على عكس ما يدعيه بعض المنتقدين بأن التقنيات الحديثة غالباً ما تعزلنا عن وسطنا المحيط، إلا أن الأحداث تشير في بعض الأحيان إلى أن هذه التقنيات تجعلنا أقرب وأكثر تعاطفاً مع أناس آخرين.
فمنذ وقوع الزلزال المدمر في جزيرة هايتي والذي راح ضحيته أكثر من 100 ألف قتيل وملايين الجرحى والمشردين في الثاني عشر من الشهر الحالي، ساهمت التقنية في مد جسور التواصل والدعم المادي والمعنوي لضحايا الكارثة.
فبينما تقدم جوجل صور الأقمار الاصطناعية المحدثة باستمرار لتقدم لنا منظوراً قريباً عن حجم التدمير الناجم عن الزلزال، تقوم شبكة CNN الإخبارية العالمية ببث عروض مباشرة عن هذه المأساة من زاوية أقرب.
فقد قامت شبكة أخبار CNN بمساعدة شركة Immersive Media بنشر عروض فيديو مصورة على شبكة الانترنت، بشكل مجسم 360 درجة، يمكنها أن تقودك في جولة بين شوارع الجزيرة التي تعطلت فيها حركة المرور، وترى خيام الإيواء التي تم نصبها وكتل المباني المنهارة، ويمكنك التفاعل مع الصورة بتحريك الفيديو في أي اتجاه عن طريق النقر والسحب، وكذلك تقريب الصورة، بحيث تظهر لك أقرب إلى أرض الواقع دون الحاجة إلى التوجه فعلاً إلى هايتي.
أما جوجل فمن خلال شراكتها مع GeoEye فقد قامت بإنشاء صور الأقمار الصناعية تيم تحديثها بشكل مباشر.
فقد أتاحت جوجل تحميل ملف KML لخرائط جوجل Google Earth يحتوي على الصور الفوتوغرافية التي التقطت بالأمس فقط، وسوف توفر جوجل تحديثاً مستمراً من الصور الجديدة كلما أصبحت متاحة.
عدا عن ذلك دأب الكثير من المواقع على نشر رابط لجمع التبرعات لصالح منظمات إنسانية وعالمية، حيث تمكن ناشطون من جمع نحو خمسة ملايين دولار لصالح الصليب الأحمر في جزيرة هايتي المنكوبة، عبر جهود فردية، في حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت، ومواقع اجتماعية مثلTwitter وFacebook الشهيرين.
وعلى موقع facebook تم تأسيس العديد من المجوعات لدعم جهود الإغاثة في الجزيرة المنكوبة، أحدها تمكن من جمع 160 ألف عضو في نحو يومين فقط.
لقد أظهرت هذه الكارثة الدور الفاعل الذي يلعبه الإعلام الجديد من خلال شبكة الانترنت واستخدام الوسائط المتعددة والشبكات الاجتماعية وتقنيات الاتصال الحديثة، في تقريب المسافات الشاسعة، وكذلك تقريب وتعزيز الروابط الإنسانية بين سكان المعمورة.