اكتفى فريق مولودية الجزائر بالتعادل (1-1) في إياب نهائي كأس شمال افريقيا الذي جمعه بالنادي الإفريقي التونسي، وفشل بذلك في إحراز الكأس التي كان يحلم بها. وكان العميد قد خسر المباراة الأولى بهدفين مقابل صفر، وهي النتيجة التي كان من الواجب تجاوزها أمام خصم تعذر التعامل معه، لاسيما في الشوط الثاني .
العميد لعب شوطا واحدا
أبان فريق مولودية الجزائر خلال الشوط الأول عن استعداد كبير ورغبة جامحة في تجاوز الهدفين اللذين تلقاهما مرمى زماموش، واستطاع رفاق مقداد فرض ضغط كبير على منطقة الإفريقي وهو ما ترتب عنه خلق العديد من الفرص، لكنها ضاعت كلها بسبب ضعف الخط الأمامي، خاصة وأن يوسف سفيان قد لعب على الجهة اليمنى، فيما لعب عمرون مصابا ولم يقدم ما كان منتظرا منه. وقد بينت تشكيلة العميد في الشوط الثاني تراجعا واضحا لاسيما على مستوى نسق اللعب الذي صنع الفارق في الشوط الأول.
ميشال نفد صبره والأزمة قادمة
وبالرغم من أن المدرب آلان ميشال قد حاول بعد نهاية المباراة التقليل من وقع الخسارة، إلا أن تركيزه كان منصبا عن التشكيلة التي مازالت تعاني من فقر مقعد الإحتياط والإصابات المتكررة. والحقيقة أن ميشال لم يكن ينتظر الكثير من مباراة الإفريقي، لأنه كان يدرك أكثر من غيره أن فريقه لن يقوى على مجابهة الإفريقي ولا غيره في الوقت الراهن. ولم يجد المدرب الفرنسي الحل لمشكل التشكيلة بسبب تواجد عدة لاعبين بعيدين كل البعد عن المستوى المطلوب وهو ما جعله لا يعتمد عليهم في المباريات التي أجراها الفريق مثل الكونغولي بيلومباسي الذي لم يلعب وبقى تواجده ضمن التشكيلة لغزا يطرح أكثر من سؤال . وإذا استمر الوضع على هذا الحال، فإن الأسابيع القادمة قد تفجر أزمة في بيت العميد .
أزمة نتائج .. وأزمة مسيرين
وإذا كان فريق مولودية الجزائر قد وجد صعوبة كبيرة مع بداية هذا الموسم، فإن ذلك يعود أيضا إلى غياب رئيس للفريق وغياب المسيرين الذين من واجبهم الوقوف إلى جانب الفريق. في نهائي كأس إتحاد شمال أفريقيا، كان العميد يتيما بلا مسيرين إذا استثنينا عمر غريب الذي كان الوحيد الذي تحمل السب والشتم من طرف أنصار النادي، وبالمقابل، جاء مسيرو النادي الإفريقي في مجموعة كبيرة يتقدمها رئيس النادي ورئيس فرع كرة القدم وآخرون، وهو ما لاحظه الحاضرون وتأسفوا له .
من حق الأنصار أن يغضبوا .. لكن ما ذنب الملعب؟
كل من حضر مباراة المولودية والإفريقي يكون قد لاحظ بكل تأكيد أن أنصار العميد لم يقوموا بما يمكن تسميته خروجا عن النظام حتى بعد أن عدل الإفريقي النتيجة، لكن الذي أثار حفيظة الأنصار وتسبب في هيجان مجموعة كبيرة منهم هو الحادثة التي وقعت بين أحد أعوان الأمن ومشجع نزل إلى أرضية الملعب. ولا بد من القول أن جمهور العميد شعر بالظلم، خاصة لما رأى بأن مشجعي الإفريقي أدخلوا إلى الملعب عشرات العناقيد النارية دون أن يفتشهم أحد وأعادوا ما فعلوه في ملعب تيزي وزو. ومهما كانت الأسباب والذرائع، فلا يحق لأي كان من المتفرجين تخريب كراسي الملعب وبالتالي الإساءة إلى النادي والبلد مادامت المباراة دولية .
أين سيلعب العميد مبارياته القادمة؟
وبعد الذي حدث في مباراة الإفريقي، قررت إدارة ملعب 5 جويلية عدم استقبال جمهور العميد في المناسبات القادمة، وهذا يعني بأن المولودية مطالبة بالبحث عن ملعب تجري فيه مبارياتها. وكانت إدارة الملعب قد تفهمت وضعية المولودية وسمحت بتسوية مشاكل الديون العالقة، لكن التهشيم والتكسير الذي تعرضت له مدرجات الملعب نسف كل التفاهمات. ومما لا شك فيه أن اللجوء إلى ملعب الرويبة لن يكون بالأمر الهين وهو ما سيدخل العميد في متاهات جديدة قد تكون عواقبها وخيمة على عميد الأندية الجزائرية.