لا تصدقوا كل ما يقال ويكتب في بعض الصحف !
قال الإعلامي المصري الشهير علاء صادق أن العلاقات الجزائرية المصرية تمر بفترة برودة ظرفية، وستعود أقوى مما كانت عليه في السابق مع مرور الأيام بعدما تهدأ الأعصاب كلية ويستعيد الطرفان وعيهما ويدركان صلابة العلاقات بينهما والتي لا يمكن أن تتأثر بمخلفات مباراة كروية لا أكثر ولا أقل .
وأشار منشط حصة "ظلال وأضواء" على قناة النيل والتي أوقفت مؤخرا من طرف السلطات العليا ببلاده لدى نزوله ضيفا على فوروم الشروق إلى أن المستفيد الأول من كل تلك الضجة الإعلامية التي أتت على الأخضر واليابس والتي لا زالت تلقي بظلالها على صفو العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هي إسرائيل التي استطاعت أن تفسد تلك الأخوة التاريخية والعقائدية المتجذرة بين الشعبين، داعيا الصحافة في البلدين إلى الكف عن بث السموم وزرع الشقاق بين " الإخوة ".
الصحافة المصرية أطلقت أول شرارة .. والجزائرية ردت بعنف
ومن بين أهم اعترافات علاء صادق في الفوروم أن صحافة بلاده كانت السباقة لإطلاق شرارة عنف باتجاه الجزائر والجزائريين، بتصريحات نارية واتهامات وصلت إلى حد شتم شهداء الثورة الجزائرية الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن والعقيدة، صحافة ضربت عرض الحائط تلك التضحيات التي قدمتها الجزائر شعبا وحكومة لصالح القضية المصرية، لا سيما في حرب 1973لما أمدت القوات ببلده بالسلاح والرجال، مواقف نادرة، غير أن الصحافة في بلاد النيل راحت تتناساها وأكثر من ذلك راحت تنبش قبور الرجال الذين صنعوا الثورة الجزائرية ورفعوا رأس الأمة في زمن الحروب وتنامي المد التحرري .
وفي ذات المداخلة، أعلن الإعلامي الذي أوقف برنامحه الشهير لأسباب لا تمت بصلة لموقفه اتجاه الأزمة المصرية - الجزائرية أن رد فعل الصحافة الجزائرية والجزائريين على كل تلك الهجمة كان عنيفا جدا من خلال كتابات لا تبقي ولا تذر ورد فعل جماهيري صاخب، (طالما أن الأمر يتعلق بالمساس بثابت كبير ولا يقاس ) ، رد عليه مدير الجريدة السيد علي فضيل الذي أكد له أن الشهداء مقدسون في كل بلد والمساس بهم ذنب لا يغتفر .
السلطات المصرية التزمت الصمت دون قصد
وعلى صعيد آخر، أكد ضيف الشروق أن السلطات السياسية المصرية التزمت الصمت إزاء كل تلك التجاوزات والحماقات اتجاه الجزائريين، وذلك الصمت لم يكن مقصودا، بدليل أنهم لو كانوا يقصدون الإساءة للجزائريين، لأسكتوه هو أيضا كونه تبنى موقفا مساندا للجزائر وداعيا لإخماد نار الفتنة .
وفي ذات السياق، أشار المتحدث إلى أن كتابات كثيرة معاكسة لما نشرته أبواق الفتنة في مصر نُشرت، غير أن الجزائريين لم ينتبهوا لها وراحوا يركزون كل تفكيرهم حول السلبيات والأمور التي تفرق أكثر مما تجمع.
ودعا الزميل الصحفي الذي سيتفرغ كلية للكتبة ابتداء من شهر ديسمبر المقبل لعدم تصديق كل ما يقال ويكتب في البلدين، طالما أن بعض الجهات تعتمد الكذب والإشاعات لتمرير خطاباتها المدمرة .
إسرائيل هي المستفيد الأول
" لا تصدقوا كل ما يقال ويكتب في بعض الصحف "
ولم يفوت الإعلامي المصري الكبير علاء صادق الفرصة أيضا للحديث عن بعض الأخبار التي تتناولها بعض الصحف المصرية وتتناقلها بعض وكالات الأنباء العالمية، والتي تحمل أخبارا مغرضة ومسيئة للجزائر، آخرها ما تم تناقله بخصوص إدراج الحكومة المصرية للجزائر ضمن قائمة سوداء للبلدان المعنية بالإرهاب، وهو الأمر الذي نفاه علاء صادق جملة وتفصيلا: "شخصيا تحققت من صحة هذه المعلومة قبل مجيئي إلى الجزائر، وتأكدت أنه لا أساس لها من الصحة.. وهي في الأساس مجرد إشاعات، الغرض منها ضرب العلاقات الوطيدة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، لهذا أدعوكم إلى عدم تصديق كل ما يكتب وما يقال في الصحف قبل التحقق والتحري من الخبر لأنني على يقين أن هناك أياد خفية تسعى لتأجيج الخلافات بين مصر والجزائر ".
إسرائيل هي المستفيد الوحيد من الأزمة
هذا وأكد علاء صادق أن المستفيد الوحيد مما حدث بين مصر والجزائر بسبب كرة قدم لا تسمن ولا تغني من جوع، هو إسرائيل التي يعنيها تشتيت العرب وتقسيم وتفريق الأشقاء، مشيرا إلى أن هناك أطرافا خفية تحرك وسائل الإعلام وفق مخططات خبيثة وتحريضية من أجل توسيع هوة الخلاف وكتم أصوات الحكمة والعقل : " هناك أطراف خفية حركت الإعلام في البلدين، لكن للأسف، لا أحد كان مدركا لهذه المسألة الخطيرة التي وسعت في هوة الخلافات ووترت العلاقات بين بلدينا الشقيقين "
الصحافة الرياضية في مصر والجزائر ينقصها التأهيل
من جهة أخرى، أوعز علاء صادق السبب الرئيس لما حدث عقب مباراة الجزائر ومصر في تصفيات المونديال إلى النقص الكبير في تأهيل الصحفيين الرياضيين في مصر والجزائر، وهو ما تسبب في فتح المجال أمام أشخاص يفتقرون إلى الاحترافية ودقة النظر: "الصحافة الرياضية في بلدينا ينقصها التأهيل .. يجب وضع معايير محددة وصارمة لاختيار من يكتب في الصحف ومن يظهر في التلفزيون وحتى من يقدم البرامج على الراديو .. لأنه ليس أي شخص يمكن أن يكون صحفيا .. "
ما حدث بيننا مرض لا يقتل .. لكنه ترك لنا مناعة يجب الاستثمار فيها
ووصف الإعلامي المصري الذي جنح إلى خيار الاعتدال وقول الحقيقة لا غير خلال أزمة مصر والجزائر ما حدث بين البلدين الشقيقين خلال السنة الفارطة بالمرض الذي لا يقتل والذي ترك مناعة يجب الاستثمار فيها مستقبلا لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء: "ما حدث في الفترة السابقة بين مصر والجزائر درس يجب أن نستخلص العبر منه ونستفيد من الآثار التي خلفها.. علينا أن نتعلم من أخطائنا حتى لا تتكرر المشاهد والمواقف التي وقفنا عندها في الفترة السابقة. يجب فتح صفحة جديدة بين الجزائر ومصر لأن ما يجمع البلدين أكبر من كرة القدم التي لا تزيد ولا تنقص الإنجازات المحققة فيها من قيمة الجزائر ومصر .. "
قال إنه تفاجأ لحفاوة الاستقبال
" المشاعر التي وجدتها في الشارع من طرف الجزائريين أخذلتني وأدهشتني "
أبدى ضيف الشروق، الكاتب والإعلامي المصري علاء صادق، تفاجؤه الكبير لحفاوة الإستقبال الذي وجده منذ اللحظات الأولى التي وطأت أقدامه أرض الجزائر، حيث لم يصدق مشاعر الحب والتقدير التي يكنها له الجزائريون.
ولم يتصور علاء صادق التقدير الكبير الذي وجده على مستوى مطار هواري بومدين الدولي، من طرف جميع العاملين والموظفين به، الذين سهلوا له كل إجراءات الدخول: "لقد وجدت كل التسهيلات في المطار وحتى الأشخاص تصارعوا من أجل خدمتي" أوضح علاء صادق، الذي عبر عن امتنانه لحسن الإستقبال الذي لقيه .
خجلت كثيرا لمشاعر الجزائريين في الشارع
دهشة علاء صادق لم تنته بعد خروجه من مطار هواري بومدين الدولي، ولكن ترحاب الجزائريين تواصل في كل بقعة ذهب إليها الرجل، إلى درجة جعلته يخجل: "صدقوني أن المشاعر التي وجدتها من طرف الجزائريين الذين صادفتهم وأنا أتجول في شوارع العاصمة أدهشتني كثيرا، وأخجلتني في نفس الوقت " قال علاء صادق، الذي إكتشف بنفسه دفء مشاعر الجزائريين اتجاهه الذين لم ينسوا مواقفه المعتدلة خلال الأزمة الكروية بين الجزائر ومصر السنة الماضية، وإنتقاده للإعلاميين المصريين .
هذه ثالث مرة أزور فيها الجزائر
وسبق لضيف الشروق، المجيء إلى الجزائر في ثلاث مناسبات، حيث زارها أولا في نهاية الثمانينات، حبث رافق فيها إتحاد الإسكندرية لكرة السلة سنة 1987، خلال البطولة العربية للأندية. فيما كانت المرة الثانية خلال البطولة العربية لألعاب القوى للشباب التي احتضنتها الجزائر، أما زيارته الثالثة والأخيرة، فكانت بمناسبة افتتاح المركب السياحي مازفران بزرالدة .
أنا إسكندراني والوزير بوشامة كان صديقي
وأوضح علاء صادق أنه من أبناء مدينة الاسكندرية، حيث كشف لنا أنه كانت تربطه صداقة مع احد الطلبة الجزائريين آنذاك درس معه في معهد الآداب. وأصبح فيما بعد وزيرا للشباب والرياضة سنة 1988، ويتعلق الأمر بالوزير السابق كمال بوشامة.
كشف أنه يملك أكبر مكتبة رياضية في العالم
" ألف نجم ونجم في تاريخ كأس العالم " و " 366 يوم مع الكرة العربية ".. جديد علاء صادق
كشف الكاتب والصحفي علاء صادق للشروق، أنه بصدد إثراء المكتبة الرياضية العربية بكتابين جديدين له، من المنتظر أن ينزلا السوق في آن واحد بعد حوالي ستة أشهر. الكتاب الأول يحمل عنوان "ألف نجم ونجم في تاريخ كأس العالم"، على شكل القصة الشهيرة ألف ليلة وليلة، وهو كتاب أنجزه وفق معايير معينة للاعبين العرب، مدعم بجميع الأرقام الخاصة بنهائيات كأس العالم. أما الكتاب الثاني فهو عبارة عن موسوعة عن كرة القدم العربية، يحمل عنوان "366 يوم في تاريخ كرة القدم العربية".
وأوضح الناقد الرياضي، علاء صادق، أن دافعه الأساسي في الكتابة، جاء برغبة شخصية منه في المساهمة في إثراء المكتبة الرياضية العربية، والتي تأتي لتضاف إلى عديد كتاباته التي بدأها سنة1971 وهذا في مختلف الرياضات.
إبعادي من التلفزيون سبق قرار اعتزالي بأيام فقط
وأكد الإعلامي المصري الكبير، أن أفضل لحظات حياته يقضيها في القراءة، موضحا على وضعه أولويات في حياته المهنية، التي يضع فيها الكتابة في المقام الأول قبل العمل في التلفزيون والراديو .
وبخصوص قرار السلطات المصرية بمنعه من الظهور على التلفزيون، من خلال إيقاف حصته "ظلال وأضواء" التي كان يقدمها على قناة النيل، أوضح علاء صادق، أنه راح ضحية صراحته، عندما أكد عقب الأحداث التي ميزت لقاء الذهاب لمنافسة رابطة أبطال إفريقيا بين الأهلي المصري والترجي التونسي، أن الأمن المصري لم يقم بواجبه في هذه المباراة التي عرفت تجاوزات خطيرة .
وبالرغم من قرار إبعاده، أوضح الكاتب المصري، أنه كان قد أتخذ قراره باعتزال التلفزيون، من أجل التفرغ للكتابة، معتبرا ان قرار إبعاده سبق اعتزاله فقط بحوالي ثلاثة اشهر .
أملك مكتبة تضم 5000 كتاب
ولأول مرة، كشف علاء صادق للشروق، أنه يملك مكتبة رياضية في منزله، تضم ما لا يقل عن 5000 عنوان، وهذا في مختلف الرياضات، وبجميع لغات العالم، معترفا أن لديه بعض الكتب باللغة المجرية و الألمانية رغم أنه لا يتكلم هذه اللغات.
وكرمت الشروق الإعلامي المصري علاء صادق الذي كان بمثابة صوت العقل والحكمة في مصر للدور الذي لعبه في إطفاء نار الفتنة بين مصر والجزائر عقب الأحداث التي صاحبت مباراة المنتخبين في التصفيات المونديالية، ومنحت الشروق شهادة تقدير للإعلامي المصري القدير خلال احتفالها بذكرى ميلادها العاشرة نظير مواقفه المعتدلة والمتزنة خلال فترة الأزمة بين الجزائر ومصر ودعوته في أكثر من مناسبة لتحكيم صوت العقل وضرورة طي صفحة الخلافات والعداوات وتزكية العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع بين الشعبين الجزائري والمصري.