مدريد - على الرغم من أن السجين ميغيل مونتيس، الذي يعتبر أقدم سجين في إسبانيا، لم يقترف أعمالا إجرامية، فإنه لا يزال سجينا منذ 35 عاما، لاقترافه جنحا كالسرقة ومحاولة الحصول على سلاح من دون ترخيص، لكنه كان كثير الهرب. وما إن سمع مؤخرا بخبر إطلاق سراح أعضاء في منظمة إيتا الباسكية الانفصالية، ممن تضرجت أيديهم بالدماء، حتى أعلن إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على بقائه هذه المدة الطويلة في السجن، وهي 35 عاما، مقارنة مع آخرين صدرت ضدهم أحكام مدى الحياة لاقترافهم أعمالا إجرامية متكررة، ثم أطلق سراحهم بعد سنين.
كان مونتيس قد دخل السجن عام 1976 لاقترافه جنحا متعددة، لكن يده غير ملطخة بالدماء، وقد أعلن إضرابه يوم 23 من هذا الشهر وهو يوم ميلاده الحادي والستين، وأكد خبر إعلان الإضراب عن الطعام فليكس أنخيل مارتين، محامي السجين، وذلك حسب قوله «لأنه لا يتحمل المزيد»، وقد صرحت أنكارناثيون مونتيس، أخت السجين، لصحيفة «ألموندو» الإسبانية، بأنها هي الأخرى قد أعلنت الإضراب عن الطعام تضامنا مع أخيها.
كان مونتيس قد تقدم مؤخرا إلى المحكمة بالتماس للإفراج عنه لإصابته بمرض السل والتهاب الكبد الحاد، لكن المحكمة رفضت طلبه، وأوضح محامي السجين أن موكله «اتخذ هذا القرار بعد علمه بإطلاق سراح أنتونيو ترويتينيو، وغاتزا، من منظمة إيتا الباسكية، من السجن». وهو الخبر الذي أثار مناقشات حادة بين السياسيين الإسبان والشارع الإسباني. وأضاف المحامي أن «القاضي الذي أطلق سراح غاتزا - من منظمة إيتا - هو نفسه الذي يرفض إطلاق سراح موكله مونتيس، ولو بشكل مؤقت من السجن، على الرغم من أنه غير متهم بالقتل»، وأبدى المحامي قلقه من أثر الإضراب عن الطعام على حالة موكله الصحية، وتوقع انهيارها بالكامل، وذلك لأن صحته بالأساس متدهورة. والسجين مونتيس وُلد عام 1950، ودخل السجن عام 1976، بعد اتهامه بالسرقة، ثم محاولته حيازة سلاح من دون رخصة، وعدم إطاعة أوامر المسؤولين، وضاعف من محكومياته محاولات الهرب، وعليه الآن أن يبقى في السجن حتى عام 2021.