تثير العقوبات البسيطة التي أصبحت تسلطها لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم، في الأحداث التي تعرفها في كل أسبوع لقاءات الرابطة المحترفة الأولى والثانية، حفيظة المتتبعين في الوسط الكروي، خاصة فيما يتعلق ببعض القضايا التي كان ينتظر أن تضرب فيها الهيئة الكروية بيد من حديد، وأن تكون عقوباتها ردعية وصارمة، وهذا بالنظر إلى خطورة الأحداث التي عرفتها تلك اللقاءات .
أول قضية أسالت الكثير من الحبر، وكان ينتظر أن تضرب فيها الرابطة الوطنية بقوة، هي مباراة الجولة الثامنة من الرابطة المحترفة الأولى، والتي جمعت أهلي برج بوعريريج وشباب بلوزداد، فعكس كل التوقعات اكتفت لجنة الانضباط بتسليط غرامات مالية رمزية على الفريقين، 60 ألف دينار بالنسبة للأهلي البرايجي، و150 ألف دينار في حق شباب بلوزداد، وهذا جراء اجتياح أنصاره أرضية الميدان بعد المشادات العنيفة التي وقعت في المدرجات مع أنصار الفريق المنافس .
من جهة أخرى، لم تختلف قرارت ذات اللجنة بشأن الملفات الأخرى التي نظرت فيها في نفس الجلسة التي عقدتها أول أمس، حيث سارت على نفس النهج، واكتفت أيضا في المباراة التي جمعت مولودية العلمة بوفاق سطيف ضمن الجولة السابعة، بفرض غرامة مالية فقط على الفريق المحلي مولودية العلمة تقدر بـ 30 ألف دينار جزائري بسبب رشق أنصاره أرضية الميدان بالحجارة، مع بقاء ملف القضية مفتوحا لاستكمال التحقيق. فيما لم تتخذ أي قرار بشأن الأحداث التي عرفتها مباراة جمعية الشلف بمولودية وهران عن الجولة الثامنة، وهذا من أجل فسح المجال لاستكمال ملف القضية. أما اللقاء المتأخر عن الجولة الثالثة الذي جمع بتيزي وزو بين شبيبة القبائل وشباب بلوزداد، والذي عرفت نهايته بعض الأحداث، فغرمت إدارة الفريق القبائلي بمبلغ 30 ألف دينار جزائري جراء رشق أنصاره أرضية الميدان بالحجارة.
وبالرغم من المسؤولية الملقاة على عاتقها، يرمي مسؤولي الرابطة الوطنية بالمسؤولية على عاتق الحكام، من خلال اعتماد أعضاء لجنة الانضباط في اتخاذ قراراتهم على ما تنص عليه القوانين العامة للفاف، والتي تقضي بالاعتماد على تقارير حكام اللقاءات وكذا المراقبين، والتي تعتبر الوثيقة الأساسية التي يرتكز عليها أعضاء اللجنة للنظر في القضايا المطروحة على طاولتهم، وهو ما يطرح بدوره تساؤلات عديدة، حول مصداقية ما يدونه الحكام في تقاريرهم. من جهة ثانية، تعتمد الرابطة في بعض الحالات بالاعتماد على تقارير الأجهزة الأمنية التي تقدمها مصالح الشرطة والدرك الوطني .
ومهما يكن، فإن العنف الذي تعرفه ملاعبنا في كل أسبوع، يستدعي من الرابطة الوطنية إعادة النظر في كيفية معالجة التجاوزات الخطيرة التي تحدث في كل مرة، والتي تستدعي صرامة أكثر حتى لا تصبح بدون فائدة.