[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بينما شهد هذا العام خفوتاً شديداً في حضور سمية الخشاب، فإنه منح منافستها الأولى غادة عبد الرازق حضوراً لافتاً بل استثنائياً.
مسلسل "زهرة" رغم كل الانتقادات التي وجهت إليه، يحقق نجاحاً تجارياً ضخماً صعد بأجرها إلى رقم غير مسبوق بين نجمات التلفزيون في العالم العربي وهو 2 مليون دولار.
ثم تنتقل "زهرة" بقوة من الشاشة الصغيرة إلى الكبيرة لتصبح بطلة للسينما في فيلم تجاري أيضاً "بون سواريه" من إنتاج السبكي أي أنّه طبخة سينمائية حراقة!
سمية تراقب كل ذلك ولا تجد سوى سلاح هش وضعيف هو التواجد الإعلامي المكثف كأنها تقول نحن هنا. عشرات الأخبار والأحاديث والندوات تعقد لها رغم أنها لم تقدم شيئاً في شهر رمضان.
حتى عيد ميلادها احتفلت به لأول مرة في حياتها في إحدى الصحف حتى تضمن أن تفرد لها الجريدة مساحات من الاهتمام. الحقيقة أنّ سمية تبدّد طاقتها في اتجاهين لا يصنعان نجومية حقيقية وهما الانتشار الإعلامي الذي لا يستند إلى إنجاز فني ملموس،والإصرار على الغناء رغم أن كل محاولاتها في هذا الشأن تبوء بالفشل الذريع.
نعم الإعلام يلعب دوراً هاماً في حياة الفنان ولكن الإعلام يأتي كرد فعل لعمل فني وليس مجرد أخبار "فشنك" تتناثر هنا وهناك عنها كنجمة مطلوبة وعن مشروعاتها كمطربة ناجحة.
بينما على أرض الواقع لا نرى شيئاً. الغناء أيضاً يشكل نقطة ضعفها الرئيسية، فهي رأسها وألف سيف والبعض يقول ألف "تيس". سواء سيف أو تيس، فإنها تعتقد بأنها خلقت لكي تغني. تفشل المحاولة تلو الأخرى لكنها تصر على الغناء.
إنها تذكرني بفريد شوقي في مشهد من فيلم "بداية ونهاية" عندما أحيى فرح وأصر على أن يستمع الجمهور عنوة إلى صوته القبيح وهو يردد "والله زمان.. زمان والله".
عندما أحيا محمد منير حفلاً في مدينة الإسكندرية قبل أربعة أشهر، وجدتها فرصة لكي "تتشعبط" على أكتاف محمد منير باعتبارها إسكندرانية وغنت معه أغنيته الشهيرة "يا طير يا طاير".
فهل تحولت بعدها إلى مطربة يبحث الجمهور عن أشرطتها؟ الإجابة بالتأكيد هي لا.. أصدرت سمية أكثر من شريط ولكن بلا أي نجاح يذكر أو حتى لا يذكر؟!
سمية بدأت مشوارها في مدينة الإسكندرية كمطربة ولحّن لها الموسيقار حلمي بكر. وحلمي كثيراً ما تحمّس لأصوات.
ولا يعني ذلك بالضرورة أن كل من أيده حلمي، له صلة حقيقة بالغناء. هو مثلاً أطلق المطربة "شاهيناز" التي تحجبت بعد عامين أو ثلاثة من دون أن تترك أي علامة فنية.
وكثيراً ما شاهدت حلمي في برنامج ولقاءات وحفلات يشيد بأصوات ثم تختفي هذه الأصوات بعد إذاعة تترات نهاية البرنامج. ولهذا، فإن تكرار سمية في أحاديثها بأنّ حلمي لحّن لها وتحمس لصوتها للدلالة على أنها موهوبة كمطربة،
لا أرى حماس حلمي لها يحمل أي دلالة على أنها صاحبة صوت لكن مجرد حماس مؤقت. لا أنكر أنّ سمية نجحت في أن تتواصل مع الجمهور كفنانة لها حضورها.
وعرفت البطولة السينمائية قبل نحو عشر سنوات مع أول أفلامها "راندفو"، وحققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً في "حين مسيرة" ثم "الريس عمر حرب" للمخرج خالد يوسف، وشاركتها غادة عبد الرازق، في الفيلمين.
وقفت أمام أكثر من مطرب مثل مصطفى قمر (بحبك وأنا كمان)، وحكيم (علي سبايسي). وحالياً تشارك سعد الصغير في فيلم من إنتاج "السبكي" سائرة أيضاً على خطى غادة عبد الرازق،وتحقق أملها في أن تغني مع سعد "دويتو" لعل وعسى أن تحقق ولو نصف نجاح أمينة مطربة الحنطور التي ارتبطت بدايتها مع سعد.
وكان من بين أهدافها بالتأكيد عندما شاركت في بطولة الأفلام التي لعب بطولتها مطربون، أن تغني أمام أبطال الفيلم المطربين وغنت. لكنها لم تصل للناس.. نجاح سمية في التمثيل يدفعها إلى الإعلان عن أحقيتها بالغناء.
وأرى أن هذا لا يزيد عن كونه تبديداً للطاقة كأن ما تكسبه باليمين من التمثيل، تنفقه بالشمال على الغناء. والدليل أن اسمها في سوق السينما والدراما التلفزيونية شهد هبوطاً حاداً في آخر عامين. ورغم ذلك، ما زالت تعتقد أن الغناء هو طوق النجاة بالنسبة لها!!
سمية تحب الغناء من طرف واحد لكن من الواضح أن الغناء لا يبادلها المشاعر!!
هل تتوقف قليلاً سمية عن لعبة تصدير أخبار مختلقة تشعل بها الإعلام، وعليها أن تفكر فقط في مكانتها الشخصية.
فلا أحد يتمثل الآخرين يسعى لكي يكرر نفس خطواتهم. عليها أن تنسى ما حققته منافستها التقليدية غادة عبد الرازق لتبحث عما في أيديها وليس عما في يد الآخرين وأن تتوقف تماماً عن تبديد طاقتها في الغناء.
أخشى أن تكتشف بعد فوات الأوان أنها فقدت مكانتها على خريطة التمثيل ولم تحقق شيئاً أيضاً في دنيا الغناء!