السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة من طفل معاق إلى
أمي الغالية.........
حين
ألتحقت بالمدرسة سيكون اسمك أول ما يخطه قلمي ,ووجهك الباسم أول ما يطل
على كراسة رسمي,وحين أكبروأعمل سيشتري لكراتبي الاول هدية عيدك . حين كان
الاخرون ينادونني معاقاً ويسخرون من قدراتي كان قلبك الكبيرهو أول من
يحتضنني ,كانت تتعثرخطواتي الاولى ويدك الحنونة أول من يساندني ,كم ضاعت
حروف وكلمات من لساني وعاشت في عالم الصمت لغتي,إلا أن أسمك ظلت تردده كل
حواسي وجوارحي,قولي لي هل يكون معاق من كان له أم مثلك؟
وهل يظل عاجزاً من تحتضنه كفاكٍ ؟!
إن
سرقت الا عاقة نطقي فكيفيني حرفان هما اسمك يؤلفان كل مفردات لغتي ,وإن
عجزت عيناي عن رؤية ماحولي فيكفيني صورتك المحفورة في مخيلتي والشمس
الساطعة من نور وجهك
وإن عجزت قدماي وعكازي عن حملي وكرسي عن الصعود إلى مستوى رقة كلماتك
فيكفيني
أن أتنقل في عالمك الشاسع الذي يمتد بين كفيك وقلبك, وإن عجزت الاصوات عن
اقتحام مسامعي فيكفيني صوتا واحدا ينساب من حنجرتك ليغني لي قبل النوم
ويهدهد لى سريري المتأرجح في بحر هوالك أمي
أنا لم أعرف أعياد غيرك ولا فرحاً سوى إبتسامة مرسومة على شفتيك ,لا أرف جنة سوى تحت قدميك
خذيني إلى عالمك ودثريني بنبضات قلبك وزفير سهرك على راحة ليلي ونهاري .
كان بودي أن أستطيع أمسح دمعتك الخجولة التي انسابت من مقلتك حين أخبرك الطبيب بأني معاق
لكن يدي كانت ترتعش خجلا من إيمانك العميق بقدراتي
حينها رأيت الاصرار في عينيك على مواصلة الطريق وقد سخرك الله قدراً لي يمنحني الحياة
من جديد مع كل نبضة في قلبك .
ليتني أقدر على رد جزء من نومك الذي سلبته معاناتي.
لا أعرف من كان يعاني فينا؟ أنا الذي ولدت مختلفاً عن الاخرين فعوضني الله بأم هي كل حواسي وعالمي
أم أنت التي تحملت أعباء هذا الاختلاف وجاهدت لكي يكون لي الحق العيش بكرامة بين أقراني .
حين علمتني معلمتي الاحرف كان الالف والميم هما أول ما حفظت
وحين علمتني الاعداد كان الأول إلهي الذي أتضرع له بالدعاء لك , والعدد الثاني هو أنت التي اقترنت طاعته
برضاك على , وحين علمتني ألوان الحياة رأيت خطوطها ترتسم في ملامح وجهك وجسدك,
كان الاحمر حنان قلبك ,والاخضر في خطوات دربك ,والارزق في بحر عينيك وفي سمائك التي خيم صفاؤها
على عالمي .........أمي..........
لم أشعر معك بأنني عاجز طوال حياتي
إلا أنني في هذه الحظات عاجز عن شكرك لجميل صنيعك
ولا أملك أن أقدم لك سوى قبلتين وبسمة فهما هديتك الاولى