حفيظ بلعباس:لديّ شريط فيديو يصور الاعتداء وسأدينهم أمام الرابطة
مشاهد مؤسفة للغاية تلك التي حدثت بعد خروج حافلة مولودية وهران من ملعب بومزراق بالشلف إذ قام العشرات من أنصار جمعية الشلف بتحطيم حافلة الحمراوة على بعد كيلومتر واحد من ملعب المباراة، وتعرض لاعبو المولودية إلى وابل من الحجارة والمقذوفات عند مرور الحافلة التي كانت تقلهم باتجاه وهران، مما تسبب في إصابة العديد من اللاعبين بإصابات متفاوتة الخطورة لعل أخطرها هو ما تعرض له المدافع أكرم بوعوامر الذي نقل على جناح السرعة إلى عيادة حمو بوتليليس المختصة في طب العيون بعد تطاير زجاج الحافلة جراء الحجارة الضخمة المتساقطة على رؤوس رفقاء كشاملي من كل حدب وصوب، واستدعى الأمر تدخلا جراحيا عاجلا لعين بوعوامر دام لمدة ساعتين ونصف، أين قام الأطباء بنزع فتات الزجاج مع وجود جروح داخلية، إلا أن النتائج لن تظهر سوى بإجراء المزيد من الفحوصات حسب ما أكده لنا أكرم وهو يخرج من العيادة في حدود منتصف الليل .
وصول حافلة مولودية وهران كان على الساعة الثامنة ليلا، أين وقفنا على حجم الأضرار في مشهد مشابه لما حدث لحافلة الخضر في 12 نوفمبر 2009 بالقاهرة، لكن هذه الأحداث المؤسفة حدثت بين الإخوة في بلد واحد واتضح لنا بأن المولودية بأنصارها ومسيريها ولاعبيها عاشوا الويلات والجحيم قبل العودة إلى الديار، وهذا حسب شهادات العديد ممن التقينا بهم وبدت علامات الدهشة والارتباك بادية على وجوه الجميع من هول ما حصل، إذ لم يكن يتوّقع أشد المتشائمين أن تعود العلاقات بين الحمراوة والشلفاوة إلى نقطة الصفر من جديد بعد أن بدأت تتحسن رويدا رويدا إلا أن ما حصل كان بمثابة صب الزيت على النار، مما أيقظ الفتنة النائمة من جديد بسبب طيش بعض الأنصار الحاقدين الذين أضحوا يشوّهون صورة كرة القدم الجزائرية ويطمسون بعنفهم ونفسيتهم المريضة كل المبادئ والأخلاق الرياضية التي يجب أن يتحلى بها الجميع.
اللاعبون عبروا عن استغرابهم من خرجة أنصار الشلفاوة على الرغم من الشعارات المنادية بفتح صفحة جديدة والتصريحات المعتدلة والعاقلة من الطرفين عبر وسائل الإعلام، إلا أن العنف وعلى ما يبدو ضرب بأطنابه في كل شبر من ملاعبنا وأصبح علامة مسجلة في ثقافتنا الكروية، من جهة أخرى توجه المدافع الأيسر بن قورين فور وصوله إلى وهران صوب مسقط رأسه بسيدي بلعباس وهو يعاني من ضربة عنيفة بالحجارة على مستوى اليد، كما أصيب في الحادث فريد بلعباس وبراجة وبلايلي وآخرون بالإضافة لسائق الحافلة الذي ولولا إسراعه ومعرفته الجيدة بطرق ولاية الشلف لكانت الكارثة حسب مسيري الحمراوة بعض الأخبار التي استقتها الشروق من العائدين تؤكد بقاء العشرات من الأنصار المصابين والهاربين من بطش المتعصبين بين أزقة وشوارع مدينة الشلف تخوفا من تعرضهم مرة أخرى للضرب والاعتداء وانتظروا لغاية الساعات الأولى من الصباح للخروج في هدوء نحو الأماكن التي جاؤوا منها ومنهم من قضى ليلته متألما من الإصابات التي تعرض لها وهي نفس المشاهد التي حدثت ليلة سقوط الحمراوة في 2008 للقسم الثاني أين ظل العشرات من الجرحى بدمائهم على قارعة الطريق.
- حفيظ بلعباس : " ما حدث لا يشرف الشلفاوة وأملك شريط فيديو يصور الاعتداء وسأدينهم أمام الرابطة "
سكرتير مولودية وهران حفيظ بلعباس كان مندهشا مما حصل له ولفريقه وأكد في تصريح للشروق بأن ما حصل عيب وعار على الشلفاوة الذين ضربوا كل القيم الأخلاقية والروح الرياضية عرض الحائط، مضيفا في السياق ذاته بأنه لم يستوعب لحد الآن ما الذي حدث، وقال لنا "تصوروا لو عدل بوكساسة النتيجة، ماذا كان سيحصل لنا، انظروا هم فازوا علينا ولكنهم لم يريدوا تركنا نغادر بسلام «.
وعن الإجراءات التي سيتخذها بعد كل ما حصل أوضح بلعباس بأنه قام بأخذ مصور كاميرا معه في حافلة الفريق وتمكن من تسجيل كل الذي حصل من تكسير وتخريب واعتداءات، وكذا إصابة اللاعبين وسيقوم حسب قوله بإرسال شريط الفيديو والشهادات الطبية وتقرير الأحداث إلى الرابطة الوطنية لكرة القدم والفيدرالية الوطنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لأن ما حدث أمر خطير للغاية مثلما أشار إليه بلعباس .
أكرم بوعوامر للشروق : " إصابتي على مستوى العين خطيرة "
أكثر المتضررين من اعتداءات أنصار الشلفاوة كان اللاعب أكرم بوعوامر الذي أصيب بجروح على مستوى الوجه وبالأخص تطاير الزجاج إلى داخل عينه مما جعله يخضع لعملية جراحية بعيادة حمو بوتليليس المختصة وفي أول تصريح له للشروق بعد خروجه من غرفة العمليات قال بوعوامر إن حجم الحجارة الكبيرة التي كانت تتهاطل كالمطر من كل حدب وصوب على حافلة الفريق كادت أن تشوّه وجهه بعد أن أصابته إحداها مباشرة وجعلته يتعرض لإصابة بليغة في العين، وأضاف بوعوامر أن الطبيب قد أكد له ضرورة القيام بالمزيد من الفحوصات للتأكد من سلامته وكذا تخلصه التام من فتات الزجاج الذي تسبب في جرح الجزء السطحي من قرنيته، وأضاف محدثنا بأنه مصدوم مما حصل ولم يكن يتوقع أن تتحول مباراة في كرة القدم إلى مسرح للتخريب والعنف من أجل لعبة لا غير متأسفا في نفس الوقت على المستوى الذي وصلته حال الكرة ببلادنا.