باريس - قد لا يكون جاك ميسرين، بالضرورة، أخطر مجرم في تاريخ فرنسا الحديث، لكنه حتما الأشهر، ولا سيما بعدما لقبته الصحافة بـ (عدو الشعب رقم واحد) ، وصدرت عنه كتب كثيرة، وتحولت سيرته إلى فيلم سينمائي.
اسم ميسرين يطفو على السطح مجددا، بعدما قررت إحدى صديقاته السابقات بيع رسائل الحب التي كتبها إليها في سبعينات القرن الماضي، وهي، جوسلين دوريش (58 عاما)، امرأة كندية الأصل تقيم حاليا في إقليم كيبيك، وكانت تعمل بائعة في متجر عندما تعرفت عام 1972 على ميسرين في أثناء إحدى عمليات هروبه الكثيرة من الشرطة، ودامت العلاقة بين الاثنين سنة، قبل أن يلقى القبض على ميسرين ويدخل السجن لمدة 4 سنوات، ومن سجنه بعث إليها بأكثر من 300 رسالة.
للعلم، كان ميسرين ابن عائلة ميسورة، وحمل ذات يوم وساما عسكريا، تقلده من يد الزعيم والرئيس الفرنسي الراحل الجنرال، شارل ديغول، وكان قد حمل السلاح لأول مرة في حياته عندما تطوع في أثناء حرب الجزائر، لكنه منذ عودته من الحرب لم يفارق المسدس يده، ومع بلوغه الـ23 صار وجها معروفا للشرطة لمشاركته في عمليات سطو، ودخل السجن لأول مرة عام 1962، ثم أُطلق سراحه في العام التالي، لتتكرر جرائمه داخل فرنسا وخارجها، وكذلك محاولات هروبه.
وذاع اسم ميسرين بعد سلسلة من حوادث السطو على الفنادق والمصارف ومحلات الجواهر الشهيرة في فرنسا وسويسرا، وكان بين عملية وأخرى يتخفى ويغير هيأته، ويفتح مطعما أو تجارة، ويذهب في إجازات باذخة، وانتهت حياته بعد ظهيرة جمعة من خريف 1979، عندما اعترضت طريقه شاحنة تحمل أفرادا بالزي المدني من شرطة مكافحة الجريمة، بينما كان يقود سيارته في أحد أحياء شمال باريس وبجواره آخر صديقاته سيلفي جانجاكو، وأمطر بـ21 رصاصة أصابته 18 منها إصابة قاتلة وجرحت رفيقته.
أما جوسلين، حبيبة الأمس الكندية، فتعاني اليوم من المرض والعوز، ولذا قررت بيع أثمن ما تملكه، وفوجئت بأن صالة «دروو» الشهيرة للمزادات في باريس مهتمة بالرسائل التي قدرت أسعارها بمبلغ يتراوح بين 60 و80 ألف يورو، أي ما يزيد على 100 ألف دولار، وحدد للبيع موعد بعد ظهر الجمعة المقبل.