رغم الحسرة التي ألمّت بالجزائريين بعد الهدف الثاني لمنتخب مصر يوم السبت المنصرم بملعب القاهرة، الذي بعث بالمنتخبين الجزائري والمصري إلى المباراة الفاصلة، إلاّ أن التقنيين الجزائريين يعتبرون بأن موعد الخرطوم اليوم، يصبّ من كل النواحي في صالح المنتخب الجزائري.
بعد تشريح كل تقني جزائري لمباراة مصر والجزائر التي جرت في الرابع عشر من شهر نوفمبر الجاري، يلمس مدرّبونا نقاطا غفل عنها المناصر العادي، وهي مؤشّرات واضحة على أن الأفضلية ستكون لتشكيلة المدرّب رابح سعدان، قياسا باعتبارات كثيرة ومهمّة ستصنع الفارق، في نظر هؤلاء، لصالح ''الخضر'' على حساب ''الفراعنة''.
ومن بين أهم النقاط التي تخدم ''الخضر''، واتفق عليها التقنيون، يوجد الأداء المتميّز لتشكيلة المدرّب رابح سعدان يوم السبت، حيث تمكّنت النخبة الوطنية من تهديد مرمى عصام الحضري في مناسبات كثيرة، ويمكن القول إن فرص الجزائر كانت الأخطر على الإطلاق من محاولات المصريين، رغم أن أفضلية الأرض والجمهور كانت لصالح ''الفراعنة''. واقتنع التقنيون الجزائريون بأن المنتخب المصري ليس قويا بفنياته أو أدائه، إنما هو منتخب يلجأ إلى العوامل غير الرياضية لتحقيق انتصارات على منافسيه، ما يقود منطقيا إلى القول إن انتصارات منتخب مصر كرويا تتحقّق دوما في أرض ''الفراعنة''، حيث يمكن لهؤلاء توظيف ورقتي الضغط والاستفزاز على المنافسين من أجل تحقيق مكسب رياضي، وهي عوامل ستغيب عن مباراة اليوم، ما يجعل المصريين أمام مصير محتوم. ومن الجانب البدني، اعتبر المدرّبون الجزائريون بأن الاسترجاع سيكون أسرع من الجانب الجزائري على خلاف المصريين، لأن تشكيلة رابح سعدان تضمّ لاعبين شبّان، بينما يعتمد حسن شحاتة على لاعبين كبار السن، ما يجعل ''الفراعنة'' في نقطة ضعف من هذا الجانب.
المنتخب الوطني الحالي أظهر أيضا حضورا ذهنيا، لم يسبق أن لمسناه لدى التشكيلة الوطنية، فالمنتخب الجزائري لم يتأثـر باستفزازات عناصر منتخب رواندا يوم 11 أكتوبر المنصرم، ولم يتأثـر أيضا بالحرب النفسية وحتى لعملية الرشق بالحجارة في مصر، ما يؤكد أن المنتخب الجزائري أقوى من جميع النواحي على المنتخب المصري.
ولم يفوّت التقنيون التأكيد على أن عناصر ''الخضر'' ستحظى بدعم جماهيري كبير، وكأن بهم يلعبون بأرضهم، وهو عامل مهمّ جدا، لشحن بطّارياتهم لتحقيق التأهّل الثالث إلى المونديال في تاريخ الكرة الجزائرية.