السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وظائف اللغة للاصم وأشكال الاتصال :
للغة مجموعة من الوظائف تخدم من خلالها الفرد كما تخدم الجماعة ، ونذكر منها :
1- التواصل بين الناس وتبادل المعرفة والمشاعر وارساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة .
2- التعبير عن حاجات الفرد المختلفة .
3- النمو الذهني المرتبط بالنمو اللغوي وتعلم اللغة الشفوية أو الاشارية يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية .
4- ارتباط اللغة باطر حضارية مرجعية حضارية تضرب عمقاً في التاريخ والمجتمع
5- الوظيفة النفسية فاللغة تنفث عن الأنسان وتخفف من حدة المضغوطات الداخلية التي تكبله ، ويبدو ذلك في مواقف الانفعال والتاثر .
لذلك كله فان تطوير وسائل التعبير لدى الأصم وتذليل الصعوبات ليصل الى التعبير عن ذاته كله وحاجاته ومولية ، يساعده على
الخروج من عالم العزله والخوف والاحباط الى عالو متفتح على الناس ، وعلى المحيط مما يؤدي به الى التوازن والتكيف وتنمية
قدراته للمساهمة في الحياة الاجتماعية وعلى البذل والعطاء في مجالات
المعرفية والمهنية والثقافية لذلك يجب مراعاة الاستعداد الطبيعي للأصم
وتلقائيته وعدم فرض وسيلة للتواصل وإلغاء الوسائل الأخرى التي فيها
ارتياحاً ومنتفثاً لعزلته النفسية والاجتماعية .
وتعتمد أنظمة الاتصال لدى الاصم الاتصال الشفوي او الاتصال الاشاري ويمكن هنا ان نشير الى طرق الاتصال المنبثقة عن هذين النظامين :
1-الاسلوب الشفوي : وهو تعليم الصم وتدريبهم دون استخدام لغة الاشاره او
التهجئة بالاصابع فلا يستخدم الاتصال الشفوي سوى القراءة والكتابة .
2 –الاشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق : وهي أشكال عفوية من تحريك
اليدين وتهدف إلى المساعدة في تلقين الأصم اللغة المنطوقة وتمثل بوضع
اليدين على الفم أو الأنف أو الحنجرة أو الصدر ، للتعبير عن طريقة مخرج حرف
معين من الجهاز الكلامي .
3 – قراءة الشفاة : وتعتمد الانتباه
وفهم ما يقوله شخص بمراقبة حركة الشفاة ومخارج الحروف من الفم واللسان
والحلق ، اثناء نطق الكلام .
4 – لغة التلميح : وهي وسيلة يدوية
لدعم اللغة المنطوقة ، يستخدم المتحدث فيها مجموعة من حركات اليد تنفذ قرب
الفم مع كل اصوات النطق وهذه التلميحات تقدم للقارئ لغة الشافة والمعلومات
التي توضح ما يلتبس علية في هذه القراءة وجعل وحدات الصوتية غير الواضحة ،
مرئية .
5 – أبجدية الاصابع الاشارية او التهجئة بالاصابع : وهي
تقنية الاتصال والتخاطب تعتمد تمثيل الحروف الابجديه وتستخدم غالباً في
أسماء الأعلام .أو الكلمات التي ليس لها إشارة متفق عليها .
6 –
طريقة اللفظ المنغم : أسسها غوبرينا اليوغسلافي تعتمد في جملة من المبادئ
أهمها ان الكلام لا ينحصر في خروج الاصوات بطريقة مجردة بل إن الكلام تعبير
شامل تتدخل فيه حركات الجسم كالايماء وملامح الوجة والايقاع والنبرة
والاشارة فالمتكلم يستخدم كل امكانيات التعبير وتعتمد هذه الطريقة استعمال
البقايا السمعية واستغلالها عن طريق أجهزة خاصة
7 – لغة الاشارة : وسنخصها بالبحث فيما بعد
8 –الاتصال الشامل (الكلي) ويعني ذلك استعمال كافة الوسائل الممكنة
والمتاحة ودمج كافة أنظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية
والايماءات والاشارات وحركات اليدين والاصابع والشفاه والقراءة والكتابة
لتسهيل الاتصال وتيسيره .
من تاريخ لغة الاشاره
ترجع
أقدم المحاولات المعروفة المتصلة بتنمية قدرات الاتصال لدى الصم الى رجلى
دين في الكنيسة الكاثلوكية: الاول اسباني (بدروبانس دوليون) والثاني فرنسي
(دولابي) وقد عاشا في القرن السابع عشر اهتم دوليون بتنمية التواصل الشفوي
لدى الصم وقد نجح في تعليم قراءة اللغة اللاتنية لشقيقين أصمين وطريقة
لاتبعد كثيراً عن الطريقة الشفوية الحالية المعتمدة على قراءة الشفاه.
وظهرت في الفترة ذاتها تقريباً طريقة أبجدية الاصابع التي ترمز الى الحروف
في الابجديات المختلفة عن طريق أوضاع معينة لليد والاصابع وذلك بطريقة
اصطلاحية تماماً.
أما لغة الاشارة فقد وجدت بشكل تلقائي لدى الصم
،ـ وكانت تتسم دائماً بالمحلية فتختلف من بلد إلى آخر ومن جهة آخرى وأول من
بادر الى تنظيمها وتقنينها هو الأب (دولابي) الذي نظم الاشارات التي
يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير وأصبحت هذه اللغة اللغة الاساسية في
المدارس التي كان يشرف عليها .
ومن بين من ساهم في نشر هذه اللغة
(غالوديه) الذي سافر سنة 1817الى امريكا وأسس مدرسة لتعليم الصم تحمل الى
اليوم اسمه بعد ماتطورا الى ان اصبحت اليوم اول جامعة في العالم تعتني
بالتعليم العالي للصم والبحوث والدراسات ويرأسها عميد أصم ويشكل الصم نسبة
عالية من الاساتذة وتعتمد فيها لغة الاشارة في الدرجة الاولى .
وقد تعرضت الطريقة الاشارية في القرن الماضي الى هجوم شديد من أنصار
الطريقة الشفوية وتم منع هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الذي انعقد عام
1880 في مدينة "ميلانو" وفرض الطريقة الشفوية التي بقيت الوحيدة المعترف
بها خلال قرن تقريباً في أوربا الغربية وبعض الجهات في الولايات المتحدة
فكان يمنع على الصم
منعاً باتاُ استعمال لغة الإشارة في المدارس المختصة لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم اللغة الاشارية فيما بينهم .
وعاد الاهتمام بلغة الاشاره بدءاً من ستينات هذا القرن اذنما وعي لدى الصم
الامريكييم ان فرض الاسوياء عليهم اللغة الشفوية نوع من التسلط والتدخل في
أمورهم فناضلوا ضد من يحاول دمجهم عنوة في لغة الاسوياء وبدؤوا ينظرون الى
انفسهم كأقلية مثل العديد من الجاليات الاجنبية غير الناطقة بالانجليزية
والموجود في الولايات المتحدة وقامت ابحاث حول لغة الاشارة في جامعة
غالودية أعادت شيئاً من الاعتبار الى هذه اللغة ثم ظهر اهتمام في الدول
الاسكندنافية بها أما أوربا الغربية ولا سيما فرنسا وايطاليا وبلجيكا
وأسبانيا فلم تهتم بهذه اللغة الا فى منتصف السبعينيات