أبرز المعاقين
نماذج
ثرية في رَحْبِ فضائِنا .. تتألّق بمحنة البدنِ أو الحواس .. تومض بالصبرِ
.. وتنبض بالعطاء .. أحالت محنتها إلى منحة عظيمة أجزلت تاريخ البشريّة
بنماذجها .. حين تحدّت حاجز العوقِ .. بفاعليةٍ وعزم وإصرار .. سنتحدث عن نماذج من المعوقين فرضوا أنفسهم
على الساحة وأصبحوا عظماء يمدون اليشرية بعطاءاتهم
أخواني واخواتي التاريخ كتب عن الكثير من هؤلاء العظماء الذين لم تمنعهم اعاقتهم عن فعل الأشياء العظيمه على سبيل المثال:
1--ربعي بن عامر
صحابي جليل كان معاقاً بسبب شدة عرجه وصعوبة مشيه وحركته . لكنه تميز
بطلاقة اللسان والقدرة على التفاوض حيث ارسله سعد بن ابي وقاص الى قائد
الفرس رستم فكان من انجح السفراء والمبعوثين السياسيين نظراً لصلابة عقيدته
وشجاعته واخلاصه في المهمة ولم تحل اعاقته دون اختياره لتلك المهمة الصعبة
، ومن هنا كتب التاريخ عن ان معاقاً اعرجاً تحدى أكبر قادة جيوش العالم في
قصره الامبراطوري .
2--عطاء بن رباح
إمام أهل مكه
وعالمها وفقيها فعلى الرغم من انه كان أشل أعرج مما يعيق حركته بين الناس
الا انه كان عالماً وفقيهاً . كان إذا جلس في حلقته العلميه يتدافع الالاف
من طلاب العلم على النهل من علمه وعطائه لدرجه ان الخليفه الاموي عبد الملك
بن مروان يقول : لايفتي الناس في موسم الحج الا من عطاء بن رباح.
3-- إبان بن عثمان بن عفان
كان به صمم وحول وبرص ثم أصابه الفالج _ وهو شلل يصيب أحد شقي الجسم طولا -
وكان أبان من فقهاء التابعي وعلمائهم في الحديث والفقة عينه عبدالملك بن
مروان واليا على المدينة عام 76 هــ وكان رحمه الله يقضي بين الناس وهو
حاكم عليهم توفي عام 85 هـ
4--الأمام الزمخشري
لقد كان
الامام الجليل مفسراً للقرآن الكريم وعالماً في اللغه وواضعاً لأسس البلاغه
. وكان أعرجاً إلا انه كان كما قال العلماء والمؤرخون من أئمة المفسرين
ويكفي الاستدلال بمقولتهم " لولا الاعرج لرفع القرآن بكرا"
5--الأمام الترمذي
هو الأمام الحافظ المحدث ، محمد بن عيسى الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهور
وأحد أصحاب الكتب الستة المشهورة في الحديث كان - رحمه الله - أعمى ولكنه
أوتي من المواهب والأخلاق ما جعله من أكابر العلماء برع في علم الحديث
وحفظه وإتقانه وطاف البلاد وسمع الشيوخ والعلماء وصنف عددا من الكتب
النافعة والمفيدة ومن أهمها : سنن الترمذي وكتاب الشمائل المحمدية والعلل
المفرد والزهد
بهذا ، السلاح ، سلاح العقل ، يمكن لأي معاق أن
يستوعب إعاقته ويطلق طاقاته الأخرى الكامنه فيعيش على الاقل حياة طبيعية
يكتسب بجهده وقد يسير خطوات متقدمة نحو الابداع والانتاج الوفير