كللت البلجيكية كيم كلايسترز المصنفة ثالثة موسمها الرائع بلقب بطولة نهاية الموسم لرابطة اللاعبات المحترفات، سوني إريكسون- الدوحة 2010 بعد فوزها على الدنمركية كارولين فوزنياكي الأولى بمجموعتين لواحدة 6-3 و5-7 و6-3 في المباراة النهائية للبطولة أمام سبعة آلاف متفرّج والتي احتضنها مجمع خليفة الدولي وبلغت قيمة جوائزها 4.550 مليون دولا أميركي.
فور انتهاء اللقاء سلمت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني كأس المركز الأول لكلايسترز، الوالدة لطفلة منذ سنتين، فيما سلّم ناصر بن غانم الخليفي رئيس الاتحاد القطري لكرة المضرب واللجنة العليا المنظمة للبطولة، كأس المركز الثاني لفوزنياكي. كما نالت البطلة جائزة مالية قدرها مليون و450 ألف دولار أميركي.
نجاح مذهل
كانت هذه البطولة الأخيرة التي تقام في الدوحة بعد ثلاث نسخ منذ 2008، جاءت جميعها قمة في النجاح والتنظيم العالي والإقبال الجماهيري الكثيف بشهادة جميع اللاعبات اللواتي نلن شرف اللعب في قطر. وستنتقل البطولة في السنوات القادمة إلى مدينة اسطنبول التركية 2011-2013.
ولعل أبرز هذه التصريحات الحديثة المعبرة عن ردة فعل اللاعبات جاءت على لسان البلاروسية فيكتوريا ازارنكا بعد خسارتها في الدور الأوّل معربة عن "استمتاعها في هذا البلد" رغم خروجها وكذلك الروسية يلينا ديمنتييفا التي اختارت قطر لإعلان نهاية مسيرتها مع الكرة الصفراء بعد نجاح امتد لـ12 عاماً، وآخرها حديث المصنفة أولى فوزنياكي التي رغم خسارتها بدت مبتسمة معربة عن "سعادتها بالتواجد في قطر" و اللعب في النهائي مضيفة "أرغب بالعودة إلى هنا".
اللقب الثالث
هذا اللقب الثالث لكلايستر، 27 عاماُ، في سابع مشاركة لها في وثالث نهائي، إذ سبق وفازت مرتين عامي 2002 و2003، وهي باتت خامس لاعبة فقط في تاريخ المضرب تفوز باللقب ثلاث مرات على الأقل، وانضمت إلى الأميركية-التشيكية مارتينا نافراتيلوفا (8 ألقاب) والألمانية شتيفي غراف (5 مرات) والأميركية كريس إيفرت (3 مرات) والأميركية-الصربية مونيكا سيليتش (3 مرات)، في حين خاضت فوزنياكي أوّل نهائي لها في ثاني مشاركاتها علماً أنها بلغت نصف النهائي الموسم الماضي وخسرت بالانسحاب أمام المتوّجة لاحقاً سيرينا وليامس.
ورفعت البلجيكية رصيدها إلى ستة ألقاب عموماً في البطولات الأهم التي تنظمها رابطة اللاعبات المحترفات، إذ تملك ثلاثة ألقاب كبرى في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة أعوام 2005 و2009 و2010.
أما خزائن الدنمركية، ابنة الـ20 ربيعاً، فبقيت خالية من أي لقب كبير، رغم كؤوسها الاثنتي عشرة والتي جاء ست منها الموسم الحالي الذي ستنهيه في المركز الأوّل في التصنيف العالمي، علماً انها كانت صرحت في جولات الـ"راوند روبن" أنّ اللقب يعني لها أكثر من صدارة التنصيف.
كما فشلت الدنمركية في الثأر من كلايسترز لخسارتها أمامها في اللقاء السابق الوحيد الذي جمع الطرفين في نهائي بطولة الولايات المتحدة 2009 حين انتهى بمجموعتين نظيفتين للمصنفة ثالثة حالياً.
منافسة صعبة
بالعودة إلى اللقاء فلم يكن سهلاً أبداً إذ تأرجح بين الطرفين اللذين قدما مستوى متقدم جداً إلا أن هدوء البلجيكية وجولاتها كانت لها الكلمة الفصل رغم نضج فوزنياكي الذي يسبق سنينها العشرين.
وقالت كلايسترز بعد اللقاء: "أنا سعيدة جداً أنها انتهت (المباراة)، لأنه بدا وكأنها لن تنتهيَ أبداً"، وأضافت: "كانت معركة قاسية، وأظن أنها كانت مدلولاً جيداً على مضرب السيدات. أنا سعيدة لقد ربحت لكن لا أعرف كم من السنوات سألعب بعد، وأظن أن لكارولين مستقبلاً عظيماً".
بدورها قالت فوزنياكي التي غالباً ما تنتقد أنها تتصدر اللاعبات المحترفات دون أن يكون في حوزتها أي لقب كبير: "ما زال الأمر رائعاً بالنسبة لي" وأضافت: "أرغب بتجربة هذه البطولة مجدداً"، واعتبرت أنها واجهت لاعبة صعبة وذات مستوى عال.
تقدّم الوالدة
اختارت كلايسترز الاستقبال مانحة فوزنياكي الإرسال الأوّل، ونجحت في كسب الشوط الأول بعدما نالت أربع فرص لتتقدّم 1-0 ثم عززت تقدّمها 2-0 رغم ارتكابها خطأ مزدوج في البداية وحصول الدنمركية على فرصتين للتعديل، لكن الأخطاء المباشرة خدمت الوالدة البلجيكية.
كسبت فوزنياكي أوّل شوط لها في اللقاء على إرسالها ومضت بثقة نحو الشوط الرابع ونجحت بحسمه بعد هجوم على الشبكة أنهته بكرة طائرة 3-2 لكلايسترز.
لم تدم فرحة الدنمركية إذ، ورغم الثقة البادية على وجهها فإنَّ خبرة وإصرار كلايسترز كانتا أقوى، إذ بعد خسارتها أول فرصة كسر إرسال إثر ضربة أمامية طائرة من المصنفة الأولى، عادت ونالت الامتياز وكسبت النقطة الحاسمة مستفيدة من خطأ مباشر على أماميّة غير محكمة من فوزنياكي.
سارت المجموعة علامة بمثلها، حتى الشوط التاسع على إرسال الشقراء الدنمركية التي نالت أكثر من فرصة لكسبه كما أنقذت اثنتين، لكن الثالثة جاءت ثابتة حين فازت البلجيكية مرة أخرى إثر ضربة أمامية خاطئة من منافستها وراء الحد الخلفي للملعب بعد شوط دام حوالي تسع دقائق. كلايسترز تفوز 6-3.
عودة فوزنياكي
كسبت كل لاعبة شوطها في بداية المجموعة الثانية حتى الشوط الرابع على إرسال فوزنياكي التي تأخّرت 15-40، واستطاعت إنقاذ الفرصة الأولى حين أرغمت كلايسترز على الجري، ذهاباً وإيّاباً، في عرض الملعب ثم أنهت بضربة خلفية بمحاذاة الحد الجانبي، إلا أنها فشلت في تكرار الأمر مانحة التفوّق للبلجيكية 3-1 بعد أمامية في الشبكة مشابهة لأخطائها السابقة.
رغم تقدّم بطلة الولايات المتحدة المفتوحة في نسختيها الأخيرتين، 4-1 إلا أنّ بطلة ست دورات في الفردي هذا الموسم تمكنّت من العودة بثقة ملفتة مع انخفاض مردود منافستها وارتفاع منسوب الثقة لديها فتقدمت 40-0، ولم تدع كلايسترز إنقاذ أكثر من كرة واحدة لتحسم الشوط من الحاسمة الثانية إثر ضربة أمامية سمِّرت البلجيكية مكانها. 3-4 ثم 4-4 مستفيدة من إرسالها القوي.
تعادلت اللاعبتان 5-5 والإرسال بحوزة المصنّفة ثالثة على الشوط الحادي عشر وقد بدا التعب نال منها بعض الشيء، واستطاعت الشابة الدنمركية من خلال امتياز في الفوز إثر ضربة أمامية خاطئة من كلايسترز جعلت الأخيرة تتراجع 5-6، ثم فقدت المجموعة بعدما نالت فرصتين للحسم، خسرت أولاها إلا أنها بخلفية بكلتا يديها في الثانية أنهت 48 دقيقة من المنافسة وانتزعت أوّل مجموعة لها في مسيرتها من منافستها 7-5 فارضة الاحتكام لمجموعة فاصلة.
الحسم
على غرار التقلبات في المجموعتين الأوليين، سارت بداية الثالثة حين تعادلت الأرقام 1-1 مع كسر إرسال متتال، بدأته فوزنياكي من فرصة يتيمة حولتها لفوز إثر ضربة أمامية طويلة من الحد الخلفي لكلايسترز التي بدورها ردت التحية بكرات قوية جداً فيما بدت منافستها منزعجة من شوائب علقت على مضربها.
تأخرت المصنفة أولى 2-1، وكانت تعليمات من والدها المدرّب، بدت وكأنها غير مقتنعة بها في قراءة لـ"لغة الوجه"، لكن مع ذلك عادلت الأرقام ببعض الصعوبة.
وبعد تأخرّها 2-3، ظهرت فوزنياكي عصبية لأوّل مرة وعانت بوضوح في الشوط السادس على إرسالها، بعدما تأخرت 15-40 إثر خطأ مزدوج على النقطة الرابعة، ولم تستطع إنقاذ أكثر من نقطة، فخسرت إرسالها وتأخرت 2-4 ثم ارتفعت النتيجة إلى 5-3 ورغم نيل الدنمركية أكثر من فرصة لكسر إرسال البلجيكية والعودة إلا أن خطأ مباشراً أنهى ساعتين و19 دقيقة لصالح الوالدة المذهلة.