققه الفراعنة إلى الهدوء والثبات الانفعالي الذى تميز به لاعبو مصر طوال أحداث اللقاء وعدم انسياقهم للاستفزازات المعتادة التى يمارسها لاعبو الجزائر كعادتهم!
كوجيا "الشجاع" كشف عنف الجزائريين!
وفي تخريجة تكشف المؤامرة والتواطؤ، زعمت الصحافة المصرية، أن حكم بنين كوفى كوجيا، "ظهر خلال إدارته للمباراة بمثابة النموذج للحكم الشجاع والمتميز وصاحب الخبرة فى إدارة المواجهات الكبرى الصعبة، وجاء كوجيا حاسماً من بداية المباراة عندما إحتسب كل الأخطاء، التى وقعت لفرض سيطرته على زمام الأمور ولم يتح مبدأ إتاحة الفرصة إلا قليلا".
مذبحة الجزائر .. إن ربك لبالمرصاد!
ولم يتردّد أحد الكتاب المصريين في القول: "يحق لنا أن نفرح بما أصاب الجزائر، يحق لنا أن نموت من الفرح بعد أن كسر الله من خلالنا شوكة الجزائر على يد فتية آمنوا بربهم فزادهم الله نصراً، يحق لنا أن نستدعي من التاريخ عبارة زعيم العروبة جمال عبد الناصر مع بعض التصريف وهب إرفع رأسك يا أخى لقد إنتهى عصر الجزائر"، مضيفا بلغة حاقدة: "نعم نرفع رؤوسنا بعد أن رفعها رجال حسن شحاتة وأعطوا لمحاربي الصحراء درسا فى فن الكرة النظيف وسددوا 4 صواريخ فى مرمى هذا المنتخب الذى سنحت له بعض اللوائح فى أن يحصل على بطاقة التأهل لكأس العالم رغم عدم أحقيته"!.
وفي تعليقات ساقطة، قال نفس الكاتب: "نعم سيعودون إلى منازلهم فى الجزائر أو وهران أو مستعمراتهم في فرنسا وهم يحملون كل معاني الخيبة بعد هزيمتهم الساحقة بأربعة صواريخ، ولولا سوء الحظ والعنف الجزائري ضد لاعبي مصر لارتفعت الأهداف من 4 إلى 8 أهداف - والله لا أبالغ"!، مضيفا بنغمة العدو لعدوه: "نعم إن ربك بالمرصاد، لفريق الجزائر الذي تعامل معنا فى مباراة أم درمان على أننا يهود، فجاء إنتقام الله منهم فى أنجولا وبالأربعة.. جاء انتقام الله ليكسر غرورهم الغريب ويحطم كبرياءهم المريض فى أنجولا"!.
وعاد هذا الكذاب إلى الحديث عن "مذبحة" أم درمان الإفتراضية فتقيّأ وقال: "الآلات التى كان يحملها جماهير الجزائر فى أم درمان لذبح لاعبينا ولكن الله حفظ لاعبينا وأثبتوا أنهم رجال وأنهم أصحاب اللعب النظيف وكان الله فى صفهم ونصرهم على الجزائريين فى أنجولا لنثأر منهم، لقد تحول الـ14 لاعباً مصرياً إلى صعيدة بداخلهم ثأر بايت"!.
لا أهلا ولا سهلا ولا مرحبا بالجزائريين!
ولم تستح الصحافة المصرية من التسويق لنداءات مسمومة، بعد يومين فقط من دعوات التهدئة ودسّ السمّ في العسل: "نقول للجزائريين الآن فقط نسامحكم على كل خطاياكم، تجاه كل ما هو مصري، الآن فقط وبعد هزيمتكم وفضيحتكم نغفر لكم ذنوبكم وندعو الله أن يهديكم.. الآن فقط أقولها وبكل الصدق مرحبًا بالشعب الجزائري الشقيق فى مصر وأنتم تحملون خيبة فريقكم وعلى رؤوسكم أكاليل العار ولن نشمت فيكم كما فعلتم ولن نخرج لضرب مصالحكم فى القاهرة ولن نستخدم أساليبكم الرخيصة فى الهجوم علينا بعد معركة أم درمان، فمصر والمصريون أكبر من شذوذ بعضكم"!
ولم يستح شياطين الفتنة من القول: "لكن نقول لكم تمنوا الموت بعد هزيمتكم من مصر فى أنجولا وتمنوا ألا يقع فريقكم مرة أخرى فى طريقنا، لأننا وبسلاح الإيمان بالله والصبر سنكرر ما حدث فى أنجولا ولن نرحمكم، فإذا كان للفوز طعم رائع فالفوز عليكم له طعم آخر لا يمكن وصفه".
الفراعنة اطاحوا بـ"بلطجية" الكرة الجزائرية!
ولم تتوقف صحافة الفتنة والتشفي وصبّ البنزين على النار ووهم الجندي الذي لا يهزم، عند هذه الوقاحة، حيث إدّعت أن أهداف المنتخب المصري "حملت رسائل إرشادية قبل أن تكون كروية فنية تكتيكية حرفية فى المقام الأول، فالأهداف الأربعة دون استثناء كانت كاشفة للمستوى المهاري الذى يتمتع به اللاعب المصري، فاضحة للمستوى البدني العضلي الذى يتسم به اللاعب الجزائري، وهو ما أرشد الجميع إلى أن مهارة اللاعب المصري تم تأسيسها وفقاً لقواعد الكرة العالمية الهادفة للإمتاع بعيداً عن المكسب والخسارة".
ودافع المصريون على "خادمهم" الحكم البينيني، فقالوا: هو "المخرج المسؤول عن نقل المباراة والذي تميز بالقدرة الفائقة على المتابعة والتحقيق والتدقيق وكشف كل لعبة وحركة ومخالفة بكل دقة كان الجندي الخفي فى هذه المباراة"، وأضافوا: "حيث حرص الجميع على متابعة هذه المباراة التى إعتبروها "الجولة العسكرية" الفاصلة بين جماهير الفريقين".
وخيّل الغرور للمصريين أن الفراعنة برعوا في "لعب تكتيكي مهاري محترف ألهب صدور لاعبين الخضر ودفعهم إلى استخدام أرجلهم بشكل مزدوج للعب والاعتداء فى نفس الوقت، وهو ما فضحته كاميرا المخرج والكروت الثلاث الحمراء التى رفعها الحكم الإفريقى ليعلن عن بلطجة الكرة الجزائرية.. أربعة أهداف مصرية دون مقابل.. ثلاثة كروت حمراء جزائرية دون مقابل.. تكتيك مصرى دون مقابل.. بلطجة جزائرية دون مقابل.. هذه هي خلاصة مباراة مصر والجزائر الأخيرة فى هذه الدورة الأفريقية"!.
مصدر مسؤول بـ "الكاف": الجزائر فريق مخجل للغاية!
ولأن "الكاف" في جيب المصريين، أكد مصدر مسؤول في هذه الهيئة الإفريقية، عفوا المصرية، ليس في تصريحات للصحافيين، ولكن لأعضاء البعثة المصرية بأنغولا: "أن الشكل الذي ظهر عليه المنتخب الجزائري مخجل للغاية، وكذلك وصوله لنهائيات كأس العالم 2010 سيحرج القارة الإفريقية بأكملها بعد الأداء السيء ومحاولات الإستفزاز التي قام بها لاعبو الخضر أثناء المباراة وكذلك المشادات التي قاموا بها مع أعضاء اللجنة المنظمة للبطولة دون وجه حق أو أيّ سبب واضح!".
ولم تستح الصحافة المصرية التي تحاملت وتطاولت على الجزائر قبل وبعد مباراتي القاهرة والخرطوم، من نشر صور وردت عبر منتديات "الفايس بوك"، حيث أعادت نشر صورة مخجلة وغير أخلاقية ومخلة بالحياء تجمع بين حسن شحاتة والشيخ رابح سعدان الذي يبقى شيخا "قادر على شقاه"، حيث قام أحد المصريين على الموقع، وأعادت نقله "اليوم السابع" بإطلاق أحدث وأشهر النكات المصرية وتركيب صورة مكتوب عليها: "حلاوتك يا خضرا لما تبقى راضية"، مصاحبها تعليق على الصورة: "الشرع حلّل الزوجة الرابعة"، فهل هذا إعلام، أم رياضة، أم إنتصار بالفوز على الجزائر؟.
ياو ...كليتوها جيفة !
لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم..ماذا سنقول وماذا سنكتب، هل سنكتب حول فراعنة يسكنهم التفرعين و"الترعوين"، أم عن حكم ظالم ومشري وسفيه ويُباع ويشترى في "سوق الكاف"، أم نكتب عن مباراة هي شبيهة بفيلم كوميكي وهزلي، البطل فيه وكاتب السيناريو هو "نيڤرو"، يدير يدّو في النار، أنه قبض البقشيش من المصريين؟.
نعم، خسرنا هذه المعركة التي كانت قذرة بسبب لعبة وسخة بين الحكم وبتواطؤ "الكاف" وبين الإتحاد المصري الذي أبرم صفقة مع حكم استفاد من التقاعد المبكّر، فلا تستغربوا أيها الجزائريون لفوز المنتخب المصري الذي لا يهمّه الإحراج أو الإزعاج في أكل الجيفة، نعم لقد ربح المصريون مقابلة جيفة، بعدما قتلها الحكم في لحظاتها الأولى تنفيذا لمخطط إجرامي لا علاقة له إطلاقا بالتقاليد الرياضية وأخلاق كرة القدم، ولهم أن يوظفوا هذا الحكم ليرافقهم في كل مبارياتهم!
يا سلام على فضائيات العدوان الآثم، وهي تحتفل بنصر مهزوز وترقص على أكل جيفة دار عليها الذبّان، وهي فرحانة على مباراة "طحّانة"، وهل صدّقتم الآن عندما قلنا بأن دعوات التهدئة و"الصلح" قبيل مباراة كابينغا، ماهي إلاّ مسرحية جديدة حتى يأكلوا عقول الجزائريين "أونطا"، وقد شاهدتهم هؤلاء وهم يتشفّون مرة أخرى، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، في هزيمة مفبركة ومصطنعة ضدّ الجزائر.
نعم، للمرّة ما لا نهاية "أبو الدنيا" يذهب للمونديال، و"أمّ الدنيا" تبقى في البيت، لكم كأس الجيفة ولنا كأس الكبار، لكم "الكاف" ولنا "الفيفا"، لكم التمثيل والخيال، ولنا الواقع والحقيقة، لكم الكذب والنصب، ولنا الصحّ والشفافية، لكم الهزائم ولنا الانتصارات، والفرق بيننا، أن الهزيمة لا تُسقطنا بل تقوّينا، لكنكم سقطتم عندما طبّعتهم وخنتم العرب بأسلحة فاسدة ومواقف غير مشرّفة، فإذا ربحتم يربح "خاين السوق"!
متأكدون بأن "الكاف" هي التي فازت على الجزائر، والحكم البينيني كان يدَها الطولى في تنفيذ المؤامرة الدنيئة وخنجرها الذي طعن الخضر في الظهر وأهدى النصر لمصر، لم ولن ننكسر أو نتأثر، لأنكم استفدتم من هدية شبيهة بهدايا بابا نوال، وكم هو أمركم مضحك ومسلٍّ حين تفرحون لأن 11 فرعونا من فراعنتكم مدعومين بكبير السحرة، غلبوا منتخبا بـ 8 لاعبين، بعدما أتخمه الحكم الملعون ببطاقات صفراء وحمراء، نعتقد أنه لم يمارس في صباه لعبة الألوان وقوس قزح!
خرجتم إلى الشوارع تتشفّون في خسارة الجزائر وتثأرون منها ومن ملحمة أم درمان، بينما خرج الجزائريون إلى الشوارع محتفلين بثوار ورجال واقفين وفدائيين لا يعرفون الخوف والتخاذل، وهذه هي الدنيا، ربح وخسارة، انتصار وهزيمة، غالب ومغلوب، حياة وموت، لكنكم لم تحتفلوا بنشوة الإنتصار، بل احتفلتهم بأكل الجيفة، فهنيئا لكم الجيفة والميتة!
المؤامرة كانت مكشوفة والدسيسة كانت مفضوحة، ومسرحية الفضائيات والإعلام المصري كشفت لؤمها وخبثها، فقد عادت بعد مباراة العار-مثلما توقعنا- إلى التشفّي والاستفزاز وصبّ البنزين على النار، ورسالتنا إلى هؤلاء: نعم، ربحتم مباراة في كرة القدم، لكنكم خسرتم منذ مدة شعبا، لن يعود إليكم مثلما كان من قبل، خاصة بعدما تيقن الجميع أن دعوات الصلح عشية المواجهة كانت فعلا هدنة مزيفة من طائفة لا يُؤتمن جانبها.
كولوا الجيفة، فأنتم لا تتلذذون إلا الجيفة، نقول لكم مبروك عليكم الممثل الجديد البارع والكابتن المميّز، مبروك عليكم هذا المسمى الكومبارس كوفي كوجيا، وإن كنا نشكّ في جنسيته، لأننا لا نستبعد أن يكون مصريا "كحلوشا"، أهداكم الفوز وأهديتموه المكر والخداع فكان "الماتش مبيوعا" مقابل مبلغ ستكشفه الأيام مهما طال الزمن!
يا سلام عليكم، عندما تفرحون وتحتفلون وتخرجون للشوارع لا لشيء سوى لهزيمة الجزائر في "ماتش كورة"، فكونوا "جدعان" وافعلوها مع حكاية جدار العار وتجويع وتوريع أهل غزة، وافعلوها مع "السفارة في العمارة" التي سارعت إلى تهنئة الفراعنة والتشفّي في الجزائر!
نعم، نعترف أننا لم نلعب بنفس الإرادة و"القلوب" والحرارة والروح القتالية التي لعبنا بها في ملحمة أمّ درمان، وهو برهان آخر على أنكم فعلتم ما فعلتم وربحتم المواجهة بحقدكم وشروركم و"فلوسكم" و"كَافِكُم" ونزعتكم في الثأر وبحثكم عن الإفلات من العقاب، وما خفي أعظم!
كان بإمكانكم استغلال الربح المزيف لإثبات حسن نواياكم وهدنتكم المغشوشة التي أطلقتموها عبر فضائيات العدوان قبيل المقابلة، لكنكم أكدتم مرة أخرى، أنكم ممثلون ومسرحيون وفنانون في النصب والاحتيال، فهينئا لكم الحكم الخائن وشهية طيبة وأنتم تأكلون الجيفة وعليها يسيل لعابكم، وفي الجزائر مثل شعبي شهير يقول: "إذا صاحبك شرى حمار قولو مبروك عليك العود"!