اعتصم العشرات من المواطنين المقدسيين وآخرين من داخل أراضي العام 1948،
اليوم، أمام المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس، احتجاجاً وتعبيراً عن
الرفض لقيام شركات وأطرافٍ إسرائيلية بانتهاكات وأعمال إنشائية تهيئةً
لتحويل مقابر إسلامية ومسيحية في قرية البروة المهجرة عام 1948م لحظائر
للأبقار .
وجرى الاعتصام الذي جاء بدعوة من مؤسسة الأقصى لرعاية الأوقاف والمقدسات
الإسلامية، خلال تداول المحكمة بالقضية، تم خلاله رفع الشعارات الاحتجاجية
وترديد العبارات المستنكرة والمنددة بانتهاكات المقدسات الإسلامية
والمسيحية، والمُطالبة بوقف هذه الإجراءات، وذلك وسط تعزيزات أمنية
إسرائيلية مشددة أحاطت بالمُعتصمين، فيما أجّلت المحكمة قرارها الخاص بهذه
القضية إلى وقت لاحق.
من جهته قال عبد المجيد غبارية الناطق الإعلامي باسم مؤسسة الأقصى إن ما
دار في أروقة المحكمة من حديث للأسف اتسم كله بالعنصرية، ويؤكد على
الاعتداء على مقدساتنا وممتلكاتنا وحتى وجودنا في بلادنا.
وأوضح أن ملخص الحديث الذي دار أن الطرف الإسرائيلي الذي تمثله 'دائرة
أراضي إسرائيل' ومجلس حي يهود، البلدة التي أقيمت على أنقاض قرية البروة
المهجرة، يصر على أنه لا يوجد في البلدة مقابر إسلامية أو مسيحية، لافتاً
إلى أن دفاع المؤسسة قدم إثباتات تدحض هذه الادعاءات وتنفي هذه الأكاذيب،
وتم عرض وتقديم صوراً جوية ووثائق لما تقوم به الأطراف الإسرائيلية.
وأشار إلى وجود ست مقابر في قرية البروة المهجرة منها مقبرة إسلامية
عمومية، وأخرى مسيحية عمومية، فضلاً عن مقابر خاصة وأخرى تتبع عائلات.
وأكد غبارية وجود نية مبيتة ومبرمجة تعمل بشكل ممنهج وتتلقى الدعم من أعلى
القيادات السياسية الإسرائيلية لإقامة حظائر للأبقار على أنقاض مقابر
القرية دون أن يعتبروا أن هناك مقدسات تحمل صفة القدسية، أو أن هناك أهالي
لهذه المقابر، مشيرا إلى أنهم قاموا بتخطيط المشروع الذي يخصهم، وهو
تحويلها إلى حظائر أبقار ضاربين بعرض الحائط مشاعر المسلمين والمسيحيين في
هذه البلاد.
وأكد أن التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا هو من بين الخطوات التي سيتم إتباعها للحفاظ على المقابر في القرية.
وقال إن التوجه إلى العليا هو ليس طمعا بالعدالة الإسرائيلية وإنما هو في
إطار برنامج استعدادات يتم الانتهاء من تخطيطها للقيام بخطوات احتجاجية
وشعبية للدفاع والذود عن مقدساتنا ومن الخطوات التي يجري العمل على إقامتها
نصب خيمة اعتصام احتجاجية فوق أرض المقبرة وإجراء اتصالات ومكاتبات محلية
ودولية وتنظيم الزيارات لهذه المقابر.