أغنية الأطفال

نشيد الصباح يؤديه الأطفال قبل الدخول إلى الفصول الدراسية في دولة قطر.
أغنية الأطفال مقطوعة شعرية سهلة، تؤدى جماعيًا وفرديًا قد يكون لها أثر كبير في حياة الطفل، وقد تسعده وتدخل البهجة في نفسه، وقد تخلصه من الخجل والانطواء وتعمل على تعزيز الأخلاق الحميدة والمثل العليا وتلهب فيه الروح الوطنية وتكشف عن مواهبه وتهذب سمعه. وتعد وسيلة هامة من وسائل التعليم.

وفي عالمنا العربي، كان الاهتمام بأغنيات وأناشيد الأطفال قد بدأ مبكرًا اعتمادًا على التراث الشعبي الزاخر الذي تركه الأوائل من ألف ليلة وليلة والمقامات والرسائل وقصة حي بن يقظان والملاحم الشعرية، التي اعتُبِرَت مصدرًا من أغنى المصادر لأغاني الأطفال.

وتطور مضمون أغاني الأطفال وأناشيدهم الآن عما كان عليه في الماضي، وذلك ليتناسب مع وعي الطفل واهتمامه بالعالم الداخلي والخارجي.

كما حدث تنوع في أغنيات الطفل وأناشيده ما بين الفصحى والعامية. وعالجت أغنيات الطفل الكثير من المواضيع التي ظهرت أهميتها في علاقة الطفل بالأسرة، بين الطفل وأخيه، أو بينه وبين أمه وأبيه، وكذلك حبه للمدرسة التي يجد فيها الحنان والتعليم.


أنا المدرسة اجعلني كأمٍ لا تمل عني
أنا المصباح للفكر أنا المفتاح للذهن
أنا الباب إلى المجد تعال ادخل على اليُمْن



ويميل الأطفال الصغار إلى كلمات الأغاني البسيطة، المشرقة المليئة بالحيوية والمتصلة بالأحداث اليومية، ويبدي الأطفال اهتمامًا خاصًا بالأغنيات التي تخاطب الحيوانات والطيور سواء أكانت مخاطبة فكاهية تجمع بين التسلية والترفيه أم مخاطبةً تبرز المضمون التربوي الجاد:


آه لو كنت أطير مثل عصفور صغير
آه لو كنــت أطــــــــير كنت أعلو في الهواء
طائرًا نحو السماء ثم أمضي في الفضاء
أنظر الكون الكبير آه لو كنــت أطــــــــير
كنت أحيا في صفاء بين أغصان وماء
في حمى رب السماء حيثما شئت أسير
آه لو كنــت أطــــــــير



ومن الأغاني التي تدعو إلى حب الوطن على اعتبار أنه من أهم المواضيع التي تقوي روابط حب الوطن عند الأطفال الصغار:


عصفورتان في الحجا زِ حلّتا على فنن
في خامل من الرِّيا ض لا ند ولا حسن
بيناهُما تنتجيا ن سحرًا على الغصن
مرَّ على أيكهما ريحٌ سرى من اليمن




حتى قول الشاعر:


يا ريح أنت ابن السبيـ ـل، ما عرفت ما السكن
هب جنة الخلد اليمن لا شيء يعدل الوطن



ومن الأناشيد التي يغنيها الأطفال استقبالاً لشهر رمضان:


أهلاً أهلاً يا رمضان شهر الخير والإحسان
قولوا بعدي يا صبيان أهلاً أهلاً يا رمضان

وهناك أيضًا الأناشيد التي تحثُ الطفل على قيمة رد السلام من خلال منظور الإسلام ومبادئه الأخلاقية والسلوكية في التعامل، وأهميته في توثيق مشاعر الود والمحبة بين الناس:


أنا إن حضرت صباحًا إليكم فإني أقول السلام عليكم
وإن يُلق منكم سلامًا غلام فإني أقول عليك السلام

ومن الأغاني التي تزرع في الطفل قيم الاعتزاز بعروبته:


جدي عربي وأبي عربي وهواي أنا عربي عربي
أحيا وأموت فدى العربي يارب احفظ أرض العرب
احفظها لنا طول الأبد احفظها للوطن العربي
للشعب الحر المتحد عربًا كنا منذ الأمد
وسنبقى عربًا للأبد

ومن أغاني أطفال يثرب التي استقبلوا بها الرسول ³ في هجرته من مكة إلى المدينة، وغناها الصغير والكبير:


طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرَّفت المدينة مرحبًا يا خير داع

وهناك أغنيات أخرى تعلي من قيمة العلم والعمل عند الأطفال:


أنا في الصبح تلميذ وبعد الظهر نجار
فلي قلم وقرطاس وإزميل ومنشار
وعلمي إن يكن شرفًا فما في صنعتي عار
فللعلماء مرتبة وللصناع مقدار

إذن فقد عايشت أغاني وأناشيد الأطفال مواضيع مختلفة تجمع بين الترفيه المشروع وغرس الإحساس بالوطن والعلم والعمل، واعتبارها أدوات تساهم في بناء ذوق الطفل العربي وفكره. وظلت المكتبة العربية ثرية بجملة من الكتب التي تضم بين دفَّتيها معالم أغنيات وأناشيد الطفل العربي.