مباراة مالي فرصة لمصالحة الجماهير
الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام منتخب مغمور أثرت سلبا على لاعبي المنتخب الوطني الذين لم يتصورا أبدا الخسارة على يد مالاوي بتلك النتيجة، مع أن الهزيمة كانت من بين الاحتمالات الثلاثة التي تنتهي عليها المواجهة الثانية عن المجموعة الأولى.
وما وقفنا عليه في نهاية مباراة أول أمس أنه من شدة التأثر بكى بعض اللاعبين بحرقة في غرف تغيير الملابس، ليس لتأثرهم بالنتيجة المفاجئة لهم بل لأنهم خيبوا آمال 35 مليون جزائري كان ينتظر منهم أن يسحقوا مالاوي، لأنه في اعتقادهم بأن المنتخب الجزائري الأقوى إفريقيا أو على الأقل في مجموعته، كونه متأهلا لكأس العالم، على حساب مصر وزامبيا .
هذا ووعد لاعبو المنتخب الوطني مدربهم رابح سعدان بتدارك أمورهم أمام منتخب مالي غدا، وهي مباراة الفرصة الأخيرة للجزائريين، ففي حال الخسارة سيشرعون في تجهيز حقائبهم للعودة في 19 من الشهر الجاري قبل أن يلعبوا المواجهة الأخيرة والتي ستضحى شكلية أمام أنغولا.
ولئن كان المتهم الوحيد في تلقي المنتخب الجزائري صفعة قوية من قبل مالاوي هو درجة الحرارة ونسبة الرطوبة المرتفعتين، الا أن هذا لا يبرر المهزلة التي حدثت فوق أرضية الميدان، حيث كان بعض اللاعبين يمشون وكأنهم في نزهة وغير آبهين لما يحدث لهم، وكأنهم استسلموا للواقع وللفريق الخصم الذي بدا قويا مع الجزائر إلى حد الآن .
دفاع هش وسط غائب وهجوم عقيم
التوقعات بنتيجة مباراة المنتخبين المالاوي والجزائري كانت تصب لصالح هذا الأخير، كونه سيشارك في المونديال القادم وسيقابل منتخبا مغمورا لا يمتلك نجوما تلعب في نوادي كبيرة بأوروبا، ولعل الذي زاد في حجم الصدمة أن لا أحد كان يتوقع أن ينهار دفاع الخضر بتلك الطريقة، سيما وأنه كان مفخرة التشكيلة الوطنية، مثلما يدل عليه عدم تلقيه سوى أربعة أهداف خلال الدور التصفوي الأخير في تأهيليات كأسي العالم وإفريقيا، ولكن الجزائريين كلهم صدموا بواقع الميدان والكل يأمل أن تكون حجة الحرارة والرطوبة التي علق عليها اللاعبون والطاقم الفني إخفاقهم المبرر الفعلي لهذه النكسة .
البداية كانت من الحارس شاوشي فهو آخر من كان يتوقع منه ارتكاب أخطاء فادحة كتلك التي ارتكبها أمس الأول على الرغم من أنها المواجهة الرسمية الثانية له مع الخضر بعد الأولى التي قهر فيها المصريين.
وإذا عدنا إلى المدافعين فهم من خيرة اللاعبين في مناصبهم على المستوى الإفريقي، لكن كانوا هذه المرة أشباحا فوق الميدان رغم أنهم واجهوا بالمناسبة مهاجمين من مستوى متوسط، فـ"الماجيك" لم يظهر بمستواه المعهود، ولم يفز إلا بالقليل من الصراعات الفردية، دون أن ننسى رفيق حليش دائما الذي يعد من أفضل اللاعبين، لكنه كان هذه المرة خارج نطاق التغطية، والأمر نفسه ينطبق على بلحاج الذي لم يغط منطقته جيدا ولم يساعد الهجوم كما عودنا، أما زاوي فقد حاول تقديم الأفضل لكنه لم يشذ عن القاعدة.
الوسط مشتت وصانع الألعاب يمشي فوق الميدان
وفي نفس السياق بدا المنتخب الوطني من دون وسط ميدان وعلى وجه الخصوص في الارتكاز، أين ينشط يبدة ومنصور، هذا الأخير فقد كرات عديدة وارتكب أخطاء بالقرب من منطقة العمليات الجزائرية، كاد على إثرها أن يصل لاعبو ملاوي إلى شباك الخضر في مرات أخرى.
أما زياني الذي كان ينتظر منه أن يقدم حلولا لزملائه في الوضعيات الصعبة، لم نلاحظ وجوده إطلاقا فوق الميدان وكان بالتالي بعيدا عن المستوى المعهود، فكراته لم تكن دقيقة وحتى الصراعات الفردية لم يفز بها، وأغلب الظن أن تراجع مستواه مرده إلى عدم استعماله كثيرا مع فريقه الألماني فولسبورغ ما يعني أن نقص المنافسة إثر عليه كثيراأضف إلى ذلك ارتفاع درجة الحرارة كثيرا، فلم يتمكن من مقاومتها على غرار بقية زملائه .
وأما كريم مطمور فكان الغائب الحاضر خلال المواجهة، حيث لم يلمس الكرة بتاتا طيلة الدقائق الثمانية الأولى، ولم يتحرك كثيرا رغم أن الخضر لعبوا في أنغولا وليس في مصر .
مهاجمون بلا حركية وتفنن في تضييع الكرات
أما عن الهجوم، الذي كان سعدان يراهن عليه كثيرا، فلم يقم بالدور الذي كان منوطا به، بل أنه خيل لنا أن الأمر يتعلق بعدائيين اكتفوا بالركض وراء الكرة يمينا وشمالا، وحتى بعض الفرص السانحة للتهديف التي صنعها الخضر لم يحسن استغلالها.
ولعل الذي يشفع لزياية أن الأمر يتعلق بأول ظهور له مع النخبة الوطنية، كما أن الكثير يعتقد بأن دخوله كان متأخرا.، أما البديل الآخر بزاز فقد حاول تقديم الإضافة، إلا أنه فشل في ذلك رغم تغيير تموقعه فوق الميدان.