بعد إعلان الحكم السيشيلي نهاية المقابلة الفاصلة التي جمعت منتخبنا الوطني بنظيره المصري وإعلان التأهل إلى المونديال، خرج آلاف الجزائريين إلى شوارع الجزائر العاصمة والمدن الجزائرية الكبرى من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها إحتفالا بالتأهل التاريخي. الجميع شارك بالاحتفالات، والكل يهتف بحياة المنتخب الوطني، ويردد الأهازيج المعروفة:” وان تو ثري فيفا لا لجيري” أو “واحد، إثنان، ثلاثة.. تحيا الجزائر”.
و بالآلاف بل مئات الآلاف خرجوا إلى شوراع وأزقة المدن والقرى الجزائرية الذين انتظروا هذا الموعد بشغف، وقد تجلت مظاهر الفرحة والتآزر والروح الوطنية لتؤكد غيرتهم على وطنهم وإرادتهم الكبيرة في تحقيق الفوز والانتصار للألوان الوطنية، وكذا غيرة على المنتخب الوطني الذي شرفهم في كل المقابلات التي خاضها لحساب كأس إفريقيا والمونديال .
شوارع العاصمة كانت الأكثر إبتهاجا واكتظاظا بآلاف المشجعين من كل الشرائح والأعمار، حتى إن الأفراح أعلنت بالجزائر بعد إحراز الهدف الأول إلى درجة أن كثيرا من المشجعين تعرضوا لإغماءات مفاجئة.
أحمد كما آلاف الشباب وجدناه يركض بشارع حسيبة بن بوعلي محتضنا الراية الوطنية يقبلها ويهتف “وان تو ثري فيفا لالجيري”، سألناه:” الحمد لله على المبارة الفاصلة، والشكر كل الشكر للسودان التي كانت فأل خير علينا ، وحققت آمال جماهيرنا”.
ففي ساحة أول تجمع مئات الشباب على وقع الأغاني الحماسية وصنعوا الفرجة بأهازيجهم وتشجيعاتهم للفريق الوطني من خلال التجمعات الاحتفالية التي أقاموها احتفالا بالنصر وانتزاع تأشيرة المونديال. وقد عبر هؤلاء عن سعادتهم الكبيرة بالتأهل الذي جاء بـ”عرق وجهد الرجال لا بالكولسة والاعتداءات كما فعل المصريون في مباراة الذهاب” على حد تعبيره.
وبساحة البريد المركزي احتشد جمهور غفير يحمل الرايات الوطنية وكلهم يرددون أغاني حماسية على وقع الطبول والزغاريد. وتجلت خلال هذه الحفلة الكبيرة كل مظاهر الوطنية وقد لفتت زغرودة إحدى العجائز اهتمام الحاضرين الذين صفقوا عليها تقديرا لها حيث أبت ورغم كبرها في السن إلا أن تشارك أبناءها فرحتهم .
هم من مختلف الشرائح والأعمار شيوخ، شباب ، أطفال ، عجائز لاحديث لهم سوى عن مباراة الغد ، كلهم يهني الجزائر بالفوز والانتصار في هذا الموعد الحاسم. وقد أكد لنا توفيق، وهو شاب في الثلاثينات من عمره، أن همة الجزائريين صنعت الفارق.
وأضاف:” نحن بلد المليون ونصف المليون شهيد ، فلا عجب إذا توارث هذا الجيل نخوة وشهامة سلفه الذي ناضل من أجل الراية الوطنية ولكي تكون الجزائر بلد العزة والكرامة”.
شوارع العاصمة لم تأب الهدوء وما يزال الإقبال والتدفق متواصلا على مختلف شوارعها مشكلة بذلك أروع صورة هي جزائر البطولات .