ستكون مباراة الجزائر ضد مصر غدا برسم المربع الذهبي لكأس إفريقيا للأمم بالتأكيد أهم موعد رياضي لبداية العام الجديد، كيف لا والمقابلة ستقام على خلفية اللغط الكبير الذي رافق لقاءي المنتخبين في شهر نوفمبر الماضي عندما حرم "الخضر" نظراءهم "الفراعنة" من العبور إلى المونديال .
ورغم إسراع الطرفين إلى الإعلان عن وجوب إبقاء ملحمة بانغويلا الجديدة في إطارها الرياضي البحت، فإن ما جرى في القاهرة والخرطوم سيلقي بالتأكيد بظلاله على لاعبي الفريقين عند دخولهما أرضية الميدان غدا.
وإذا تحدثنا عن الجانب التقني البحت، نجد أن الرهان كبير باعتبار أن الأمر يتعلق بتأشيرة المرور إلى الدور النهائي، سيما وأن المراقبين يعتقدون بأن الفائز في موعد الغد ستكون حظوظه كبيرة جدا للتتويج باللقب الإفريقي.
وإذا كان رهان حسن شحاتة هو ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال رد الإعتبار لنفسه من خروجه من سباق التأهل إلى المونديال من طرف الجزائريين، وانتزاع الكأس الثالثة على التوالي، فإن نظيره الجزائري رابح سعدان لايزال متمسكا بالقاعدة التي تقول أن "الشهية تأتي مع الأكل".
والواضح بأنه بعد الفوز الباهر الذي حققه المنتخب الجزائري على نظيره الإيفواري في دور الثمانية سيزيد من شحن معنويات رفقاء زياني، خاصة وأن إقصاءهم للمرشح الأول للظفر باللقب القاري جاء أداء ونتيجة في وقت كانت فيه كل التكهنات تصب في صالح رفقاء دروغبا.. درس كابيندا سيحتل بالتأكيد مكانا خاصا في أذهان رفقاء أحمد حسن عندما يدخلون إلى أرضية ميدان ملعب بانغويلا غدا، خاصة وأن المناسبة كانت فرصة للجزائريين كي يؤكدوا بأن مستواهم في منحنى تصاعدي مع مرور المباريات.
وإذا استندنا إلى هذا المنطق، فإن تخوفات المصريين تصبح مشروعة، حيث أنه يفترض أن يقدم أشبال سعدان مردودا أفضل أو مماثلا على الأقل لمردودهم ضد الإيفواريين، وفي هذه الحالة لن يكون لشحاتة وأبنائه أية فرصة لتحقيق حلمهم بالتربع على عرش إفريقيا الكروية لثالث مرة على التوالي، برأي كل من تابع الخرجة الأخيرة للمنتخب الجزائري أمام " فيلة " كوت ديفوار .
ولئن تبدو ثقة كل الجزائريين كبيرة في لاعبيهم سيما بعد السهرة المجنونة ليوم الأحد الماضي، إلا أن هاجس الإصابات يلقي بظلاله على الشعب الجزائري، حيث أن الثمن المدفوع مقابل تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي كان باهظا بعد أن اتسعت قائمة اللاعبين المصابين، وعليه يجد المدرب الوطني ومعه الطاقم الطبي للخضر أنفسهم في سباق ضد الزمن لاستعادة الأسلحة الضاربة للتشكيلة الوطنية.. غير أن التجربة أثبتت في الآونة الأخيرة بأن لاعبي الخضر لهم من الإرادة ما يسمح لهم بتجاوز كل العقبات سيما عندما يتعلق الأمر بالمواعيد الكبيرة ولقاء الغد واحد منها .
والأكيد أن المنتخب الوطني سيسعى جاهدا للحفاظ على القاعدة التي أصبحت تحكم مباريات الفريقين على أراضي محايدة، والتي آلت جميعها لصالح الخضر، وآخرها ملحمة أم درمان، مثلما كان الحال أيضا في "كان" نيجيريا 1980 عندما التقى الفريقان في ذات الدور من المنافسة وتأهل رفقاء سرباح إلى الدور النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، والأمل كبير في أن تعرف مواجهة الغد ذات المصير .