رغم الحملة الكبيرة التي قادتها وسائل الإعلام المصرية منذ عدة أسابيع لتوجيه الجماهير في كيفية طريقة تشجيع الفراعنة يوم اللقاء الحاسم، إلا أن ما لاحظته بعثة الشروق التي كانت متواجدة في ملعب القاهرة قبل بداية اللقاء بأكثر من أربع ساعات هو أن الجماهير المصرية التي ملأت مدرجات الملعب تقريبا عن آخرها بدأت في الهتف والتشجيع والوعيد قبل صافرة البداية بأربع ساعات، متجاهلة نصائح قادة الرأي عندهم ومذيعي القنوات الإذاعية والتلفزية الذين نصحوهم بتوفير جهد التشجيع إلى بداية اللقاء.
و ذلك حتى لا تتعب هذه الجماهير خلال التسعين دقيقة الفاصلة في مشوار الفراعنة، ورددت الجماهير المصرية الهتافات المتفق عليها المشجعة للمنتخب المصري من جهة والمتوعدة بإلحاق الهزيمة بالثلاثية للمنتخب الجزائري من جهة أخرى، كمنا بدؤوا في التدريب المبكر على كيفية زلزلة المدرجات بالأرجل حتى يظهر للاعبي الخضر أن الزلزال سيأتي عليهم متجاهلين أن هذه الطريقة ألفها اللاعب الجزائري وأن الضغط الذي يشهده ملعب 5 جويلية أكثر عدة مرات من الضغط الذي يشهده ملعب القاهرة حتى وهو ممتلئ عن آخره بحوالي 80 ألف مشجع جزائري جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن وحتى من أبناء الجالية الجزائرية المقيمين في القاهرة أو الذين يدرسون بها.
الجماهير الجزائرية في منطقة معزولة؟
وعمدت السلطات المصرية المنظمة للمقابلة اختيار مكان في المدرجات العلوية خاص بالجماهير الجزائرية، وذلك بالقرب من المنصة الشرفية، والصحفيون الذين كانوا في المنصة الخاصة بهم في الجهة المقابلة مباشرة من الجهة الثانية للملعب للمنصة الشرفية، لاحظوا كيف أن المكان الذي اختاره المنظمون للجماهير الجزائرية يجعلهم في منطقة معزولة تماما عن اللاعبين وبعيدين عن التواصل مع اللاعبين الجزائريين في حال ما إذا أرادوا تشجيع فريقهم أو مؤازرته أمام حشود الجماهير المصرية التي شغلت جميع المدرجات المحيطة والقريبة من أرضية الميدان، حيث تبدو النية الواضحة في رسم صورة لدى اللاعبين بوجود المشجعين المصريين فقط، فحتى هتافات المناصرين الجزائريين لا يمكنها أن تصل آذان لاعبي الخضر، غير أن صور الأعلام الجزائرية التي كانت تزين تلك المدرجات كانت كافية لتشجيع رفقاء زياني ولموشية وصايفي.