خطة البحث :
مقدمة .
المبحث الأول : السياسة التعليمية
المطلب الأول : تحطيم التعليم المحلي
المطلب الثاني : سياسة التعليم الفرنسي
المطلب الثالث : سياسة التنصير
المطلب الرابع : سياسة الادماج
المطلب الخامس : البيئة الثقافة
المبحث الثاني : النخبة الجزائرية
المطلب الأول : مطالبها
المطلب الثاني : سياسة النخبة
المطلب الثالث: جماعة النخبة
• حركة الأمير خالد (1919-1925)
• الفيدرالية الشيوعية الجزائرية.
• جمعية علماء المسلمين
• نجم شمال إفريقيا
• المؤتمر الاسلامي الجزائري
• حزب الشعب الجزائري.
المطلب الرابع : الصعوبات التي واجعت النخبة
المطلب الخامس : أسباب فشل النخبة الجزائرية تحت نظرة فرحات عباس.
الخاتمة.
مقدمة :
لقد تعمد الاستعمار الفرنسي تشويه الشخصية الجزائرية معتمدا على سياسة التجهيل و قتل الذاكرة التاريخية و الحضارة لأنه أدرك أهمية اللغة و قيمتها عند شعب يريد الحفاظ على شخصيته و لقد عمدت ادارات الاحتلال الى شن حرب ضد العلم و التعليم ضد الجزائر ، حتى لا يكون هناك أجيال صاعدة من ابناء الجزائر و كذلك غرسو في أذهان التلاميذ فكرة مفادها أن الجزائر جزء من فرنسا ، و عملوا على إحلال التاريخ الفرنسي محل التاريخ الجزائري و كذلك القضاء على المساجد و الوزايا و محاربة الأئمة و العلماء و العقول و حرق المكتبات و كان كل هذا خلال القرن 19 الموافق 13 هـ لقد أدرك المستعمر تلك المقومات الأساسية مركز حرية عليها و خاصة اللغة العربية و بالتالي على الشخصية الجزائرية مما يؤدي للقضاء على الإسلام.
و من هنا تطرقنا إلى الاشكالية : كيف تحول التعليم في الجزائر ؟ و ما هي النخبة و أنواعها و مطالبها ؟ و مؤسسها ؟
كان دفعنا في هذا البحث هو التطلع لتاريخ الجزائر و كيف كان الطقس للغة العربية و الإسلام.
و قض بتقسيم بحثنا هذا إلى مبحثين وجدنا في كل منهم ما يلي : فالمبحث الأول كان يتكلم عن السياسة التعليمية و تفرع إلى تحطيم التعليم المحلي و سياسة التعليم الفرنسي و سياسة الادماج و أما المبحث الثاني فجاء و تحت عنوان النخبة الجزائرية و أجدنا فيه : مفهوم النخبة و نشأتها و مطلبها سياسة النخبة و الصعوبات التي واجهتها ، و جماعة التحية و في الأخير فتمثل النخبة تحت نظرة فرحات عباس .
أما المراجع التي إعتمدناها ، فكانت :
- صالح فركوس ، المختصر في تاريخ الجزائر .
- صالح فركوس ، تاريخ الجزائر ما قبل التاريخ إلى غايية الاستقلال .
- دكتورة ناهد ابراهيم دسوقي ، دراسات في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر.
- أبو القاسم سعد الله ، الحركة الوطنية 1900-1930 جزء الأول و الثاني
- أبو القاسم سعد الله – تاريخ الجزائر القديم و الحديث.
و من الصعويات التي واجهتها في قلة المراجع و قلة النسب منها في جامعتنا.
المبحث الأول : السياسة التعليمية.
المطلب الأول: تحطيم التعليم المحلي.
لا شك أن التشريع الاسلامي كان يشكل المصدر الرئيسي ليسير و تنظيم الجهاز القضائي الاسلامي في كل شيء إلا أنه الاستعمار الصليبي الذي لم يكن يجهل مقاصد الشريعة الاسلامية و أصالة الأمة الجزائرية.
الأمر الذي دفع المحتل الغاضب الى إخضاع الجزائريين المسلمين إلى تشريع القر و الظلم و النفي و الإعدام و انتهاك الحرمات .
و لم يكتفي الاستعمار فقط بانتهاك وبإداسة كرامة الإنسان الجزائري بل درس كل مقدسات الأمة محولا المساجد إلى كنائس والمحاكم الإسلامية إلى منازل للضباط الفرنسيين وإخضاع الأمة الجزائرية للتشريع الفرنسي وإنشاء مؤسسة استعمارية ( المكاتب العربية ) مهامها لإشراف على سير القضاء الإسلامي بالجزائر حيث حاولت تضليل المسلمين وإبعادهم عن دينهم الحنيف مصداقا لقوله ” لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ” 1
ولم يتوقف العمل الصليبي عند هذا الحد بل اتجهت الفكرة الاستعمارية إلى محاولة تحقيق ذلك عن طريق العناصر الضعيفة الإيمان من قضاة الجزائريين الذين حاولت فرنسا كسبهم بشتى الوسائل والمغريات لنصر القضية الاستعمارية ولقد لاحظ النقيب ساجي أن الاحتلال الفرنسي قد أثر على التعليم الأهلي بالمقاطعة حيث أن المبالغ الفائدة للمساجد والتي كانت تخصص لتعليم أبناء المعلمين صارت توجه إلى خزينة الدولة الفرنسية اقتضاء بذلك عودا التلاميذ من 1500 تلميذ إلى 30 تلميذ في التعليم الابتدائي ومن 500 في التعليم الثانوي إلى 10 وذلك عام 1849 م .
وهكذا كان دي قايدن وكل أنصار الجمهورية الثانية يطالبون إلغاء القضاء الإسلامي طبقا لتعاليم القرآن والسنة النبوية الشريفة ، كما كانوا يعارضون بقاء الكتاتيب والزوايا حيث تضاعفت العمليات الصليبية الفرنسية لنشر الرعب والخوف وتحطيم كل مراكز الثقافة والتعليم الإسلامي بل اتجه الكيد الاستعماري إلى أبعد من ذلك إذ بدأ التفكير في كيفية ربط الجزائريين بالقضاء النابليوني وإبعاد تدريجيا عن التشريع الرباني وذلك عن طريق ما يسمى بالسياسة القبائلية ، أي أن فرنسا بعد فشلها في خطة المدارس المختلطة والفرنسية والتفتت إلى القبائل الكبرى لتنصرهم قصد تشتيت وحدة الأمة الجزائرية وقد نشطت أقلام الاستعماريين لترويج الدعاية على أن السكان الأصليين للجزائر هم البرابرة وينحدرون من أصل غربي وهي دعاية افتراء على التاريخ لتزييف حقائق وان العرب الفاتحين ماهم إلا مستعمرين .
المطلب الثاني : سياسة التعليم الفرنسي :
لقد كانت حركة الاستعمار الثقافية والتعليمية تحاول فرض رؤية أخرى وتفكير مغاير لتفكير مجتمعنا فالثقافة الفرنسية تسعى لتحقيق مشروع فرنسة الجزائر واستئصال مجتمعنا من مقوماته الأساسية وذلك بعد إطلاع الشباب الجزائري على حضارة المستعمر ليصبح هؤلاء الشباب عناصر مفيدة وسطاء بين إخوانهم في الدين الفرنسي .
وكانت تعتمد على مؤسسة المكاتب العربية لتجسيد مشروعها عن طريق التأثير في الأهالي فهناك من الضباط من ينادي بشعار تنوير عقول الجزائريين ولكن ليس بمعنى التنوير بل ترسيخ وتعميق التفكير الاستعماري في أذهان المجتمع الجزائري .
وقد جاء في بعض التقارير ما يلي أن الحقيقة الأخلاقية تستهدف العقول لتنويرها أما الحقيقة السياسية … فهي الوسيلة الفعالة للحكومة … وينبغي أن تسيطر الحقيقة الثانية على الأولى .
كما أعلن الدوق دي ريغيقو ان المعجزة الحقيقية التي يمكن صناعتها تكون في إحلال اللغة الفرنسية شيئا فشيئا محل اللغة العربية ولتوطيد ركائز الاستعمار بمختلف أشكاله السياسية والاقتصادية والاجتماعية ورفعت شعارات استعمارية شعارات زائفة منادية التعليم من أجل الفتح تارة والعلاج من اجل الفتح تارة أخرى وقد جاء في التقارير الفرنسية ما يلي : إن التعليم يهذب الأخلاق ويلين القلوب القاسية جدا فيربطها بالحكومة الفرنسية .(1)
كما كان ظباط المكاتب العربية مكلفين بتطبيق سياسة الإدماج بما يتماشى بمصالح الاستعمار حيث كتب احدهم قائلا و انني لاأياس … أن يتم جمع اليهود والمغاربة والفرنسيين والإيطاليين والإسبان أمام أستاذ واحد وفي نفس الحصص الدراسية ينبغي أن يتم تحضير الإدماج داخل المدارس .
وإبتداء من عام 1845 يدق للقادة الفرنسيين فكرة إنشاء مدارس خاصة بالفتيات المسلمات حيث إهتمت أليكس بهذا الموضوع فكتبت إلى وزير الحربية قائلة ” إنكم سيدي الوزير لاتجهلون أن أكبر تاثير في إفريقيا هو تأثير المرأة كما هو الحال في أوروبا أنكم أنخصصتم لحضارتنا 100.00 من الفتيات الجزائريات التي ينتمين لمختلف طبقات المجتمع … سيصبحن في المستقبل زوجات بارعات ومحظوظات …سيضمن لكم خضوع البلد إلى الأبد … وذلك التأثير على أزواجهن … غير ان تحقيق هذا الهدف الرائع يقتضي مبلغا قدر بحوالي 200.000 فرنك .”
وتقول قد جبت الأوساط العربية وتكلمت إلى العائلات عن هدف وكنت اصطحب معي لكل عائلة هدية إحسان وسخاء وأكدت خاصة احترامي لدين البلد لكن التجربة باءت بالفشل .
وكان التساؤل المطروح هل ينبغي تعليم الأطفال أم الراشدين فكان القرار تعليم الأطفال والرجال فالمدرسة تكون مخصصة للأطفال اما الحصص المسائية تكون للراشدين وإذا كان مرسوم 1899 ينص على جعل التعليم الذي يقوم به المدرس وإنشاء مدارس التعليم اللغة الفرنسية للأهالي والأوروبيين إلا أن الفشل كان ذريعا .
وكان من الفوائد الثمينة التي يرجو المستعمر استخلاصها هو فتح مدارس مختلطة ليصبح فيما بعد التلاميذ من أخلص المواطنين .
وظهرت أسماء اخرى مثل إسماعيل “داريات” و ” ويلمار” و ” دوماس” الذين عكفوا على رسم سياسة تقليصية تتكيف مع الوضع المحلي وإعداد المدارس العربية الفرنسية لكن تلك المشاريع كانت قد إصطدمت
إن التدمير الإستعماري للمؤسسات الأهلية التعليمية حو هذا الشعب إلى حالة من الأمية ودليل ذلك تقرير الوالي الفرنسي بقسنطينة كارات كان سكان بجاية قد طلبوا مني مقابلتي فاستقبلتهم ولم يتحدثوا الى عن مصادرة ممتلكاتهم ولاعن بؤسهم إنما قالولي إعملوا على إستصلاح مستحدث وإمنحوانا مدرسة (1) .
وكان هذا الطلب يكشف إلى أي حد كان المستعمر يصنع في سياسة التجهيل .
ومن جهة أخرى النظرة الاستعمارية بعيدة الطموح بجعل من المدرسة وسيلة نحو تحقيق غاية ألا وهي توغل الوجود الفرنسي بإفريقيا.
وإذا كانت السلطات الاستعمارية تعلق أمالا كبيرة على دور المكاتب العربية لإنجاز هذا المشروع واستقطاب تلاميذ الأهالي إلى المدارس المختلطة وتعميم الفرنسية عن طريق بعض الوسائل التحفيزية لتوزيع الجوائز على التلاميذ الناجحين مبينا لهم محاسن التعليم كما بين للأباء أن التعليم الفرنسي مستقبل عن الأمور الدينية وكان هذا التيار يسير على حساب المدارس العربية الحرة باستبدال بعضها بالمختلطة .
المطلب الثالث : سياسة التنصير :
لم يمضي على احتلال الجزائريين سوى شهران حتى اصدر أثرهما المحتل امر في 08/09/1830 يقضي بالاستيلاء على الأوقات الإسلامية التي تمول الخدمات الدينية والثقافية والتعليمية والاجتماعية للمسلمين الجزائريين وتعهد
وفي 04/07 باحترام الدين الإسلامي وأوقافه ومعاهده واحترام ملكية الجزائريين وحريتهم الدينية .1
ولقد كان الجنيرال بيجو يجمع الأطفال الجزائريين اليتامى ويأتي لهم بالقسيس فيسلمهم له قائلا حاول يأبتي أن تجعل منهم مسيحيين وإذا فعلت فلن يعودوا إلى دينهم ليطلقوا علينا النار ” وتولى الكاردينال لافيجري مسؤولية تنفيذ تلك السياسة التي تستهدف التمسيح وإدخال الجزائريين في بوتقة الفرنسيين روحيا وعقليا وكان توافد المبشرين المنفردين عن الجزائر إلى هذا البلد المسلمة لأنهم أدركوا أن المجتمع الإسلامي ليس كالمجتمع لوثني فهو يتطلب جهودا كبيرة لتنصيره بإستخدام كل الوسائل والمغريات .
أما لافيجري فقد كان يعمل على إقناع الإدارة الفرنسية بالجزائر من أجل تنصير وفرنسة الجزائريين وقد غقتنع الحاكم العام دي قايدن بفكرته إذا كان مخططه يرمي إلى القضاء على التفكير العربي الإسلامي يعارض كل مامن شأنه أن يسمح بتأسيس إدارة محلية للجزائريين . يتولى شؤونها رؤساء منهم ويمكن القول ان السياسة الاستعمارية استطاعت أن تجد لها مؤيدين من طرف بعض الجزائريين المتفرنسين الذين بدأو يطالبون بتطبيق سياسة الإدماج وذلك عن طريق مايسمى .بالسياسة القبائلية أي أن فرنسا بعد فشلها في خطة المدارس المختلطة والفرنسة إلتفتت إلى القبائل الكبرى وتركز جهودها هناك .
لفرنسة سكانها وتنصيرهم صد تشتيت وحدة الامة الجزائرية وقد استطاعت أقلام الاستعماريين لترويج دعاية على أن السكان الأصليين للجزائر هم البرابرة وينحدرون من أصل غربي وهي دعاية افتراء على التاريخ لتزييف حقائقه وأن العرب الفاتحين ماهم إلا مستعمرين لتثبيت الاحتلال والتمكن للفكر الصليبي الفرنسي .(1)
المطلب الرابع : سياسة الإدماج :
كان المعمرين بالرغم من تهجير الأهالي والإستيطان يطالبون بإستمرار بتماثل الجزائر قانونيا وقضائيا وتعليميا بفرنسا ليتمكنوا من فرض حكمهم المدني وقد شملت سياسة الإدماج الإدارة حيث أن الجزائريين عينوا سابقا في مناصب تشبه مناصب البلدية عزلوا منها وأعطيت مناصبهم لفرنسيين .
أما بالنسبة للجزائريين المسلمين فقد بقى القضاء الإسلامي تحت الوزارة الحربية وتم الفصل بين القانون الجنائي والمدني وجعل القضايا الجنائية متعلقة بالجزائريين من إختصاص المحاكم الفرنسية ثم إخضاع القضاء المدني إلى المراقبة الإستعمارية إن الإحصائيات المتعلقة بالتجنيس بالجنسية الفرنسية بينت خلال عشر سنوات ( 1865-1875) م بجنس 371 جزائريا الذين تخلو عن أحوالهم الشخصية والإسلامية من أصل 336، 2.462 جزائري عام 1876 والذين تم تجنيسهم جملة واحدة هم اليهود الذين منحهم اليهود كريميو الجنسية مع إحتفاظهم بأحوالهم الشخصية اليهودية ولقد كانت سياسة الدمج تعني في الواقع دمج المعمرين مع الفرنسيين بفرنسا في نفس الحقوق السياسية والإقتصادية وغيرها وتأمين الحصانة القانونية لهم ثم إطلاق أديهم في حكم الجزائر وأصبحت الفكرة السائدة في 1870-1898أنه لايمكن إعتبار الجزائريين كالفرنسيين بل أن سياسة الإستسلام و الخضوع هي التي يجب أن تفرض عليهم .
المطلب الخامس : البيئة الثقافية :
الثقافة الجزائرية عانت نتيجة الاحتلال والمواسم الوطنية والتاريخ واللغة أما اختفت وإما اضطهدت. وكانت المساجد قد حولت إلى كنائس أو مستشفيات أو متاحف كما ان المثقفين الجزائريين قد فقدوا تدريجيا الاتصال بماضيهم نتيجة لفقدان الكتب والمدارس بالغتهم . اما الفلاحون فقد تركوا للخرافات والجهل وقد كانت أكثر النظم الوطنية الجزائرية معاناة وبالتالي فإن التربية عموما قد إنضرت (1).
المبحث الثاني : النخبة الجزائرية
المطلب الأول : مطالبها :
تعتبر بداية لظهور الأحزاب السياسية الجزائرية منذ 1912 م حيث ترتكز مطالب النخبة على المساواة في الحقوق السياسية مع الفرنسيين وإلغاء قانون لانديجينا ظهر يوم 26/06/1881 وهو عبارة عن مجموعة من النصوص الاستثنائية التي فرضت على الشعب الجزائري عام 1847 وهو اداة إرهابية لقمع الجزائريين إجباريا عام 1912 الذي أثار سخط الجزائريين حتى قال بعض العامة إذا كانت فرنسا أخذت من اموالنا (1) فلن تستطيع أن تأخذ اموالنا وكان الهدف من مطالبة النخبة دمج الجزائريين بفرنسا مع التمثيل النيابي الكامل للجزائريين وقد إشترط بعضهم لإتمام الدمج وعدم التخلي عن الأحوال الشخصية الإسلامية وهذا الأمر أدى إلى إنقسام النخبة فيما بعد اما حياة النخبة غفكانت قائمة على أساس الفكر الغربي في كل شيء في العيش والثقافة وطريقة العمل كما كانت جماعة النخبة ترغب في تحويل المجتمع الجزائري إلى مجتمع غربي حيث ظهرت لجنة لدفاع عن مصالح المسلمين بتارخ 28/06/1912 مقدمة مذكرة إلى الرئيس بوانكرية مطالبة فيها بتخفيض مدة الخدمة العسكرية إلى سنتين بدلا من ثلاثة ورفع سن التجنيد من 18 إلى 20 سنة وإلغاء قانون الأهالي وبتوزيع عادل للضرائب وكذا المصادر الميزانية بين مختلف سكان الجزائر .
المطلب الثاني : سياسة النخبة :
إتبعت النخبة خلال الثلاثينات سياسة المطالبة بالمسواة في الحقوق مع الفرنسيين مع الإحتفاظ بأحوالهم الشخصية كمسلمين .ومعنى هذا انهم كانوا يرحبون بفكرة الإندماج عن طريق الحقوق لاعن طريق التجنيس فالأول يجعل منهم فرنسيين مسلمين اما الثاني فيجعل منهم فرنسيين مسيحيين أو لادين لهم وعهذا المأزق الذي وضعهم فيه القانون الفرنسي هو الذي حاول أن يخرجوا منه عن طريق مشروع فيوليت تارة والمؤتمر الإسلامي تارة والتقرب إلى فرنسا تارة ثالثة . غير أن جميع المحاولات قد فشلت وكانت وسيلة النواب والنخبة إلى نيل الحقوق .
تكوين وحدات نواب في الويات المحلية الثلاث وتأسيس الصحف والنوادي وإرسال الوفود إلى فرنسا . والمشاركة في الإنتخابات المحلية ومهاجمة تصلب المعمرين وتعصب المسلمين .
- والإلتفاف حول مشروع فيوليت والمشاركة في المؤتمر الإسلامي . وكانوا محليين في نظرتهم منعلقين على أنفسهم فيما يتعلق بأوروبا ( غير فرنسا) والعالم العربي والإسلامي
- قصارى جهدهم وصمودهم أن يكونوا كفرنسيين مسلمين كما أصبح بعض مواطنيهم فرنسيين يهودا ، ولكن عدوهم الألذ في تحقيق هذا المطمح ليس هم المصلحين ولا رجال النجم بل المعمرين الفرنسيين الذين رأوا في ذلك خللا في التوازن الاجتماعي والسياسي الذي يجعل منهم قوة غير منازعة في الجزائر وأغلبية .
المطلب الثالث : جماعة النخبة :
حركة الأمير خالد :
كان الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر قد بدأ حركته السياسية في أواخر سنة 1919 عند إنفصاله عن النخبة لقد طالب وأنصاره بتطبيق سياسة الإدماج مع الاحتفاظ بالأحوال الشخصية الإسلامية ويمكن تلخيص مطالب حركته بالتالي :
1- تمثيل المسلمين في البرلمان الفرنسي بنسبة معادلة لعدد نواب الأوروبيين الجزائريين .
2- إلغاء القوانين الاستثنائية.
3- المساواة في الخدمة العسكرية في الحقوق والواجبات .
4- حق الجزائري في تقلد جميع المناصب المدنية والعسكرية .
5- تطبيق القانون المتعلق بالتعليم العام الإجباري على الأهالي مع حرية التعليم .
6- حرية الصحافة والجمعيات .
7- تطبيق القوانين الاجتماعية والعمالية لفائدة المسلمين .
الفيدرالية الشيوعية :
أنشئت عام 1942 م في الوقت الذي كان يدور صراع بين الشيوعيين أغلبهم فرنسيون كان هذا الحزب قد رفض تحرير الجزائر بل كان ينادي بالعمل من أجل الشيوعية في إطار المستعمر الفرنسية ولم تفلح الفدرالية الشيوعية في الجزئر في إستقطاب الشعب الجزائري المسلم الذي ينبذ الكفر والإلحاد وقد برز من بين الشيوعيين الجزائريين في فرنسا – الحاج علي عبد القادر ومحمد بن الأكحل .(1)
جمعية العلماء المسلمين :
تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 05/ماي / 1931 م بالعاصمة وأنتخب الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيسا لها وتولى المناصب الهامة نخبة من العلماء المصلحين بعد ان إعترفت بها الحكومة الفرنسية لقد كان هدف الجمعية كما بينه رئيسها ابن باديس عام 1935 م يتلخص فيمايلي :
القرآن إيمامنا والسنة سبيلنا والسلف الصالح صوتنا في خدمة الإسلام والمسلمين .(1)
كانت جمعية العلماء المسلمين تسعى إلى نشر الدعوة الإسلامية وتطهير الإسلام من الشعوذة والخرافات وتكوين الكيان جزائري قوامه الإسلام والغغة العربية هناك مواقف كثيرة لجمعية العلماء إتجاه قضايا الإستعمار وماكان يجري من إستئصال الجذور الامة الجزائرية كما غيرت من رأيها في إستقلال الجزائر التام حيث كان إبن باديس يخطط لذالك وكان سيعلن الثورة على فرنسا لو لم توافه المنية سنة 1940 .
لقد أدرك غبن باديس حقيقة الإستعمار الصليبي للبلاد الذي كان هدفه إفساد الشعور الإسلامي لدى المسلمين فتصدى للأساليب الإستعمارية الخسيسة الرامية إلى إشاعة الساد وتشكيك المسلمين في دينهم فغاية الجمعية هي الرجوع بالأمة الجزائرية إلى عقائد الإسلام المبنية على العلم وفضائله المبنية على القوة والرحمة وأحكامه المبنية على العدل والإحسان . لقد جاهد إبن باديس وجمعيته بالعلم واللسان .
نجم شمال إفريقيا :
عرض مصالي الحاج عام 1927 م امام مؤتمر ( بروكسل ) الذي دعت إليه الجمعية المناهضة للاضطهاد الاستعماري مطالب النجم التي تمثلت خاصة في جلاء القوات الفرنسية الغازية وتقرير المصير .
كان مصالي الحاج قد أنتخب عام 1928م رئيسا للحزب ، حيث استطاع أن يسير بالنجم بعيدا عن هيمنة الحزب الشيوعي الجزائري االفرنسي الذي كان الصخرة الكؤود امام إستقلال البلاد
كان نداء النجم في غالب الأحيان موجها باسم الإسلام
وللتاريخ ننوه بشخصة سياسية لعبت دورا بارزا في تاريخ السياسي وهي شخصية فرحات عباس . حيت كان من دعاة الإدماج والذوبان في بوتقة الفرنسيين لكن تحطمت في ذهنه فكرة الأمة التي لا وطن لها إلا فرنسا بعد إنتفاضة 8 ماي 1854م ضد الإستعمار الغاشم فأمن باستقلال الجزائر إستقلالا تاما وأسس على قناعة حزب البيان الديمقراطي الجزائر “.
المؤتمر الإسلامي الجزائري :
أنعقد هذا المؤتمر يوم 07 جوان 1836م في قاعة سنيما الماجنتيك في الجزئر العاصمة وقد حضرته جمعية العلماء المسلمين والمنتخبون الجزائريون والاشتراكيون والشيوعيون الجزائريون واتخذ المؤتمر قرارات تعتبر في مجملها مطالب إصلاحية تتلخص فيمايلي :
- قوانين الأنديجينا والقوانين الاستثنائية .
- فصل الشؤون الدينية عن الدولة .
- إعادة أموال الأوقاف إلى جماعة المسلمين
- حرية تعليم اللغة العربية .
- حرية الصحافة العربية .
- العفو السياسي
- إلغاء قانون العقوبات .
- رفع مستوى العمال والفلاحين وتوزيع الأراضي عليهم .
- توحيد هيئة الناحيتين .
وكان موقف النجم هو تاييد المطالب الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ورفض تبعية الجزائر لفرنسا أي أن النجم طالب با لاستقلال التام للجزائر .(1)
حزب الشعب الجزائري :
تأسس حزب الشعب الجزائري بتاريخ 11 مارس 1933 م حيث واصل تقريبا نفس العمل السياسي بقيادة مصالي الحاج كما كان ايام النجم ونفس المطالب السياسية التي تؤكد على استقلال البلاد ورفض كل وسيلة تغريبية وإستئصالية … مع التأكيد على احترام الشريعة الإسلامية وإعادة أوقافها التي صادرها المستعمر الصليبي وتوقف كل المساعدات المادية للكنيسة وسياسة التبشير والتنصير (2).
ولما اندلعت الحرب العالمية الثانية بدأ الحزب نضاله سريا ووقع تقارب بين جميع التشكيلات السياسية الجزائرية .
المطلب الرابع : الصعوبات التي واجهت النخبة :
اخطر شيء كان يواجه هذه الجماعة … هو الضياع والخضوع للتأثيرات الخارجية ومن ثمة فقدان سلاح المبادرة وقد صدق من قال أن هذه الجماعة قد رفضه المجتمع الفرنسي وخيب أمالها مشروع فيوليت وهي توجد وسط محيط الأهالي . ملعونة من العلماء كمجموعة من الملحدين والكفرة وكان الحبل الرقيق الوحيد الذي يمسكهم إلى الحضارة العربية الإسلامية هو الدين بمفهوم التقليدي ولذالك حاولوا طيلة عقود مقاومة المغريات التي تعدهم وتمنيهم بكافة الحقوق المدنية وسياسية لو تخلوا عن أحوالهم الشخصية الإسلامية .
المطلب الخامس : أسباب فشل النخبة الجزائرية في نظر فرحات عباس :
لخض فرحات عباس أسباب فشل النخبة الجزائرية فيما يلي :
1- الاعتقاد بأن زعماء فرنسا الذين اجتمعوا بهم كانوا يمثلون الثورة الفرنسية ويتزعمون تحرير الشعوب المستعمر .
2- كون النخبة قد وجدت صراع الشعوب المستعمرة من اجل الحرية مع صراع البروليتار بالفرنسية .
3- عزلة المعمرين من النخبة مما جعل الأولين يتعاونون مع القيادة و الباشفوات والمرابطين ضد النخبة . (1)
الخاتمة :
إن كل من سياسة التعليم الفرنسي وجعل الجزائر فرنسية وطمس مقومات الشعب الجزائري . وإن سياسة التنصير والإدماج باءت بالفشل ويرجع فشل السياسة الفرنسية في الجزائر إلى الزوايا التي ظلت منتشرة في البلاد .
ونتيجة القوانين الأندر جينا وسياسة الاستيطان المعمرين بالبلاد ومطاردة الجزائريين وانتهاج سياسة التعذيب والإبادة وفرض الخدمة العسكرية الإجبارية على الشبان والاستيلاء على أموال الأراضي ومحاربة الإسلام بتشجيعه سياسة التنصير وإحلال القضاء الفرنسي محل القضاء الإسلامي بحيث أصبح المسلمون خاضعين لها ف شؤونهم وقضاياهم كل ذلك إدى على ظهور المقاومة السياسية بعد أن توقفت المقاومة المسلحة .
وهكذا استمر التعليم الأهالي يحافظ على أساليب التقليدية في أوساط القبائل فالمرابط والطالب وشيخ الزاوية كانوا يمارسون تأثيرهم على الفكر الأهالي بامتناعهم على إرسال أبنائهم إلى تلك المدارس الاستعمارية وهو نفور يترجم كذالك كرهها الشديد للوجود الفرنسي نفسه بالبلاد ناهيك عن تعليمه المحرف للتاريخ والدين .
المراجع :
• القرآن الكريم
• نشر مجلة نبع الجزائر التربوية ،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]• سعد الله أبو القاسم ، الحركة الوطنية الجزائرية الجزء 01 ، 02.
• فركوس صالح ، المختصر في تاريخ الجزائر.
• فركوس صالح ، تاريخ الجزائر ما قبل الاحتلال إلى غاية الاستقلال .
• ناهد إبراهيم الدسوقي ، دراسات في تاريخ الجزائر.