الفن الهندي

الفن الهندي مصطلح يطلق على فنون شبه جزيرة الهند. تُعد بلاد الهند من أغنى بلاد العالم في مجال الفن. ولها فن قديم عمره أكثر من 4000 سنة. ويشمل مجسمات تتسم بالحيوية، كما يشمل لوحات ممتازة، ومباني كاملة منحوتة من الصخر، إضافة إلى مساجد جميلة التكوين، وقصور ومعابد مختلفة، وكلها مزخرفة غاية في الدقة والجمال.

ويُطلق مصطلح الفن الهندي على فنون شبه الجزيرة كلها التي تشمل: الهند وباكستان وبنغلادش ونيبال وبوتان. ورغم أن هذه المنطقة قد قُسمت تقسيمات مختلفة خلال العصور المتعاقبة، وظهرت فيها ممالك، إلا أن فنونها قد اتصفت بالوحدة والتشابه.

ولما دخل الإسلام شمالي الهند بدأ الحُكام المسلمون يشيدون مساجد جميلة وقصورًا وقبابًا، وشجعوا العلم، فظهرت الكتب المزيَّنة بالرسوم.

تأثر الفن الهندي بالفنون الأوروبية منذ القرن السادس عشر الميلادي، وعرف الفنانون طرق التظليل، وعرفوا المنظور. ولما جاء المستعمرون الإنجليز إلى الهند، شيدوا مبانيهم الرسمية ومساكنهم على الطرز الأوروبية. وأثر هذا في الطراز المعماري التقليدي، وأصبح المعماريون والمصورن التشكيليون في الهند يعملون بطريقة تمزج بين الأسلوبين الغربي والهندي التقليدي، وجربوا الأساليب المعاصرة المتباينة.

منارة قطب بالقرب من دلهي، مَعْلَم بارز لانتصار الإسلام في الهند.
يُعد فن حضارة هارابا من أجمل وأعرق الفنون في العالم؛ فهو يصور تلك الحضارة التي نشأت على نهر السند قبل أكثر من 4000 سنة. و تشمل فنون هذه الفترة منحوتات ضخمة لأناس، وحيوانات مصنوعة من الحجر أو الطين المحروق، أو الحديد. وهناك أعمال نحتية تعود لفترات تلت هذه الفترة، وتشتمل على أعمدة حجرية ضخمة مزينة برسوم غاية في الدقة.

ورغم انتشار البوذية فإن النحاتين خلال كل العصور السابقة لم يصنعوا تمثالاً لبوذا، بل اكتفوا بالرمز له. والرموز المعروفة لبوذا ـ عند البوذيين ـ هي العجلة التي ترمز في نظرهم لتعاليمه، كما رسموا له التاج، فأي تاج مرسوم أو منحوت يدل عليه.

ومن أجمل الأعمال الفنية الهندية مجموعة الأعمال النحتية واللوحات التشكيلية الموجودة في الكهوف العديدة حول مدينة أجانتا. وهي تنتمي إلى فترات مختلفة. وبالقرب من أجانتا توجد مدينة إيلورا التي خلَّف فنانوها آثارًا فنية عديدة، أنتجوها في الفترة ما بين القرنين التاسع والحادي عشر الميلاديين. وبعضها يتكون من مبانٍ كاملة، نُحتت من صخور كبيرة، وزُينت بالزخارف.

الفن الإسلامي

شاه جهان إمبراطور مغولي خلال القرن السابع عشر، يجلس على عرش الطاووس في هذا الرسم من القرن الثامن عشر.
دخل المسلمون الهند وسيطروا على دلهي عام 1191م واتخذها السلاطين المسلمون عاصمة حكموا منها شمالي الهند. وأول ما فعله هؤلاء السلاطين الأوائل، تشييد مساجد عظيمة ذات مآذن طويلة. وعادة ما يشمل المسجد مئذنتين؛ واحدة على كل طرف من المسجد. وأشهر هذه المآذن مئذنة السلطان قطب الدين التي بناها عام 1193م، ويبلغ طولها 73م، وقطرها 15م حول القاعدة، ومترين ونصف المتر في القمة. وتُعد عملاً هندسيًا معماريًا خارقًا يعدها المؤرخون من عجائب العمارة العالمية.

ويُعد مسجد قطب تحولاً في خط تطور الفن الهندي، ولم يكن المسلمون يستخدمون التماثيل كما استُخدمت سابقًا، بل اعتمدوا على الزخارف الهندسية والنقوش المستوحاة من النباتات المختلفة، وزينوا بها مئذنة قطب هذه، وغيرها من المآذن والمساجد والمباني الأخرى.

واستمر حكم المسلمين في الهند أكثر من ثلاثمائة عام أبدع الفنانون المسلمون خلالها أعمالاً فنية عظيمة، تتجلى في فن العمارة الإسلامي الذي شمل المساجد والقلاع، بل وبناء مدن كاملة من مثل مدينة فتح بور، التي بناها الإمبراطور المغولي أكبر عام 1571م، والتي تتكون بعض مبانيها من خمسة طوابق، وفيها ميادين وحدائق عامة. ولم تكن المباني الإسلامية وسائر الفنون الإسلامية مركّزة حول دلهي، بل انتقلت إلى مدن أخرى. وبنى شاه جهان، حفيد أكبر، عددًا كبيرًا من المساجد والمباني الرخامية، ومنها تاج محل المشهور.

أما التصوير التشكيلي الإسلامي فقد تمثل في الرسوم الداخلية لكتب السلاطين ولغيرها من الكتب. وكان في قصر شاه جهان ـ وسائر القصور ـ مراسم كبيرة للفنانين، حيث جمع كل مرسم حوالي مائة فنان تشكيلي لكتابة وتزيين الكتب المختلفة من دواوين شعر، وكتب تاريخ، وتراجم شخصية.

أنتج المصورون التشكيليون في فترات لاحقة لوحات تصور رحلات الصيد والمناظر الطبيعية الجميلة. وألوان هذه اللوحات براقة وناصعة وموزعة بطريقة جميلة.

احتل الإنجليز الهند عام 1757م، واستمر احتلالهم لها حتى عام 1947م، فكان طبيعيًا أن يتأثر الفن الهندي بالفن الأوروبي خلال هذه الفترة. وجذبت الأساليب التشكيلية الغربية عددًا من الفنانين المُحدثين بالهند، فتخلوا عن طرائقهم وأساليبهم التقليدية، وتمسكوا بهذه الطرق الغربية. وكان لأسرة طاغور الحائز على جائزة نوبل في الأدب أثر كبير في الفن الهندي، فقد دعت إلى التخلي عن الأثر الغربي للفن في شتى صوره. ومن أشهر الفنانين المعاصرين بالهند الفنانة أمريتا شير ـ غيل (1913- 1941م) التي اشتُهرت عالميًا. و م.ف. حسين المولود عام 1915م، وفي المجال النحتي والخزفي اشتُهر الفنان سابرامانيان.

أسئلة

1. ماذا تعرف عن مئذنة قطب؟ وأين توجد؟ وما معالمها المميزة؟
2. صِفْ أفضل مبنى من مباني مدينة فتح بور المعروفة؟
3. ماذا كان النشاط الرئيسي للرسامين المسلمين في الإمبراطورية المغولية؟ وما الموضوعات التي كانت تدور حولها أعمالهم؟