تعملق الروسي نيكولاي دافيدنكو المصنف ثالثاً وقهر منافسه الإسباني رافاييل نادال الثاني في نهائي دورة الدوحة المفتوحة الدولية بكرة المضرب البالغ مجموع جوائزها 1.024 مليون دولار بنتيجة 0-6 و7-6 (10-8) و6-4 في ساعتين و43 دقيقة اليوم السبت أمام أكثر من 7 آلاف متفرج احتشدوا على مدرجات مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش.
واثبت دافيدنكو أنه أحد أفضل اللاعبين حالياً فواصل عروضه الرائعة رغم أنه كان مريضاً قبل مشاركته في الدوحة، فتخطى المصنفين الأولين في العالم السويسري روجيه فيدرر في نصف النهائي واليوم نادال في النهائي.
ولم يمض وقت طويل على انجاز الروسي بفوزه على فيدرر ونادال في الدورة ذاتها في طريقه إلى بطولة الـ"ماسترز" للاعبين الثمانية الأوائل في العالم في لندن أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ليكون أول لاعب روسي يدون اسمه في سجلاتها.
كان لقاء دافيدنكو (28 عاماً) ونادال (23 عاماً) في بطولة الـ"ماسترز" في الدور الأول وحسمه الروسي 6-1 و7-6 (7-4)، بعد أيام قليلة من فوزه عليه في نهائي دورة شنغهاي التي ينال الفائز فيها 1000 نقطة وبنتيجة 7-6 (7-3) و6-4.
استحق دافيدنكو اللقب في الدوحة بعد مجهوده الرائع، خصوصاً أنه سقط في المشاركات الثلاث السابقة له فيها في نصف النهائي، فأضاف إلى رصيده 250 نقطة في التصنيف العالمي، ونال جائزة المركز الأول وقدرها نحو 186 ألف دولار.
ورفع الروسي عدد ألقابه إلى عشرين في 26 مباراة نهائية خاضها، منها خمسة ألقاب في الموسم الماضي الذي كان مميزاً بالنسبة له، لكنه ما يزال عاجزاً حتى الآن عن الفوز بإحدى بطولات الـ"غراند شلام".
أما نادل ففشل في إحراز لقبه الـ37 في 49 مباراة نهائية خاضها في مسيرته الاحترافية، منها ستة ألقاب في الـ"غراند شلام" (4 في رولان غاروس الفرنسية وبطولة ويمبلدون الإنكليزية وملبورن الاسترالية).
وكان الإسباني خرج مرتين من ربع النهائي في الدوحة.
المباراة كانت التاسعة بين النجمين وكسر فيها دافيدنكو التعادل لمصلحته بواقع خمسة انتصارات مقابل أربعة، ليؤكد ما قاله أنه في حال حافظ على مستواه فإنه يتوقع إحراز إحدى البطولات الأربع الكبرى هذا العام.
التهم نادال منافسه تماماً في المجموعة الأولى حيث تحكم بالمجريات دافعاً بدافيدنكو مرة إلى اليسار وأخرى إلى اليمين بحكم ضرباته القوية في زاويا الملعب، في حين كان الروسي يتركب الخطأ تلو الأخر فضلاً عن أن ارسالاته لم تساعده كثيراً كما حصل معه في المباريات الماضية.
ونجح الإسباني في كسر إرسال دافيدنكو ثلاث مرات في الأشواط الثاني والرابع والسادس لينهيها 6-0 في 32 دقيقة.
وبان الفارق تماماًُ في هذه المجموعة حيث أرسل نادال عشر كرات رابحة ولم يرتكب سوى أربعة أخطاء مباشرة، في حين لم يجد دافيدنكو حلاً لضربات الاسباني فاكتفى بأربع كرات رابحة وارتكب 15 خطأً مباشراً.
المجموعة الثانية كانت مختلفة كلياً وكأن اللاعبين يخوضان مباراة أخرى، فعاد دافيدنكو إلى مستواه الذي أنهى به العام الماضي فارتفعت الندية والإثارة مع كل كرة حيث قدم النجمان عرضاً رائعاً كان متوازناً حتى الشوط الفاصل.
كان دافيدنكو سابقاً في انتزاع إرسال منافسه في المجموعة الثانية وتحديداً في الشوط الخامس الذي منحه التقدم 3-2، وحافظ على أفضليته حتى وصلت النتيجة إلى 5-4 والإرسال في حوزته لكن الإسباني قال كلمته في الوقت المناسب مدركاً التعادل 5-5 ثم 6-6 فارضاً وقتاً إضافيا حسمه الروسي 10-8 رغم أن نادال حصل على فرصتين لإنهاء المجموعة والمباراة.
واللافت أن دافيدنكو اعتمد إبقاء الضغط على منافسه، كما صعد مراراً نحو الشبكة لإنهاء الكرات ما منحه الأفضلية في العديد منها ليحسم المجموعة في 80 دقيقة.
وازدادت الإثارة في المجموعة الثالثة التي افرغ فيها اللاعبان أفضل ما لديهما رغم الجهد البدني المضني في المجموعتين الأوليين، فكانت اللمحات الرائعة من الخط الخلفي للملعب ومن الصعود نحو الشبكة لإنهاء الكرات وهو السلاح الذي استعان به دافيدنكو لحسم المواجهة.
وتمكن نادال من كسر إرسال منافسه في المجموعة الفاصلة في الشوط الثالث ثم تقدم 3-1، لكن الأخير أدرك التعادل 3-3 وانتظر حتى الشوط العاشر والأخير منها لينقض على الإسباني ويجبره على ارتكاب الأخطاء ليحسمها في 49 دقيقة.
يذكر أن دافيدنكو بات ثاني لاعب يفوز على فيدرر ونادال معاً في مناسبتين، إذ كان الأرجنتيني دافيد نالبانديان حقق ذلك في دورتي مدريد وباريس في العام 2007. وهناك لاعبان آخران هما الصربي نوفاك ديوكوفيتش والأرجنتيني الآخر خوان مارتن دل بوترو سبق أن فازاً تباعاً على فيدرر ونادال لكن في دورة واحدة فقط.
وفي نهائي بطولة الزوجي فاز الإسبانيان غييرمو غارسيا لوبيز وألبرت مونتانيس على التشيكي فرانتيسيك شيرماك والسلوفاكي ميشال ميرتيناك 6-4 و7-5.